فتاة مصرية متحدية للإعاقة حصلت على بطولة العالم والعرب فى السباحة 6 سنوات على التوالى منذ عام 2006 وحتى عام 2011، فى 2011 و2012 لم تجد داعماً لتدخل أياً من البطولتين. عن المعجزة لبنى مصطفى أتحدث، فى اعتزاز غائب وفخر منسى. أما عن الاعتزاز فهو لأن مثل هذه الأمثلة تعطى للمصرى الأمل فى تحدى كل المعيقات وتحقيق المعجزات كعادته، الاعتزاز بشابة أسطورية لم يذكرها إعلام وطنها واحتفى بها إعلام الغرب. هذا الفخر الوطنى الذى تناساه المصريون كغيره ليخشعوا أمام فريق كرة قدم يخسر بالستة. هذه الطفلة التى تعبر عن حال مصر، تحالف «عديمى الموهبة» (المصطلح لأحمد المسلمانى - مصر الكبرى) الذى يسحب الأضواء من النخبة الحقيقية، هى أيضاً مصدر للريبة والغضب على مصر سلطة وشعباً. هو ده وقته؟ نعم، هو عز وقته. فى هذه اللحظات العصيبة التى تمر بها بلادنا، لا نحتاج لأكثر من نجاحات وطنية تعطينا الأمل بعد وابل من الإخفاقات، وقدوات إنسانية تعطينا البوصلة بعد أن انحرفت كل القامات. إذا كنا ننظر لبناء وطن من جديد فيجب أن يدعم هذا الوطن النجاح ويشجب الفشل. العدالة لا تتجزأ. هذه القامة الرياضية ظُلمت، ربما لأنها متحدية للإعاقة، وربما لأنها سباحة وليست لاعبة كرة قدم، وعار علينا أن يحتفى بها العالم ونغفل نحن عنها. إن حدوتة لبنى ككثير من الحواديت لمشروعات ناجحة أهملناها فى محاولات يائسة لترميم الفشل. هذا الوطن الذى يستقبل خاسرى الستة بالهتاف والأعلام وينسى أبطاله، هو نفس الوطن الذى ما زال يعافر لترميم نخبة فاشلة بدلاً من أن يبحث عن بديل. «لبنى» كتبت على صفحتها على «فيس بوك» «أنا نفسى أشرف مصر. مصر فيها رياضيين كتير وناس تشرّف. الناس بس مش واخدة بالها مننا. أنا بطلة العالم والعرب فى السباحة 6 مرات. أنا مصرية. أنا عايزاكو تشجعونى وتفخروا بيّا. وعايزة أرفع علم مصر ف أمريكا». لبنى: أنا فخور بيكى.