نجح في قهر إعاقته فنال شرف تمثيل مصر في أكبر حدث رياضي في العالم فمن حمام السباحة بنادي سموحة السكندري ينطلق السباح المصري محمد السيد 18 سنة خلال ايام إلى مدينة "نوتنجهام" التاريخية بانجلترا ليشارك في حمل الشعلة الأوليميبية لاوليمبياد لندن 2012 في آخر محطاتها، ضمن 20 شابا من أركان العالم الأربع تم اختيارهم من قبل برنامج "الإلهام الدولي" . محمد واحد من أولئك الذين رشحتهم اللجنة الاوليمبية المصرية من ذوي الاحتياجات الخاصة بناء على معيار تحدي الظروف الشخصية التي واجهته بسبب الإعاقة والتي لم تمنعه من التفوق الرياضي وتحقيق بطولات في السباحة على المستوى المحلي. السفير البريطاني بالقاهرة جيمس وات احتفى بالشاب المصري الفائز مع أسرته بمقر السفارة قبل أن ينطلق في رحلته التي تبدأ في الرابع والعشرين من يونيو لتنتهي بمشهد حمل الشعلة في الثامن والعشرين من الشهر نفسه. وثمن السفير البريطاني شجاعة محمد السيد في قهر كل الظروف التي واجهته ولم تمنعه من ممارسة حقه في الحياة والمشاركة في الرياضة التي يرى وات أنها جسر ممكن بين الشعوب يصلح بعض ما قد تفسده السياسة ، بل وربما تلعب الرياضة دورا سياسيا عندما تستخدم لنشر مبادئ الروح الرياضية التي تؤدي للتعايش وقبول الآخر والسلام. محمد من جانبه عبر عن شعوره بالفخر لتمثيل مصر في الحدث الرياضي الأشهر في العالم، وتمني ان يسهم ذلك في دفعه لمواصلة التفوق الرياضي والاحتراف في ناد عالمي كبير. كما عبر عن أمله في أن يزيد الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة من الرياضيين حيث افتقد ذلك الاهتمام في ناديه وفي مدرسته التي لا تعنى أساسا بالرياضة، وقال إنه لو تحقق هذا الاهتمام خاصة من قبل اللجنة الباراليمبية، التي تركز اهتمامها على المنتخبات الرياضية فقط، سيكون هناك أبطال مصريون أكثر في عالم الرياضة. لهذه الروح ربما أثار محمد السيد إعجاب رئيس لجنة لندن المنظمة للألعاب الاوليمبية سيب كو ليقول إن محمد مصدر إلهام حقيقي في مجتمعه وهو دليل حي على أن الرياضة قادرة على تغيير حياة الإنسان. برنامج الإلهام الدولي – الذي جاء نتاج شراكة بين المجلس الثقافي البريطاني واليونيسيف وهيئ الرياضة بلندن - والذي شارك في اختيار محمد السيد وغيره لهذا الحدث يجسد الوعد الذي قطعه الفريق المسئول عن عرض ملف لندن لاستضافة الأوليمبياد 2012، حيث تعهد بالوصول الى الشباب من أنحاء العالم ومد الجسور بينهم وبين قوة الألعاب الأوليمبية التي تعتبر مصدر إلهام لتحثهم على الاهتمام بالرياضة.