قرار اختيار شريك الحياة المناسب هو أهم القرارات فى حياة الزوجين، ولكن للأسف الإعجاب أو الحب ليسا كافيين دائماً لإتمام الزواج، فهناك الكثير من الأزواج الذين يحبون بعضهم البعض ولكنهم للأسف إما غير قادرين على الإنجاب أو ينجبون أطفالاً مرضى أو يعانون من مشاكل فى العلاقة الجنسية لأسباب كان يمكن تجنبها لو قاما بفحوص ما قبل الزواج. يقول جيمس كوردوفا، أستاذ علم النفس بجامعة كلارك بولاية ماساتشوستس، حول موضوع فحص الزواج: «لا تنتظر حتى يؤلمك شىء لتقوم بزيارة الطبيب، ولو أقدم الأفراد على فحص الزواج بصورة منتظمة لعمل ذلك على توفير نفس الفائدة التى يقدمها الفحص البدنى الدورى». ويمكن إجمال فوائد فحص واختبارات ما قبل الزواج فى: منع انتقال العدوى من طرف إلى آخر فى حالة وجود مرض وبائى غير ظاهر عند أحد الطرفين، مثل الالتهاب الكبدى الوبائى أو الإيدز، ومنع انتقال الأمراض الوراثية غير الظاهرة، مثل أنيميا البحر المتوسط والأمراض العقلية وضمور العضلات، والاكتشاف المبكر والعلاج للأمراض التى تؤدى إلى العقم، والاكتشاف المبكر والعلاج للأمراض التى تؤدى إلى الضعف الجنسى، ومنع الحرج والخلافات والانفصال المترتب على الاكتشاف المتأخر لهذه الأمراض، بالإضافة إلى إعطاء معلومات طبية صحيحة عن العلاقة الزوجية بواسطة استشارى متخصص وتصحيح المفاهيم الخاطئة. إن فحوصات ما قبل الزواج تشتمل على خمسة أنواع، هى كالآتى: 1- فحص للدم والجينات الوراثية، لإظهار مرض أو قابلية مرض من الأمراض التى يمكن أن تنتقل وراثياً، خصوصاً فى حالات زواج الأقارب، حيث إن احتمالية ولادة طفل مصاب بمرض وراثى ترتفع بصورة كبيرة فى مثل هذه الحالات. 2- فحوص الأمراض التناسلية، لاكتشاف الأمراض التى يمكن أن تنتقل بالجنس من أحد الطرفين إلى الآخر. 3- فحوص القدرة الإنجابية، وتشمل السائل المنوى والهرمونات للزوج والتبويض والهرمونات للزوجة، كما يمكن إضافة بعض الفحوصات الخاصة بالزوجة، التى تؤكد عدم التعرض لبعض الأمراض الميكروبية التى قد تضر بصحة الجنين، وبخاصة فحص الحصبة الألمانية وفحص التوكسوبلازما، وكلاهما يسببان تشوهات خلقية للجنين فى مراحله المبكرة، ويسببان إجهاضاً فى معظم الأحيان. 4- فحوص القدرة الجنسية للزوج، فى حالة وجود أعراض لضعف القدرة الجنسية. 5- فحوص الصحة العامة، وهذا الفحص اختيارى فى حالة وجود مشكلة. وبعد إتمام الفحوص اللازمة يمكن للزوجين مناظرة استشارى متخصص فى الصحة الجنسية والإنجابية، لتحديد وجود مشكلة من عدمه، ومن ثم تحديد خطة العلاج. وقد زاد اهتمام بعض الدول الحريصة على الأبناء وعلى الأجيال المقبلة بهذه الفحوص، وسنت القوانين التى تلزم القادمين على الزواج بعمل هذه الفحوصات لكلا الطرفين، ولا يكتب عقد الزواج إلا بتقديم شهادة معتمدة بهذه الفحوصات تؤكد خلو الطرفين من بعض الأمراض التى تورث إلى الأبناء وموانع الزواج. ومن الناحية الدينية أوجب بعض الفقهاء هذه الفحوصات، وكرهها البعض، واستحبتها غالبية الفقهاء درءاً للضرر. كما أن الكنيسة المصرية تعتبر هذه الفحوص ضرورية لإتمام عقد الزواج. إن الوقاية خير من العلاج، ولهذا فإن إجراء هذه الفحوص قبل الإقدام على الزواج قد يجنب الزوجين معاناة تستمر طوال العمر.