أثار بيان وزارة الخارجية القطرية، الداعم لتنظيم الإخوان، غضب العديد من المسئولين والخبراء العرب والأجانب. وأعرب خبراء بدول مجلس التعاون الخليجى عن أسفهم من موقف قطر، مؤكدين دعم بلادهم الكامل لمصر فيما تتخذه من إجراءات سيادية لمواجهة العنف والإرهاب اللذين يمارسهما عناصر تنظيم الإخوان، فيما رأى خبراء دوليون أن الموقف القطرى من مصر واستمرار تدخلاتها فى الشئون الداخلية يمثل خطراً وضرراً على مصر وقطر فى الوقت ذاته، معتبرين أن ما فعلته قطر يمثل تدخلاً أجنبياً، مؤكدين فى الوقت ذاته أن مصر لها استراتيجيتها الدبلوماسية والسياسية فيما يتعلق بعلاقتها مع قطر. وفى اتصاله مع «الوطن»، قال ميتشسلاف ماتورزوف، الدبلوماسى الروسى السابق: «إن قطر منذ ثلاث سنوات تنفذ سياسة ليست سياستها وإنما السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد». وأضاف: «قطر خلال الثلاث السنوات الماضية دعمت الاضطرابات فى الدول العربية، بداية من تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا، فى دولة على أرضها توجد القيادة المركزية للقوات الأمريكية فى منطقة الخليج العربى». وتابع: «هناك كثيرون فى روسيا يؤمنون بأن قطر هى التى تقف وراء الدمار والخراب اللذين حلا على الدول العربية، لكن ليست وحدها وإنما يجب البحث عن الجذور والوصول إلى من خطط وشجع لهذه الأعمال التدميرية التى كانت بدايتها الحرب على لبنان فى 2006، عندما تحدثت كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، عن الشرق الأوسط الجديد». واعتبر «ماتورزوف» أن ما تفعله قطر هو تدخل أجنبى، وأى تدخل أجنبى فى الشأن الداخلى المصرى يعيق الأمور ويضر بها. من جانبه، قال أحمد آل إبراهيم، الخبير السعودى المختص فى العلاقات الأمريكية - السعودية: «إن قطر تغرد خارج السرب بالنسبة لدول الخليج العربى التى جاءت سياساتها واضحة ومحددة بأنها تدعم كل ما من شأنه الحفاظ على مصر واستقرارها ورفض المساس بسيادة مصر». وأضاف، فى اتصاله ل«الوطن»، أنه «فى حقيقة الأمر، لا يمكن أن نفهم ما تريده قطر أو تحركاتها هى وكأنها تعمل ضد المشروع الوطنى العربى، وتصرفاتها تجاه مصر تؤكد هذا وهو أمر سيضر قطر ذاتها؛ لأن مصر هى العمق الاستراتيجى للوطن العربى ولدول الخليج العربى بصفة خاصة». ورأى «آل إبراهيم» أن عدم اتخاذ مصر قرارا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر رداً على تدخلاتها المستمرة فى الشأن الداخلى المصرى لا يعنى عدم قدرة مصر على اتخاذ هذا القرار؛ فمصر اتخذت القرار ذاته مع تركيا التى تمثل ثقلا اقتصاديا وسياسيا كبيرا، مقارنة بقطر الدولة الصغيرة. من جانبه، قال الكاتب الإماراتى ماجد الرئيسى، ل«الوطن»: إن استمرار قطر فى دعم الإخوان يشير إلى إصرارها على اتخاذ مسلك آخر بعيداً عن موقفى السعودية والإمارات. وتنبأ «الرئيسى» بأن سياسة قطر ستتغير خلال 6 شهور عندما تسقط حكومة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان. من جانبه، اعتبر الكاتب السعودى خالد الفرم أن الموقف القطرى لا بد أن يلتفت لصوت الدولة المصرية؛ حيث إن الحل يجب أن يكون مصرياً خالصاً بعيداً عن أى تدخلات خارجية. وشدد الكاتب السعودى، فى تصريحاته ل«الوطن»، على أن «أى أعمال عنف أو اعتداء على الممتلكات أو الأبرياء هو عمل مرفوض، وآن الأوان أن تتوقف أعمال العنف ويعلى الجميع مصلحة مصر العليا فوق كافة الاعتبارات، ونحن فى حاجة للحظة هدوء واستقرار ولا يمكن العودة للمرحلة السابقة». وحول وصف البيان القطرى لسلوك السلطات المصرية بأنه «قمع للمتظاهرين السلميين»، قال «الفرم»: «إن حقوق الجميع فى التعبير عن الرأى مكفولة، لكن دون ممارسة العنف والعبث بالممتلكات والأمن، ونحتاج من الإخوان أن يعبروا عن رأيهم بشكل سلمى دون عنف». وأكد يوسف العميرى، رئيس بيت الكويت للأعمال الوطنية، أن ما تمارسه السلطات المصرية تجاه هذه التظاهرات ممارسة شرعية؛ لأنه تظاهر عنيف ضد القانون، وكل من يقول إن مصر تستعمل العنف ضد المتظاهرين لا يعرف الحقيقة. وتابع «العميرى»، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»: «مصر تساهلت بشكل كبير حتى تحول المتظاهرون إلى مخربين غير سلميين بالإضافة للأعمال الإرهابية التى تضرب مصر وتساعد الإخوان فى محاولاتهم لتعطيل الاستفتاء فى مصر». وحول الموقف القطرى الداعم للإخوان، قال: «مع الأسف الشديد أبناء الخليج يؤسفهم بشدة الموقف القطرى».