قبل دقائق قليلة من عقد امتحانات الفرقة الثالثة والرابعة بكلية التجارة جامعة الأزهر، قام طلاب الإخوان بإشعال النيران فى المبنى الرئيسى للكلية وحرق معظم محتوياته بما فيها مكاتب رؤساء الأقسام ووكيل الكلية وعميد الكلية بالكامل، وفوجئ الطلاب المغتربون بالحريق الذى التهم كشوف الأسماء ومحتويات الكلية، وأبدوا استياءهم مما حدث لكليتهم. أمام المبنى الرئيسى لكلية التجارة وقف عدد من الطلاب ينتظرون قرار عميد الكلية حول عقد الامتحانات أم تأجيلها لموعد لاحق، واقترب عدد منهم لسؤال من يوجد من الموظفين بالكلية، لكن الإجابة التى لم تجزم بأى شىء وضعتهم فى حيرة من أمرهم، وظلوا جالسين أمام البوابة المحطمة انتظارا للقرار الأخير، فيما رفض عدد من الطلاب المتجمهرين أداء الامتحانات فى ظل هذه الأوضاع وتأخر موعد الامتحانات من العاشرة إلى الواحدة. خلف الباب الرئيسى للكلية وقف أحد الموظفين الشبان لمنع دخول الطلاب للمبنى المحترق والسماح فقط للإعلاميين والصحفيين، للوهلة الأولى يتم ملاحظة حجم الدمار الشديد الذى لحق بكل أدوار الكلية حيث لم تسلم منه إلا أماكن محدودة بجانبى الكلية، فيما ظلت أدخنة الحريق تتصاعد من جدران المبنى رغم سيطرة فريق الدفاع المدنى على الحريق عقب إشعال النيران به فى تمام الثامنة والنصف صباحا حسب وصف عمرو شاهين الطالب بالفرقة الثالثة تجارة إنجليزى، وأضاف أن طلاب الإخوان عقدوا العزم على منع إقامة الامتحان وأغلقوا الأبواب بالجنازير وأغلقوا النوافذ فى تمام السابعة والنصف، وتجمعوا خارج المبنى ورددوا هتافات ضد الداخلية، لكن الأمر لم يتطور إلا عندما ظهرت شائعة مقتل الطالب خالد حداد -أحد طلاب الكلية- وهو ما أشعل الغضب بين الطلاب وتوجهوا إلى الكلية وأضرموا فيها النيران. إلى جواره كان يقف طلاب آخرون دخلوا فى مشادة كلامية معه ونفوا قيامهم بحرق المبنى وألقوا بالمسئولية على إدارة الكلية التى تقاعست فى حماية المبنى من هجمات الإخوان فى ظل الوضع المضطرب.. وقال محمد حسين، أحد طلاب الفرقة الثالثة، من المنصورة: «حضرت فجر اليوم من الدقهلية لأداء امتحان المحاسبة لكنى فوجئت بإحراق الكلية، المفروض كانت الشرطة تؤمّن الكلية والجامعة، موعد الامتحانات كان الساعة 10 الصبح، وأنا حضرت الساعة 8، ولما لقيت الوضع كدا أخدت بعضى وبعدت عن الضرب، مش عارفين هيعملوا الامتحانات ولا لأ، وبعدين مين عنده نفس يدخل الامتحانات دلوقتى إحنا غير مهيئين لدخول الامتحانات، كما غادر عدد كبير من طلاب الفرقتين الجامعة بعد الحادث يعنى عدد الطلاب الممتحنين كان حوالى 4 آلاف طالب لكن لا يوجد منهم سوى 500 فقط». فى الدور الأول العلوى من مبنى الكلية وقف الدكتور حسن بدر حسن، رئيس قسم التأمين وإدارة الخطر بكلية التجارة، أمام مكتبه حزينا وغاضبا لما حدث لمكتبه من اعتداءات وتحطيم حيث لم يستطع الدخول إليه بسبب الحريق، يحكى الدكتور حسن ما حدث فى بداية اليوم قائلا: «طلاب الإخوان تجمعوا صباح اليوم أمام الكلية ورددوا هتافات معادية للجامعة والداخلية ثم قاموا بتحطيم الأبواب وقاموا بغلق غرفة الطباعة بالجنازير واعتدوا على د.محمد يونس رئيس قسم الاقتصاد وقاموا بكسر رجل موظف من شئون العاملين اسمه جلال».