أشعل طلاب جماعة الإخوان «الإرهابية» بجامعة الأزهر النيران فى مبانى كليات التجارة والزراعة والهندسة ومخزن تابع للجامعة بعد رشق المبانى بزجاجات المولوتوف، كما حطموا جميع النوافذ والمكاتب والأجهزة، وأشعلوا النيران فى الصوب الزراعية التابعة لكلية الزراعة، بالتزامن مع انطلاق أول أيام امتحانات منتصف العام الدراسى أمس، فى محاولة منهم لتعطيل الامتحانات، إلا أن محاولات الإخوان باءت بالفشل بعد إصرار إدارة الجامعة والطلاب بمعاونة الشرطة على إجراء الامتحانات فى مواعيدها. واعتدى طلاب الإخوان على أفراد الأمن الإدارى فى معظم الكليات، ما أسفر عن إصابة 14 فرد أمن بفرع الجامعة بالدراسة، وتم إلقاء القبض على عدد من المشاغبين بواسطة قوات الأمن. كما أغلقت طالبات الإخوان أبواب كلية الهندسة لمنع دخول زميلاتهن للامتحانات، كما حاولن إغلاق باب كلية الدراسات الإسلامية ولكن الأمن تدخل ومنعهن من إغلاقه. وبدأت الأحداث فى الثامنة صباح أمس، حيث تجمع طلاب الإخوان أمام كلية التجارة مرددين هتافات ضد الجيش والشرطة، وأعلنوا الإضراب عن الامتحانات، داعين زملاءهم للانضمام إليهم، وارتدى الإخوان «أقنعة» لإخفاء وجوههم، واقتحموا مبنى كلية التجارة واعتدوا على الأمن الإدارى والموظفين، وصعدوا إلى الدور الثانى واعتدوا على الدكتور سعيد عبدالعال عميد الكلية، والدكتور عادل حميد وكيل الكلية، وعدد من الأساتذة أثناء وجودهم فى مكتب العميد، ثم فتحوا طفايات الحريق لإثارة الفوضى، وبعدها أضرموا النار فى مكتب العميد ثم مكتب الوكيل قبل أن تمتد لعدة مكاتب أخرى. وقال سعيد شعبان، أحد أفراد الأمن بكلية التجارة: اقتحم 200 من طلاب الإخوان الملثمين الكلية، واعتدوا علينا بالضرب ثم دخلوا اللجان المعدة للامتحانات وحطموها، كما اقتحموا الكنترول واستولوا على الأسطوانات المدمجة للامتحانات والتى سلمها الأساتذة لطبع الامتحانات، وبعد دخولهم بربع ساعة وصلت الشرطة إلى مبنى الكلية وأطلقت طلقات تحذيرية فى الهواء فخرجنا جميعاً تاركين الأمر للشرطة». وقال أحمد أنيس، أحد أفراد الأمن بالكلية: إن ألسنة النيران وصلت للمكتبة بالدور الثالث ثم امتدت إلى عدة غرف أخرى، وسمعنا صوت انفجارات شديدة داخل الكلية ناتجة عن انفجار أنابيب البوفيهات، وسادت حالة من الفزع والهلع بعد أن علم رجال الأمن أن طلاب الإخوان احتجزوا 10 عمال فى مطبعة الامتحانات بعد أن أغلقوا باب المطبعة بالجنازير. وقال رجب مصطفى، أحد عمال المطبعة الذين احتجزهم طلاب الإخوان: إن الطلاب أغلقوا علينا الباب من الخارج بالجنازير، والنار مشتعلة فى الدور كله، وبقينا ساعة نحاول إغلاق كل ثقب يمكن أن تدخل منه الأدخنة الكثيفة الناتجة عن اشتعال كل مكاتب الدور الثانى، إلى أن جاءت قوات الدفاع المدنى وحطمت الجنزير وأخرجتنا»، مضيفاً والدموع تنهمر من عينيه «حسبى الله ونعم الوكيل». وفى كلية التربية، اقتحم طلاب الإخوان مبنى الكلية، وحطموا غرف الأمن ومكتب العميد وعدة نوافذ زجاجية بالدور الأرضى، وحاولوا إشعال المبنى الإدارى للجامعة بإلقاء قنابل المولوتوف عبر النوافذ الزجاجية المطلة على جانب المبنى، واندلعت النيران بغرفة