سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"فضل الشهادة".. وثائق جهادية جديدة تم ضبطها بحوزة "إخوانيين" بالإسكندرية مصدر أمني: لا فارق بين "الإخوان" و"الجهاديين".. فكلاهما يستخدم الدين لتبرير القتل
برر اثنان من جهاديي الإسكندرية، استخدامهم للدين في جرائمهم الإرهابية، حيث دوّنا حديثًا للرسول عن غزوة أحد ضد المشركين، في ورقة مكتوبة بخط اليد، بعنوان " فضل الشهادة". وجاء في الورقة، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأْكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ وَمَقِيلِهِمْ قَالُوا: مَنْ يُبْلِغُ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّا فِي الْجَنَّةِ نُرْزَقُ، لِئَلَّا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ وَلَا يَنْكُلُوا فِي الْحَرْبِ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ سورة آل عمران آية 169". البداية حين شنّت مديرية أمن الإسكندرية حملة أمنية نفّذها ضباط المباحث بالتعاون مع الأمن الوطني استهدفت كلاً من معاذ صالح عبدالعزيز، حاصل علي بكالوريوس تجارة، ومصعب صالح عبدالعزيز، حاصل على دبلوم، مطلوب ضبطهما بقرار من النيابة العامة. وقال اللواء ناصر العبد، مدير مباحث الإسكندرية، إنه تم ضبطهما بحيازتهما سلاح خرطوش، و14 طلقة من ذات العيار، وأوراق تدعو إلى الجهاد، بعضها مكتوب بخط اليد، وبعضها مطبوع. وأقر المتهمان بحيازتهما بالأوراق، والسلاح، وطالبت النيابة العامة تحريات الأمن الوطني حول نشاطهما. وأشار العبد، إلى أن قرار القبض عليهما جاء من النيابة العامة، وعلى اعتبار انتمائهم لتنظيم الإخوان، لكن الوثائق التي عُثر عليها معهما، أثبتت أنهما يتبنيان فكرًا جهاديًا. وأضاف العبد، "ألقينا القبض على العديد من المتورطين في أعمال عنف، ونجحت الضربات الأمنية المتتالية في حماية الإسكندرية، من أعمال إرهابية كانت متوقعة خلال الفترة الماضية، لكننا مستمرون في مطاردة عدد من المطلوبين بموجب قرارات من النيابة العامة". وقال مصدر أمني، إن هذه الواقعة كشفت عن إن الإخوان كجماعة لا فارق بينها وبين الجماعات الجهادية والتكفيرية، فهي أيضًا تستخدم الدين لتبرير القتل، وهذا الأسلوب في استخدام الدين، وتفسيره بطريقة غير صحيحة تروج إلى العنف، هي أهم الأساليب التي يستخدمها الجهاديون. وأضاف "هذه ليست المرة الأولى التي يعثر فيها رجال الأمن على مراجع جهادية تحرّض على القتل والعنف، وقبل نحو 10 أشهر، عُثر على مراجعات جهادية في شقة خلية كوم الدكة بالإسكندرية، وكانت تستخدم الأحاديث الشريفة، التي كانت تستهدف الجهاد في سبيل الله بطريقة تروج إلى مصالح تلك الجماعات لتحويل الجهاد من جهاد ضد العدو إلى جهاد ضد الدولة والمواطنين، والجيش والشرطة، بما وصفوه إحياءً لسنة الجهاد". وقال المصدر، إن "الأزمة أن هؤلاء خلال التحقيق معهم يتضح مدى جهلهم بالدين، وضيق أفقهم، وإنهم موجهون بشكل معين، يستغل يأسهم من الحياة، ويجعلهم يسعون وراء وهم الجهاد للحصول على الجنة، ويتم عمل غسيل مخ لهم، تحت مظلة الجهاد في سبيل الله، لكن معظمهم في النهاية يدرك أنه لم يكن إلا إرهابيًا، لكن للأسف بعد فوات الأوان". وقال الدكتور هاني خميس، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب "لا بد من العمل بكل سرعة على تصحيح المفاهيم الدينية لدى الناس، حتى لا يغرر بعدد أكبر من الشباب تحت شعارات دينية تستخدمها تلك الجماعات، فهم يعرفون أن الدين بريء منهم ومن أفعالهم، ولا يحرض على قتل الأبرياء والعنف". وأضاف خميس "أزعم هؤلاء الشباب ضحايا لقيادات استغلت ظروفهم الاجتماعية، وساهمت عزلهم عن مجتمعاتهم الطبيعية حتى أصبحوا في حالة اغتراب عنها، ثم وظفوهم في جهاد وهمي لا علاقة له بأصل الدين". وطالب بتغيير الخطاب الديني، والتركيز على الخطاب الذي ينشر الوعي بين الشباب، وتعريف الشباب بمفهوم الجهاد الحق في الإسلام، والتفرقة بينه وبين الإرهاب.