سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» ترصد أوجاع أفراد أمن جامعة القاهرة: إصابات خطيرة.. والسبب «إخوان» «فايز»: بلطجية وملثمون حاصروا الجامعة من الخارج وألقوا علينا الحجارة والمولوتوف
حفظ الأمن وحماية أرواح الطلاب وتأمين المنشآت التعليمية.. تلك هى مهام أفراد الأمن الإدارى بجامعة القاهرة، لكن طلاب تنظيم الإخوان «المحظور» ومعاونيهم من البلطجية والخارجين عن القانون حولوا أفراد الأمن إلى ضحايا لا حول لهم ولا قوة، خصوصا أنهم لا يحملون أسلحة يستطيعون بها مواجهة عنف الإخوان والتصدى لممارساتهم التخريبية والتدميرية بالجامعة. «الوطن» رصدت آلام وأحزان عشرات من أفراد الأمن الإدارى بجامعة القاهرة، الذين أصيبوا خلال أعمال العنف التى شهدتها الجامعة أمس الأول، حيث أصيب عدد منهم بإصابات خطيرة ونقلوا على أثرها لمستشفى الطلبة التابع للجامعة، بعد أن اقتحم بلطجية وطلاب مدارس تابعون للإخوان الجامعة وأشعلوا النيران فى مكتب الأمن واعتدوا على أفراده بالأسلحة البيضاء واللوحات الحديدية الإرشادية والعصى وزجاجات المولوتوف. المستشفى يعج بالمصابين وبعض أهاليهم، الذين خيم عليهم الحزن والقلق بعد حضور سيارة إسعاف لنقل «سيد محمد فاروق»، أحد أفراد الأمن، مصابا بإصابات خطيرة فى الرأس والقدم، إلى مستشفى قصر العينى الفرنساوى. التقت «الوطن» عددا من أفراد الأمن الإدارى أصحاب الإصابات المتوسطة التى تسمح لهم بسرد تفاصيل الأحداث، لنجد فايز محمد أحمد، مدير منفذ كلية التجارة بجامعة القاهرة، وهو الأقل إصابة بين أفراد الأمن، يقول: إن عدداً من طلاب المدارس، وبينهم بلطجية، حاصروا الجامعة من الخارج، بينما تجمع المئات من طلاب الإخوان داخل الجامعة لمحاصرتنا من الاتجاهين، فشكلنا كردونا أمنيا لحماية الجامعة. إلا أن البلطجية ألقوا علينا الزجاج من خارج الجامعة فاضطررنا لمغادرة الأبواب الرئيسية، لأننا عُزل لا نحمل أى أسلحة، ثم فوجئنا بالحجارة والعصى تُلقى علينا من كل اتجاه. يصمت قليلا ليتذكر أنه «بعد اقتحام الأبواب ألقى البلطجية والإخوان زجاجات المولوتوف على مكتب الأمن الإدارى عند البوابة الرئيسية للجامعة وأضرموا النيران به أثناء وجود مجموعة من زملائنا داخله، وأصيب الكثير منا بالاختناق بسبب الدخان، ثم هاجمنا مجموعة منظمة واعتدوا علينا بالأسلحة البيضاء والعصى والزجاجات، ما أدى لوقوع إصابات عديدة فى صفوفنا، وفقدنا السيطرة على الموقف». يلتقط حمدى فاروق، مسئول أمن المنشآت داخل الحرم الجامعى وأحد المصابين بكدمات وجروح، أطراف الحديث ليقول: «البداية كانت عبر مناوشات بسيطة بيننا وبين طلاب الإخوان أمام كلية دار العلوم عندما منعناهم من دخول الجامعة بالطبول، لأن طلاب بعض الكليات كانوا يؤدون الامتحانات ولا يمكن أن نسمح بالتشويش وإثارة الضجيج والضوضاء على الطلاب، واشتبك الإخوان معنا بالأيدى، لكننا فضلنا تهدئة الوضع وتركناهم ليفترشوا بعدها الأرض كأنهم مصابون فى محاولة لإثارة زملائهم من الطلاب للاشتباك معنا»، ويضيف: فى تلك الأوقات كان بعض طلاب الإخوان يعدون العدة من