مع كل عيد للأقباط يهل، تتجدد فتاوى الإخوان وغيرهم، التى تحرض على الأقباط وتنشر الفتنة بين جناحى الأمة. وأحدث فتاوى العام الجديد، عدم جواز تهنئة الأقباط بعيد الميلاد، وهى للشيخ محمد العريفى، نشرها عبر صفحته الشخصية على «فيس بوك»، بتاريخ 28 ديسمبر الماضى. وقال فيها: «يجوز تهنئة الكافر بمناسباته السعيدة، ترقية، تخرج، لكن مناسباته الدينية تُحرم التهنئة، فإذا احتفل بولادة ابن الرب فهنَّأته فهى إقرار بعقيدته، مع العلم، أن تعاملنا مع النصارى، والبوذيين، وغيرهم، يجب أن يكون بخلقٍ حسن، وتعامل لطيف، ورفق، ولين، وابتسامة، وهدايا، رغبةً فى تأليف قلوبهم، وحسن الخلق مع الكافر، واللطف، والتبسم، الصدقة عليه، والتهادى معه، ومساعدته فى حل مشاكله، ومؤاكلته ومشاربته، جائز تأليفاً وتقريباً لهدايته. والمسيح وُلد صيفاً لا شتاء، قال الله تعالى: (وهُزِّى إليك بجذع النخلة تُساقط عليك رطباً) والرطب بالصيف، وفى الإنجيل نصوصٌ أنه وُلد صيفاً، ويجوز قبول هدية الكافر فى عيده، وتقبل هديته سائر الأوقات، تأليفاً لقلبه ولطفاً وحسن خلق، ويجوز الإهداء له (فى غير عيده)». وأضاف «العريفى»: «شجرة عيد الميلاد تخصّ كريسماس، العيد الدينى للنصارى، وهى رمز دينى كرمزية الصليب، لها قصة بعقيدتهم، وبالتالى لا يجوز تعظيمها وصنعها، وإذا هنّأك كافرٌ بِعيده فابتسم ورُدّ رداً عاماً: شكراً، أتمنى لك السعادة، وما شابهها، مع العلم أن عيد رأس السنة أخفّ من عيد ميلاد المسيح، ويوم رأس السنة (لا عيد كريسماس ميلاد المسيح)، إذا أهدى لك الكافر جاز قبول هديته، ويجوز تهديه ما يقابلها، وهناك فرق بين عيد ميلاد المسيح كريسماس، ويوم رأس السنة، فالأول دينى، والثانى اجتماعى، وكلاهما لا تبدأ بتهنئة، فإن هنّأك برأس سنة فأجب بعبارة عامة لا تهنئة». وبالفتوى السابقة، انضم «العريفى» إلى قائمة مشايخ «الإخوان» و«السلفية» التى تحرم تهنئة الأقباط بأعيادهم، ويتشددون فى ذلك، على الرغم من أن قيادات الإخوان كانت فى السابق أول الناس ذهاباً للكنائس لتهنئة المسيحيين بأعيادهم، وبعد سقوط محمد مرسى، الرئيس المعزول، أصدر ما يعرف ب«التحالف الوطنى لدعم الشرعية» بياناً رسمياً هنأ فيه الأقباط بعيدهم. ووفقا لدراسة أعدها الدكتور رفعت سيد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث، فإن أدبيات الإخوان والجماعات السلفية المتشددة تزخر كتبها بمئات الفتاوى التى تحرض ضد الأقباط وتبيح قتلهم وهدم كنائسهم وفرض الجزية عليهم، منها فتوى الشيخ أبوإسحاق الحوينى، بتحريم بناء الكنائس، قال فيها: «فى ميثاق عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه إذا هُدمت كنيسة وسقطت لا ينبغى لها أن تجدد». وهناك فتوى الشيخ فوزى عبدالله التى قال فيها: «يجب عليهم الامتناع من إحداث الكنائس والبيع، وكذا الجهر بكتبهم وإظهار شعارهم وأعيادهم فى الدار، لأن فيه استخفافاً بالمسلمين، وهذا ما عاهدهم عليه عمر، رضى الله عنه، فى كتاب عبدالرحمن بن غُنم الذى اشتهر بالشروط العمرية». وحول فتاوى فرض الجزية، يرصد رئيس مركز يافا فتوى الشيخ ياسر برهامى، نائب «الدعوة السلفية»، قال فيها: «اليهود والنصارى والمجوس يجب قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، وصاغرون أى أذلاء». وحول تحريم إلقاء السلام على المسيحيين، قال الداعية السلفى محمود المصرى: «لا يجوز بدؤهم -يقصد غير المسلمين- بالسلام ولا حتى القول لهم أهلاً أو سهلاً، لأن ذلك تعظيم لهم». ويشير «رفعت» إلى فتوى عدم القصاص للمسيحيين للشيخ أبوإسحاق الحوينى، التى قال فيها: «إن أدلة الرأى القائل بعدم قتل المسلم بالكافر -يعنى غير المسلم مطلقاً- أقوى ألف مرة من أدلة الأحناف وإن هذا الرأى يكاد يصير إجماعاً». وأشار رئيس مركز يافا إلى فتوى «جبهة علماء ضد الانقلاب»، التى يتزعمها الدكتور يوسف القرضاوى، عقب ثورة 30 يونيو، وهاجمت البابا تواضروس الثانى، وأهدرت دمه، وهى الفتوى التى تنضم إلى فتوى جبهة علماء الأزهر الصادرة فى 2011، وطالبت بمقاطعة المسيحيين وهاجمت الكنيسة واعتبرتها مصدر إرعاب وإرهاب للدولة والأمة، ومعلماً من معالم التخريب للوحدة الوطنية وتهديد الأمن.