كشف السفير ياسر عثمان، سفير مصر لدى السلطة الفلسطينية، تفاصيل وأسرار «توثق» السياسة العدائية التى تنتهجها حركة حماس الفلسطينية ضد مصر بعد ثورة 30 يونيو. وقال «عثمان» فى حوار حصرى مع «الوطن» عبر الهاتف إنه تابع سلسلة انفرادات «الوطن»، بالحوار مع قيادات حماس فى غزة، مؤكدا أن كل ما قالوه يحتاج إلى الرد، وأضاف: «يجب ألا تمر أكاذيب حماس مرور الكرام فى ظل انتهاجها سياسة «الإنكار والتكذيب» المتواصلة إزاء كل الاتهامات الموجهة إليها بالتدخل فى الشأن المصرى الداخلى والتحريض على الدولة المصرية واغتيال قيادات الجيش. وأشار «عثمان» إلى أن حماس انتهجت سياسة «سوداء» ضد مصر بعد سقوط حكم الإخوان، على المستويات السياسية، والإعلامية، والدعوية والأمنية.. إلى نص الحوار. ■ إلى أين يمضى مؤشر العلاقة بين مصر وحركة حماس بعد ثورة 30 يونيو؟ - العلاقة بين مصر وحماس الآن متوترة، علاقة محدودة جداً ومقتصرة فقط على قناة أمنية يتم التواصل فيها مع حماس، وبالطبع هذا نتاج سياسة حماس العدائية «بامتياز» ضد مصر والتدخل فى شئونها الداخلية فيما بعد 30 يونيو. ■ حماس تنكر كل ما تكشفه مصر من تحقيقات نيابة واعترافات لعناصر حماس التى شاركت فى استهداف مصر؟ - عندما نقيّم علاقة بين طرفين فى مجال العلاقات الدولية والخارجية لا نقيّمها على أساس أسماء متورطة ولا على أساس أسماء ربما تكون من عناصر حماس أو مدفوعة من حماس، لكن يتم تقييمها بشكل إجمالى نخلص منه إلى أن طرفاً من الأطراف ينتهج سياسة عدائية تجاه الطرف الآخر. وبالتالى لو طبقنا هذا على حماس، فيمكننا القول إنها تنتهج سياسة عدائية وسلبية تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو، وهذا مثبت وموثق تماماً وليس مجرد ادعاءات كما يقولون. ■ وما أهم وقائع سياسة حماس العدائية ضد مصر؟ - على الصعيد السياسى، أصدرت حماس 4 بيانات شديدة اللهجة ضد مصر بعد ثورة 30 يونيو، تعتبر تدخلاً مباشراً فى الشأن الداخلى المصرى، فضلاً عن التصريحات التى أصدرتها قياداتها ضد مصر، والتى نجدها فى مجملها تدل على مواقف سياسية محددة تحمل الكثير من العدائية تجاه الدولة المصرية والثورة، نضيف إلى ذلك مشاركة حماس فى الاجتماعات التى نظمها التنظيم الدولى للإخوان فى تركيا وباكستان، وهى اجتماعات كانت مخصصة لبحث الوضع المصرى بعد 30 يونيو. كما لا يمكن أن نغفل الفعاليات الشعبية الكبيرة التى أقامتها حماس فى غزة والضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى أيضاً لتشويه ثورة 30 يونيو والهجوم على الدولة المصرية والجيش المصرى، ألا تعتبر كل هذه مؤشرات للتدخل فى الشأن المصرى؟ ألا يعتبر هذا كله نهجاً عدائياً تجاه مصر؟ ■ العدائية تجاه مصر لم تكن فقط على الصعيد السياسى، بل شملت أيضاً «الشق الإعلامى»، خصوصاً أنهم يروجون أن لدى مصر إعلاما كاذبا ومضللا؟ - بكل تأكيد، فعلى المستوى الإعلامى، فقد انتهجت الوسائل المقروءة والمرئية والمسموعة المحسوبة على حماس خطا إعلاميا أسود تجاه مصر والثورة المصرية والجيش، بل حرضت على الجيش المصرى بشكل مباشر، بل الأخطر من ذلك أن الإعلام الحمساوى حرض أهالى سيناء كذلك على الجيش المصرى، وعمل على محاولة الدفع بأهل سيناء لمواجهة الجيش المصرى. ■ هل هذا التحريض المباشر ضد مصر شمل أيضاً «المجال الدعوى» وخطب المساجد؟ - نعم، ولقد رصدنا أن كل المساجد التابعة لحركة حماس قامت بحملة دعوية شعواء وسوداء ضد الجيش المصرى والدولة المصرية بكل المفردات الجائزة وغير الجائزة، كل ما يمكن أن يتخيله الإنسان أو لا يتخيله قيل فى خطب المساجد ضد مصر. ■ هل لك أن تذكر لنا بعضاً مما كان يقال فى هذه الخطب الدعوية؟ - مثلاً، قيل إن جيش مصر جيش طاغية، وأن «السيسى» هو «فرعون»، ويجب كذا وكذا.. أما المصيبة الأكبر فهى أن يسود هذا الخطاب الدينى المتطرف ضد مصر وسط الشباب الصغير من شباب غزة، فما احتمالات تأثر هذا الشباب بهذا الخطاب العدائى؟ وما احتمالات أن يقوم هذا الشباب بتحركات معادية عنيفة؟ ■ «الوطن» انفردت بسلسلة حوارات مع قيادات حماس وكان الرد دوماً على كل الاتهامات الموجهة إليهم عن التورط فى العمليات الإرهابية التى تحدث فى مصر، هو: «لتعطِنا الدولة المصرية اسماً واحداً ممن تدعى أنهم تابعون لحماس»، فما تعليقك؟ - الأسماء والوقائع الآن فى يد القضاء المصرى وبالأسماء على فكرة، ولا نود أن نعلق عليها، لكن بكل تأكيد، الكشف عن الأسماء التى يطلبونها وتفاصيل الوقائع سيكون فى موعد محدد، ومن جهات محددة منوط بها أن تعلن ذلك، ويمكن إضافة أن كل العناصر التى يُقبض عليها من حماس لا تملك «كارنيهات» مكتوباً عليها أنهم حماس، وبالتالى فهم يراهنون طوال الوقت على الإنكار والتكذيب. ■ هل هناك وقائع أخرى يمكنها أن تكشف لنا المزيد من عمليات التحريض المباشر ضد الجيش المصرى وقياداته، خصوصاً مع تداول وسائل الإعلام المصرى قوائم اغتيالات؟ - فى أغسطس الماضى دعت حركات مسلحة داخل غزة إلى مؤتمر صحفى أعلنت فيه الجهاد ضد مصر، والدعوة إلى اغتيال قيادات الجيش المصرى والقيادات السياسية أيضاً، وكان هذا المؤتمر الصحفى فى غزة تحت حكم حماس، وبث ونقل على وسائل الإعلام الحمساوية. ■ من ضمن التصريحات العدائية إلى حد الجنون إن جاز التعبير، أن حماس تدعى أن الجيش المصرى هو من يحفر الأنفاق، ومن ثم تلغيمها، لكى يتهم حماس؟ - هذا جزء من حملة التشويه التى تقوم بها حماس ضد مصر، ولا يمكن تصديقه من عاقل أبداً، فالجيش المصرى يعمل على حفظ الأمن القومى وسلامة حدوده وأراضيه من داخل الحدود المصرية، وهو منهج مصرى ثابت طوال تعاملها مع القضية الفلسطينية أو أى قضايا أخرى، بل إن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فادعت حماس أن الجيش قام «بتلغيم» أبراج الحراسة الموجودة على الحدود، ليحاول إلصاقها بحماس، هل هذا يُعقل؟ ■ ماذا عن العروض العسكرية التى أقامتها «كتائب القسام» الجناح العسكرى لحركة حماس؟ - كتائب القسام أقامت عروضاً عسكرية على الحدود مع مصر، رفعت فيها شعارات معادية للجيش المصرى ومناهضة لمصر، وأصدرت أيضاً بيانات معادية لمصر. ■ قادة حماس أعلنوا فى حواراتهم مع «الوطن» أنهم لا يسيطرون إلا على 70% فقط من الأنفاق، هل هذا الأمر له دلالة مهمة؟ - هذه التصريحات تعنى أن هناك 30% من الأنفاق لا يسيطرون عليها، بمعنى أنه يُعطى مجالاً من الممكن أن يتم من خلاله اختراق الأمن المصرى، وما لفت نظرى فى هذه الحوارات المهمة أيضاً أنهم قالوا أيضاً إن خلايا «الجهادية السلفية» فى سيناء تعتبر عدواً لحماس، وإذا ارتكب أىٌّ منهم فعلا فى سيناء فلا يحسب على حماس، وأنا أعتبر أن هذه التصريحات تفتح الباب للتبرير والهروب من المسئولية، فى حالة ثبوت مسئولية الحركة عن أى عمليات إرهابية تحدث فى سيناء. ■ ادعت حماس أنها كشفت خلية مصرية للتجسس عليهم فى غزة، إلى أين وصل هذا الملف؟ - هو ملف لم يُفتح لينتهى، فهذه القضية تأتى فى إطار عملية التشويه الممنهجة التى تتبعها حماس ضد مصر، ولم يقف الأمر عند هذا الحد أيضاً، بل اتهموا الدولة المصرية بأنها هى التى تحاصر غزة وتعادى الشعب الفلسطينى فى غزة. وأعتبر كل هذه المهاترات مجرد محاولات لتسجيل نقاط على الجانب المصرى لتخفيف الضغط عن الحركة، وبالتالى كلها موضوعات غير جديرة بالتعليق عليها لأنها ملفقة، فهذه هى سياسة حماس للتعامل مع مصر «سياسة الإنكار وإلقاء الاتهامات جزافاً على مصر، لإيقاع الكرة فى الملعب المصرى». ■ هم يتهمون مصر الآن بأنها تحاول أن «تُشيطنهم»، لأنهم خرجوا من رحم الإخوان، وهذا سبب كل ما يُنسب إليهم؟ - نحن نتعامل مع حماس كجزء من الشعب الفلسطينى، وجزء من نسيج المجتمع الفلسطينى وكحركة وطنية فلسطينية، وما دامت حماس فى هذا المربع فنحن نتعامل معها بانفتاح ووفقاً للقواعد والمعايير المتفق عليها، لكن إذا أرادت أن تضع نفسها فى مربع الشأن الداخلى المصرى، والمربع التنظيمى لبعض الجماعات الإرهابية فى مصر، فإنه سيتم التعامل معها بشكل مختلف. ونحن نتعامل فى مصر مع قطاع غزة كشعب، على أنهم أهلنا وبعدنا القومى، وتربطنا بالشعب الفلسطينى فى قطاع غزة علاقات دم ومصاهرة ومصير مشترك، لهذا فإن تعاملنا مع قطاع غزة يكون فى نطاق شامل وليس نطاقاً فصائلياً، فحماس مجرد «فصيل»، وبالتالى لا تتداخل علاقتنا بحماس مع علاقتنا الشاملة والقديمة والوثيقة مع قطاع غزة، فعلاقتنا به قبل الفصائل وبعد الفصائل أيضاً. ■ قيادات حماس غاضبة من اتهام «مرسى» بالتخابر مع حماس، ويقولون إن هذه سُبة فى حقهم، لأن تهمة «التخابر» لا تكون إلا مع إسرائيل؟ - أولاً هذا الموضوع معروض على القضاء المصرى وتهمة التخابر لا علاقة لها بالشق السياسى، فهى لها علاقة بالشق القانونى والقضائى، ولا يجب لأحد التعليق عليه، ثانياً، تهمة التخابر التى يتحدّثون عنها معروفة على مستوى العالم، وأذكّر حماس أنه فى قطاع غزة لديهم تهمة اسمها «التخابر مع حركة فتح» لأى غزاوى يتعامل معهم! لهذا أقول لهم لا تحرّموا ما تستحلونه لأنفسكم، والأولى أن تطبّقوا هذا الكلام على أنفسكم. ■ ادعت حماس مؤخراً أن مصر تخلت عن قطاع غزة فى أزمة المنخفض الجوى، وقال أحد قيادات حماس ل«الوطن» إن هناك الكثير من المعدات الثقيلة «كالجرارات وأجهزة شفط المياه» تخص حماس تحتجزها مصر فى ميناء الإسكندرية للتنكيل بشعب غزة؟ - هذا غير صحيح، ولا توجد أى معدات ثقيلة موجّهة إلى قطاع غزة قامت مصر بمنعها، ولم يحدث هذا على الإطلاق، فهذا الكلام هو إحدى المحاولات الشعواء لتشويه صورة مصر داخل القطاع بين أبنائه، وهذا طبعاً لحساب الإخوان. ■ حماس تدّعى أن «فتح» هى التى تعرقل ملف المصالحة الفلسطينية وأن مصر تدعم «فتح» على حسابها؟ - بالعكس، «عمر» الموقف الرسمى المصرى «ما دعم» حركة فتح على حساب حركة حماس، واتفاق المصالحة الذى وقّعته الأطراف فى مصر 2011، وقّعه خالد مشعل «رئيس المكتب السياسى لحركة حماس»، و«حماس عمرها ما هتوقع على حاجة مش فى مصلحتها أو على حسابها»، فضلاً عن أن اتفاق الدوحة وقّعه كذلك خالد مشعل، إذن حماس وقّعت على كل الاتفاقيات والأطر القانونية والمنظمة لعملية المصالحة برضا وقناعة تامة، وهذا يعنى أنه يبقى عملية التنفيذ لهذه الاتفاقيات، ونحن كمصر الراعى لعملية التنفيذ حالياً، ومصر تقوم بدورها حالياً للتغلب على العقبات الموجودة فى عملية المصالحة، باعتبار الملف لا يقل أهمية عن ملف إنهاء الاحتلال الإسرائيلى. ■ لكن يبدو أن هناك تحركات من حماس لسحب ملف القضية الفلسطينية من مصر فى اتجاه قطروتركيا؟ - ملف القضية الفلسطينية لم يأتِ إلى مصر من باب «الوجاهة» أو «التشريف»، بل جاء إلى مصر لاعتبارات موضوعية لا يستطيع أى طرف أن ينكرها، اعتبارات جغرافية، وسياسية، وقومية، ولن يستطيع أحد أن يقوم بهذا الدور إلا مصر فقط. ■ الدبلوماسية المصرية لم تسلم أيضاً من حملة تشويه حماس، فقد اعتبروا تصريحات نبيل فهمى، وزير الخارجية، «غير مسئولة»؟ - على العكس تماماً، أنا أعتبر أن تصريحات نبيل فهمى كانت غاية فى المسئولية، فمسئولية الحكومة المصرية هى الدفاع عن مصر، لكن حماس حاولت «لىّ عنق» التصريحات، وما قصده الوزير المصرى هو أن مصر تقوم حالياً على الأرض بتنفيذ خيارها الأمنى والعسكرى داخل حدودها المصرية لضمان أمنها القومى وتأمين حدودها، ومن يعترض على إجراءات السيادة التى تأخذها مصر يعنى أنه طرف متضرر مما تقوم به مصر لحفظ سلامة أراضيها، وهنا يجب أن نضع علامة استفهام كبيرة. ■ هل يمكن أن تنسحب علامة الاستفهام هذه على عدم تقديم حماس «العزاء» لمصر فى حادث رفح الأخير؟ - كان من الأمور المثيرة للانتباه، أنهم لم يقدموا التعازى بشكل رسمى، فى حين أنهم قدّموها بسرعة، وأعلنوا أيضاً بيانات رسمية فى الكثير من الدول الأخرى مثل حادث التفجير الذى حدث فى بيروت، وهذا طبعاً دليل على موقفها من الدولة المصرية والجيش المصرى. ■ حماس تقول إنها تريد أن تعيد المياه إلى مجاريها مع مصر، وطلبوا أكثر من مرة لقاء القيادات السياسية فى مصر، ومصر ترفض؟ - بعد استعراضنا لكل النقاط السابقة للسياسة العدائية الممنهجة من حماس ضد مصر، ماذا يُنتظر أن يكون موقف مصر منهم؟ عندما تكون كل تلك الوقائع دليلاً على موقف حماس من مصر بعد ثورة 30 يونيو، ما الذى يجب أن تفعله مصر؟ طبعاً هناك غضب مصرى على حماس، وعلى سياستها تجاه مصر، لكن على كل الأحوال، ما زالت القنوات الأمنية مفتوحة ويمكن الاتصال من خلالها، لتمرير الرسائل الأمنية المشتركة، لكن انقطاع العلاقات السياسية رد فعل طبيعى من مصر تجاه سياستها العدائية. ■ هل تعتقد أن وضع الجالية المصرية بغزة فى خطر، خصوصاً بعد واقعة اعتقال وتعذيب رئيس المركز من قِبل قوات أمن حماس؟ - نتابع وضع الجالية المصرية فى غزة باستمرار، وعندما تم اعتقال رئيس الجالية دون وجه حق، تدخلنا فوراً لدى حماس للإفراج عنه، كما نقوم بواجبنا تجاههم، فهم جزء من الجالية المصرية فى فلسطين، ونحن على تواصل مستمر معهم. ■ حماس تنكر من الأساس تعريف «الجالية المصرية» وتقول طالما تزوّجت المصرية من فلسطينى وأنجبت منه فهى فلسطينية؟ - هذا تعريف يتناقض مع التعريف الدولى والقانونى لحاملى الجنسية المزدوجة فى العالم كله، ويبدو أنه مصطلح يخص حماس فقط. إغلاق الأنفاق من أعمال السيادة إغلاق الأنفاق من أعمال السيادة الوطنية، فهى أنفاق غير شرعية وتضر الأمن القومى والاقتصاد المصرى أيضاً، وبالتالى واجبات الدولة المصرية تجاه شعب مصر تحتم عليها أن تغلق هذه الأنفاق. هذه الأنفاق تم حفرها فى مرحلة من المراحل لإدخال المواد الغذائية لأهلنا فى غزة، نتيجة للحصار الإسرائيلى، لكن عندما تكتشف مصر أن هذه الأنفاق يتم استخدامها فى نشاطات تضر بأمنها القومى ولا تُستخدم لإدخال المواد الغذائية والسلع، بل لخروج مواد من غزة إلى مصر تضر بالأمن القومى المصرى، فيتحتم على الدولة المصرية أن تقوم بواجباتها وتغلق هذه الأنفاق. فمشكلة قطاع غزة ليست فى إغلاق الأنفاق أو إيجاد منطقة حرة كما تروّج حماس، مشكلة قطاع غزة فى ضرورة إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية، يجب أن يأتى الجميع إلى مربع المصالحة، هذا هو حل مشكلة غزة.