شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في أولى جلسات منتدى شباب العالم، المنعقد بشرم الشيخ، في يومه الثالث، والتي جاءت بعنوان "مواقع التواصل الاجتماعي: تنقذ أم تستعبد مستخدميها"، وذلك ضمن عدد من الجلسات تتضمن: "كيف نبني قادة المستقبل؟"، و"دور الفن والسنيما في تشكيل المجتمعات". وخلال الجلسة، تطرق العميد خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، إلى استفادة الإرهاب بشكل كبير من مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى نقل نشاطه إلى مساحات هائلة وفرتها له السوشيال ميديا، لافتا إلى أن "شخص في إفريقيا يستطيع التواصل مع قارات العالم الخمسة". كما أكد عكاشة، أن الإرهاب حصد مزايا ونقاط مجانية بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، فبدأ يخطط ويعمل من خلال السوشيال ميديا لأنها توفر له عين تمكنه من الولوج في كل المجتمعات والاطلاع عليها ومشاهدة ما بداخلها ويعرف كل اهتماماتها وأسباب معاناتها والحوارات البينية بين شرائحها المختلفة، ومن خلال ذلك يستطيع عمل دراسات مسحية تمكنه من رسم خططه المستقبلية. وعن بداية أسلوب التجنيد عبر المواقع الإلكترونية، أوضح سامح عيد، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية، أن "داعش" والجماعات الإرهابية بدأت استخدام تكنولوجيا وسائل الاتصال الحديثة منذ التسعينيات عن طريق المدونات والتي كان يزورها الآلاف، ثم لجأوا إلى المواقع الإلكترونية المستخدمة للمحادثات حتى ظهور مواقع التواصل الاجتماعي معتمدة على الصفحات والمجموعات التي تستهدف العديد من الشباب. وأضاف عيد، ل"الوطن"، أن الجماعات المتطرفة تبدأ الاهتمام بالصفحات المتواجد بها الملايين ويتابعونهم، ويستقطبوا الأشخاص التي تهتم بالأمور الدينية ثم يراسلوهم عبر الصفحات الشخصية والرسائل وتصدير الأفكار بشكل بسيط حتى يسيطروا عليهم، مشيرا إلى اعتماد بعض التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" على لغات مختلفة ووسائل تكنولوجية عالية حتى يستطيعون التواصل مع عدد كبير وتجنديهم. كما أشار العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، ل"الوطن"، إلى أنه يوجد بتنظيمات الجماعات الإرهابية مسؤولين فرز، وهم يتابعون الصفحات وينشؤون صفحات خاصة بهم من الممكن أن تكون مع توجهات الدولة حتى يتابعها عدد كبير من الأشخاص، ومن خلال التعليقات الخاصة بالمشاركين، والتي من خلالها يتم فرز الأشخاص المتفقة مع أفكارهم ليراسله شخصيا ويتم فتح مجالات للحوار ومع الوقت يقنعه بأفكار الجماعة، ومن ثم اتخاذ القرار للمواجهة الشخصية. وأكد أحمد بان، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية، ل"الوطن"، أن تنظيمي "داعش" و"القاعدة" هما ذات ريادة في مجال التجنيد عبر المواقع الإلكترونية من خلال نشر أفكارهم خاصة للمراهقين والشباب من خلال الألعاب التي تكون بمثابة بداية لبث معتقداتهم حتى يصلون إلى المحادثات الخاصة، مستهدفين اللاوعي وتغيير قناعات الشباب. وانطلقت فعاليات منتدى شباب العالم في نسخته الثانية بمدينة شرم الشيخ، أول أمس، بجلسة افتتاحية بمشاركة ما يزيد على 5 آلاف شاب وفتاة من مختلف دول العالم ممثلين ل160 دولة حول العالم، وذلك برعاية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، على أن يُستكمل باقي الجلسات حتى الثلاثاء 6 نوفمبر 2018. وتتضمن فعاليات المنتدى، لأول مرة، تجربة فريدة من نوعها بافتتاح مسرح شباب العالم ليكون ملتقى شبابيًا للفنون من مختلف دول العالم، وتستمر عروضه على مدار 3 أيام، إضافة إلى انطلاق راديو شباب العالم، تحت شعار "لنكسر حاجز الصمت"؛ بهدف إلى الاستفادة من التنوع الفريد والثقافات المختلفة عبر تقديم عدة برامج شبابية. ويضمّ جدول الجلسات - وفق ما أعلن عنه الموقع الرسمي للمنتدى - نحو 30 جلسة تتمثل في 18 محورًا، إلى جانب محاكاة القمة العربية الأفريقية، إضافة إلى حفلتي الافتتاح والختام، وورش العمل التي تسبق عقد المنتدى.