سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ديفيد إجناتيوس: الإدارة الأمريكية تؤيد وزير الدفاع المصري الجديد "لكن بحذر" مسئولون أمريكيون ينفون علاقة السيسي بالإخوان ويؤكدون أنه معروف جيدا للجيش الأمريكي وتدرب في الولايات المتحدة
ماذا يقول المسئولون الأمريكيون عن وزير الدفاع الجديد الذي عينه الرئيس محمد مرسي خلفا للمشير طنطاوي؟، وما هي ردود الفعل الأولية على القرارات المفاجئة التي اتخذها الرئيس أمس؟، عن هذه الأسئلة يجيب الكاتب المخضرم ديفيد إجناتيوس والمعروف بمصادره القوية، ويقول إن "المسئولين الأمريكيين يعكفون الآن على تقييم النتائج المحتملة للتغييرات الكبيرة التي أجراها الرئيس في القيادة العسكرية، لكنهم يثقون في وزير الدفاع الجديد اللواء عبد الفتاح السيسي (قبل ترقيته أمس إلى فريق أول)، حيث كان على اتصال وثيق بالولاياتالمتحدة في منصبه السابق كرئيس للمخابرات العسكرية". وأضاف إجناتيوس في مقال سريع عنوانه "المسئولون الأمريكيون يؤيدون بحذر وزير الدفاع الجديد" أن "التغييرات الشاملة التي أجراها مرسي للقيادة العسكرية ربما تبدو مفاجئة للولايات المتحدة، لكن المسئولين لم يدقوا ناقوس الخطر، واعتبروها نوعا من تغيير الأجيال، باستبدال شخصيات معزولة لم تعد تحظى بالشعبية في مصر ما بعد الثورة. ونفى المسئولون الأمريكيون الشائعات التي ترددت عن أن السيسي "إسلامي" له اتصالات سرية بجماعة الإخوان، وقالوا إنه على العكس تماما، وأنه معروف جيدا بالنسبة للجيش الأمريكي بعد أن قضى عاما من التدريب المهني في الولاياتالمتحدة، وكان يعتبر قيادة فعالة في المخابرات العسكرية. وخلص الكاتب إلى أن "ما لا يقبل الجدل هو أن جماعة الإخوان قد شددت الآن قبضتها على مصر، وسيطرتها على الجيش ورئاسة الجمهورية والبرلمان. فهل هذا مثال على تفعيل الديمقراطية والسيطرة المدنية على الجيش، أم أنه انقلاب إخواني؟، الإجابة تتوقف على وجهة نظرك، لكن ما حدث على الأرجح هو خليط من الاثنين. وجهة النظر الأمريكية تتلخص – حسب إجناتيوس – في أن استبدال القادة العسكريين من كبار السن أمر لا يدعو للقلق في حد ذاته، لكن ما يثير قلقهم أن يجري مرسي تغييرات في السلطة القضائية التي تمتعت بوضع استقلالي منذ ثورة يناير، فتعيين القاضي محمود مكي نائبا للرئيس، يشير إلى أن مكي - باعتباره فقيها قانونيا سابقا - قد يرفض الأحكام التي تصدرها المحاكم. وأضاف الكاتب أن "المشير طنطاوي أصبح رمزا لعدم كفاءة المجلس العسكري الذي أصبحت أيامه معدودة، لكن تحركات مرسي اتخذت الطابع المفاجئ للانقلابات، والإدارة الأمريكية ليس لديها مؤشرات على أن القيادة العليا لجماعة الإخوان هي التي خططت للتغييرات أو ناقشتها، وإنما استخدم مرسي الهجوم الإرهابي في سيناء الأسبوع الماضي كذريعة لتثبيت القيادة الجديدة في الجيش، وكان أول تغيير رئيسي هو إقالة رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء مراد موافي، الذي أشاد به من قبل مسئولون أمريكيون وإسرائيليون وأوروبيون - لأنه كان يضغط منذ شهور للقيام بحملة ضد الجماعات الإرهابية في سيناء، والسيسي مساعد متعاون لموافي وإن كان أقل مشاركة في مكافحة الإرهاب، وقد التقى مع جون برينان رئيس مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، ويقول عنه أحد المسئولين الأمريكيين "إنه رجل صلب، وأظهر مستوى قويا من التعاون"، وقد أجرى - إلى جانب موافي - اتصالات مع إسرائيل بحكم منصبه كرئيس للمخابرات العسكرية، أما الإسرائيليون فهم أكثر قلقا من التغييرات الجديدة لأن مرسي اتخذ سلسلة من الخطوات التي يمكن أن تقود إلى التصادم مع إسرائيل، لكن متابعة التطورات في مصر بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل أشبه بمتابعة شخص يمتطي ظهر نمر – فهي عملية خطيرة جدا، ومن المستحيل تقريبا أن يتمكن من قيادته".