قال الأنبا بافلي، أسقف قطاع المنتزه شرق الإسكندرية، إن الكنيسة لا تقبل بتكريس أي شخص إلا الشخص الناجح في حياته العامة مع الناس، وأن يكون وصل الشخص راغب التكريس إلى مكانة كبيرة في العالم وفضل تركها من أجل تخصيص حياته لخدمة الله. وأضاف "بافلي" خلال كلمته في افتتاح مركز الأنبا صموئيل المعترف للتدريب والتأهيل للتكريس والخدمة، أن هناك قلة يحاولون تعويض فشلهم في العالم بأن يتجهوا إلى الكنيسة، إلا أن الله لا يقبل بأن يكون خدامه "كسر"، فهو يريد أشخاص ناجحين فضلوا خدمته عن متاع العالم. وأكد أن هناك من يكرس حياته بهدف "الشو" أي الظهور أمام الناس، فيكون تكريسه بالملبس لا القلب، فيعلم كل إنسان حقيقة نفسه من خلال ما يفعله وحيدًا بعيدًا عن أعين الناس، وما يفكر فيه، وتابع "عايز تختبر واحد مكرس، حطه في مكان لوحده وشوف ح يعمل إيه". وشدد على طلاب المركز أن يكرسوا وقتا مخصصا لخدمة الله، لشكر الله على عمله في حياة هذا الطالب، موضحا أن من يكرس وقته لخدمة الله فهو يشارك السيد المسيح في موته من أجل البشرية. وأشار إلى أن العالم مغري لأي شخص، لكنه في نظر المكرس لا يساوى شيء له، وأن ما يجنيه أي شخص من متاع العالم كالقمامة التي يملئ بها بيته. وأوضح أن هدف المعهد تأهيل الخدام لا تكريسهم، فالهدف هو توضيح الطريق لهم ووضعه عليه، لكنه لا يعد بأن يقوم بتكريس طلابه. وقال القس بافلي موسى، كاهن كنيسة السيدة العذراء والأنبا صموئيل المعترف بأبيس الثورة وهي الكنيسة المسؤولة عن المعهد، إن هدف المعهد تقديم خدمة عملية علمية، وأن يؤهل خريج يصبح يد الاب الكاهن اليمين، ويستطيع التعامل مع كل البشر وكل الحالات التي تحتاج خدمة كالمرضى والمدمنين وذوي الاعاقة ومتسربي التعليم وأخوة الرب. وأضاف "موسى" ل"الوطن" أن الفرق بين هذا المعهد وأي معهد اّخر أنه لا يكتفي بالتعليم النظري لكنهم سوف يقوموا بتطبيق عملي بالتعامل مع كل الحالات، وذلك خلال مدة الدراسة التي تستغرق عامين، لكل عام 10 أشهر والمحاضرات مرتين أسبوعيا. وأكد أن وجود المركز في منطقة أبيس التي تبعد عن المناطق الحيوية بالإسكندرية، هو أمر مميز حتى يتضح لمسئولي المركز من هم الاشخاص الجادين والذين لا يعبئون بالتعب من أجل الخدمة. وأوضح أن المركز يشمل 36 دارسًا جرى اختيارهم بعد اجتياز امتحان روحي تمهيدي، منوها أنه معدل كبير بالنسبة لمعاهد التعليم الكنسي، حيث سيتم تعليمهم 13 مادة ما بين مواد روحية كنسية وتنمية بشرية ومواد علمية كإدارة الاعمال حتى يكون الخريج على دراية بإدارة أعمال الكنيسة في حال توظيفه بإحدى الكنائس، بالإضافة غلى 4 مواد عملية هما التمريض وخدمة الادمان وتأهيل تربوي والاعاقة بأنواعها الاربعة. جدير بالذكر ان الكنيسة الارثوذكسية بالإسكندرية تشهد تطوير مراكز التعليم الكنسية وافتتاح الجديد هذا العام، فبعد افتتاح قداسة البابا تواضروس الثاني للكلية الإكليركية بالإسكندرية، تم تطوير مركز "ايمي" و"الكاروز" بالكنيسة المرقسية، فيما تم افتتاح عدة معاهد فرعية بكنائس قطاع المنتزه، أبرزها مركز "المركبة" بكنيسة مارجرجس سيدي بشر، ومعهد الأنبا صموئيل للتدريب والتأهيل للتكريس والخدمة بأبيس.