اعتبر القيادي في حركة "حماس" وصفي قبها، أن الحديث عن تبادل منطقة المثلث ذات الثقل السكاني الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة عام 1948 مقابل الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية "عمل شيطاني"، ويدل على تخبط المفاوض الفلسطيني وقصور عملية التسوية الجارية وعجزها عن إيجاد حل عادل يضمن للفلسطينيين حقهم. وقال "قبها"، الذي شغل منصب وزير الأسرى الأسبق في بيان صحفي اليوم، إن المقترح يهدف ل"إسقاط حق العودة والقبول الطوعي بالترانسفير، لتحقيق حلم الاحتلال بيهودية الدولة ونزع فتيل ما أطلق عليه الباحثون الإسرائيليون بالقنبلة الديموجرافية". وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، ذكرت -في عددها الصادر أمس- أن إسرائيل اقترحت على الولاياتالمتحدة دراسة فكرة نقل أراضٍ في منطقة المثلث داخل الخط الأخضر، شمال الأراضي المحتلة عام 1948، إلى الفلسطينيين تعويضا عن إبقاء كتل استيطانية في الضفة الغربية تحت سيطرة إسرائيلية في إطار تسوية مع الفلسطينيين. ولفت "قبها" إلى أن التزايد المطرد للسكان الفلسطينيين مقارنة بعدد السكان الإجمالي داخل الأراضي المحتلة، يؤرق ويقض مضاجع حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة منذ عقود، معتبرا أن قبول السلطة لمبدأ تبادل الأراضي مع الاحتلال والحصول على غطاء من الجامعة العربية لهذا القرار، كان بمثابة "الوقوع في الفخ الصهيوأمريكي، وبداية الكارثة الجديدة للقضية الفلسطينية". وأوضح أن تلك القرارات تمهد لحكومة الاحتلال التخلص من الخطر الديموجرافي العربي، من خلال نقل مناطق المثلث ذات الكثافة العربية للسلطة الفلسطينية، والتي يرى فيها الاحتلال أكبر عوامل إعاقة لقيام الدولة اليهودية، نظرا لأن المثلث الممتد من أم الفحم شمالا وحتى كفر قاسم جنوبا ذات أغلبية فلسطينية كبيرة. وأضاف أن هناك تواصل جغرافي مريح بين غالبية القرى والبلدات والتجمعات العربية في المثلث ويخلو من عمق استراتيجي يهودي مؤثر، بالإضافة إلى ملاصقته للخط الأخضر الفاصل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وتلك المحتلة عام 1967. ورأى "قبها" في ذلك القرار أن أكثر من نصف مليون فلسطيني سينضمون إلى السلطة الفلسطينية مقابل إضفاء الشرعية على ما يعرف لدى الاحتلال بالتكتلات الاستيطانية الكبرى الثلاث (أريئيل وجوش عتصيون ومعاليه أدوميم)، التي تقضى تماما على أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة متواصلة الأطراف وقابلة للحياة، وفق معايير وأسس قيام الدولة. وأوضح أن مستوطنة "أرئيل" تتوغل وتخترق أراضي الضفة لعشرات الكيلو مترات لتحول دون تواصل شمال الضفة مع وسطها وجنوبها، و"جوش عتصيون" و"معاليه أدوميم" التي مساحتها عشرة أضعاف مساحة "تل أبيب"، بينما عدد سكانها لا يتجاوز عشر سكانها ويهدف وجودها إلى عزل القدس عن محيطها البشري والجغرافي من خلال ما يسمى بمستوطنات غلاف القدس.