الأرشيف، ثم انتقلوا إلى كلية العلوم وحينما وجدوها مغلقة أشعلوا النار فى كافتيريا الكلية فطاردتهم قوات الأمن فى شارع كلية العلوم وأطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع، واستمرت الاشتباكات بين الأمن وطلاب الإخوان أمام كليات الهندسة والصيدلة والزراعة 3 ساعات متتالية، حيث أشعل طلاب الإخوان النار فى الصوب الزراعية الخاصة بكلية زراعة، ولكن قوات الإطفاء تمكنت من السيطرة عليها فدخل الطلاب تحت ضغط الأمن إلى المدينة الجامعية من الخلف. وألقت قوات الأمن القبض على 82 من بينهم جنسيات أخرى وغير منتمين للأزهر، بالإضافة إلى 3 فتيات بحوزتهن طلقات خرطوش وشماريخ وبنزين وولاعات، حتى كتابة هذه السطور، بينهم طالب بكلية التجارة يدعى «عبدالرحمن محمد» بحوزته عملات مالية فئة 5 جنيهات ومطبوع عليها جملة «مرسى رئيسى»، و«سيجارة حشيش وورق بفرة»، وتم التحفظ على المضبوطات. وفى فرع البنات، حاولت طالبات الجماعة الإرهابية منع باقى الطالبات من دخول الامتحان، وأشعلن النيران فى الأشجار الموجودة بالمكان، وساعد طلاب المدينة الجامعية «بنين» على تحطيم جزء من السور الفاصل بين المدينة وفرع الطالبات، للهروب خلال الاشتباكات مع قوات الأمن من ناحية شارع مصطفى النحاس، ما أدى إلى حدوث حالة من الهلع والفزع بين الطالبات بالجامعة، ودفع قوات الأمن للدخول لحرم فرع البنات للسيطرة على الوضع ومواجهة الطلاب الذين اعتلوا أسطح المبانى المطلة على جامعة البنات ورشقوا قوات الأمن بالحجارة والألعاب النارية والشماريخ وزجاجات المولوتوف، وردت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش التحذيرية فى الهواء. فيما هاجمت الطالبات قوات الأمن داخل الجامعة ورشقنهم بالحجارة والألواح الخشبية، ما أدى إلى إصابة ضابط بجروح فى رقبته، وجندى آخر فى قدمه، قبل أن تسيطر قوات الأمن على الوضع بشكل تام بعد القبض على عدد من المشاغبات. من جانبهم، أعلن طلاب «الجبهة السلفية» بجامعة الأزهر إضرابهم الكامل عن دخول الامتحانات، مؤكدين مواصلتهم لتظاهراتهم ومسيراتهم بمختلف المحافظات حتى يتم الإفراج عن الطلاب المقبوض عليهم، ومحاكمة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر، بسبب ما وصفوه بتعاونهما مع قوى الانقلاب. ورفضت الجبهة فى بيان أمس، دخول قوات الأمن إلى حرم الجامعة لتأمين الامتحانات، ووصفت ذلك بأنه يخالف اللوائح والقوانين. فيما طالب نادى أعضاء هيئة تدريس جامعة الأزهر فى بيان أمس، بإغلاق المدينة الجامعية بنين، بعد أن أصبح بها 1200 طالب يمارسون أعمال الشغب والعنف ويستغلون مقر المدينة لإثارة العنف وتعطيل الدراسة. وقال البيان الصادر عقب اجتماع برئاسة الدكتور حسين عويضة رئيس النادى، إنه لا بد من اعتبار تعطيل الامتحانات جريمة جنائية، ولا بد من وجود الشرطة داخل لجان الامتحانات وفى الكليات. من جهته، أصر رئيس جامعة الأزهر وعمداء الكليات على إتمام عملية الامتحانات، وناشدوا الطلاب عدم الانصراف لأن الامتحانات ستبدأ بمن سيحضر، وأجريت الامتحانات فى كليات الدعوة والشريعة وأصول الدين واللغة العربية والتربية الرياضية والهندسة والتجارة.