الحجارة وخلع بعض أعمدة الإنارة، وحاولنا إيقافهم عن ذلك دون جدوى، حتى اختبأوا داخل كلية دار العلوم، حيث أعادوا التجمع واتجهوا فى مسيرة طافت الجامعة حتى وصلوا إلى مبنى القبة، وتجمع الأمن الإدارى هناك لحماية الطلاب، فرصدنا بينهم مجموعة ترتدى أقنعة ويرددون هتافات ضد «الجيش» و«الداخلية»، فقمنا بإبعاد الطالبات من المنطقة ومن أمام الكليات حرصا على حياتهن». ويستكمل «حمدى» الحديث قائلا: «حينما شعرنا بخطر وبوادر عنف أبلغنا وزارة الداخلية، ممثلة فى مديرية أمن الجيزة، وأكد لنا الضباط أنهم على استعداد تام للتدخل حال حدوث أى أعمال عنف من جانب الطلاب، كما أبلغوا المستشار العسكرى». ويتذكر «حمدى» بصعوبة بداية الاشتباكات، مشيراً إلى أن طلاب الإخوان اقتلعوا اللوحات الإرشادية الحديدية بالجامعة، وانتظر خارج الجامعة حوالى 300 شخص بعضهم من طلاب مدارس وبعضهم مجهولون وملثمون، ثم فوجئ أفراد الأمن برشق طلاب الإخوان لهم من داخل الجامعة بالحجارة، بينما رشقهم من فى الخارج من طلاب مدارس وبلطجية وملثمين بالزجاجات. ويوضح أنه مع بداية الاشتباكات كان الشغل الشاغل لكل أفراد الأمن هو حماية الطلاب من خلال غلق الأبواب الرئيسية للجامعة، خصوصا منافذ السيارات، للسيطرة على الموقف وعدم السماح لعناصر خارجية بالدخول، إلا أن الأمن لم يتمكن، حتى اقتحم البلطجية وطلاب المدارس التابعون للإخوان الأبواب الرئيسية للجامعة وبحوزتهم أسلحة بيضاء وزجاجات مولوتوف، ثم ألقوا المولوتوف على مكتب تابع للأمن الإدارى ما أدى لإشعال النيران فيه وإصابة مجموعة من أفراد الأمن، ثم فوجئ الأمن بعد ذلك بهؤلاء البلطجية ومعهم طلاب الإخوان ينتشرون فى مجموعات لاصطياد كل فرد أمن بمفرده والاعتداء عليه بالضرب الجنونى، ما أدى لوقوع عشرات الإصابات، وتحول حرم الجامعة ل«ساحات حرب شوارع». ويضيف أن الكليات اضطرت لإغلاق أبوابها خوفاً من اقتحام البلطجية. ويكشف «حمدى» بنبرة من الحزن أن 3 من طالبات الجامعة أبلغنه قبل الاشتباكات بوقت قليل رصدهن لبعض الطلاب يخرجون أسلحة نارية مدفونة فى الرمل بجوار إحدى كافتيريات الجامعة، وأن إحدى الطالبات أكدت أنها مستعدة للإدلاء بشهادتها عن تلك الواقعة فى النيابة، وتركت بياناتها وغادرت الجامعة بناءً على طلب والدها. واختتم مسئول أمن المنشآت بجامعة القاهرة حديثه متعجباً من اختفاء قوات الجيش والشرطة من محيط الجامعة قبل 48 ساعة من تلك الأحداث الدامية، مؤكداً أن تلك الأحداث لن تمر مرور الكرام. ينتقل الحديث لأحد أفراد الأمن المصابين بكسر فى الذراع اليسرى، فضل عدم ذكر اسمه، ليؤكد أنه سمع طلابا يتوعدون بحرق الجامعة فى ذلك اليوم، ما دعاه لإبلاغ رؤسائه من قيادات أمن الجامعة. ويوضح أن طلاب الإخوان حاولوا الزج بأحد أفراد الأمن فى النار أثناء محاولة هروبه من مكتب الأمن وقت إشعال النار فيه، «كنا حوالى 40 فردا أمام الأبواب الرئيسية ومنطقة الاشتباكات إلا أن أعدادهم كانت أضعاف أعدادنا»، ويؤكد أن «بعض العناصر أغرقت المكتب بالبنزين من الشباك الخارجى، ودمروا كاميرات المراقبة حتى لا ترصد وجوههم».