سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عائدون من ليبيا يروون ل«الوطن» تفاصيل رحلة الأمل والألم «حسن»: «ضربونى وصعقونى وبعدها قاموا بتسليمى للكتيبة 71 حرس حدود بطبرق ليرحلونى بعد حبسى عدة أيام»
«تعذيب وإهانة وأموال ضائعة وعودة بلا فائدة ومستقبل غامض».. بهذه الكلمات اختزل 50 شابا مرحَّلا من الأراضى الليبية، عبر منفذ السلوم البرى بالحدود المصرية الليبية، مأساتهم، بعد أن ضاعت أحلامهم هناك وتعرضوا للنصب على أيدى سماسرة الهجرة غير الشرعية.. «الوطن» التقت عددا منهم واستمعت إلى جانب من المأساة.. محمد عيد، مبيض محارة من سمنود (26 سنة)، قال: دفعت 6 آلاف جنيه لسمسار صعيدى يدعى «عمر»، بعد أن وعدنى بتأشيرة للسفر إلى ليبيا، وسافرت من الغربية إلى السلوم، ومعى مجموعة من الشباب، وأخذ منى سائق الميكروباص جواز السفر للحصول على التأشيرة، وعندما دخلنا صالة الجوازات بمنفذ السلوم فوجئنا بقيام السائق بدفع عمولات ورشاوى لبعض العاملين بالمنفذ المصرى والليبى، وبعد مرورنا ووصولنا إلى مدينة طبرق صدمنا عندما علمنا بأن التأشيرات مضروبة. ويلتقط السيد العراقى، منجد من شربين بالدقهلية (26 سنة)، طرف الحديث قائلا: وقعت إيصال أمانة على بياض، ودفعت 3 آلاف جنيه لشخص يدعى «أحمد رمزى»، يقوم بتجميع الشباب والنصب عليهم لتسفيرهم إلى ليبيا مقابل مبالغ كبيرة لا نقدر على دفعها مما يضطرنا للاقتراض والحصول على الفلوس بالأجل، والله وحده أعلم من أين نأتى بهذه الفلوس. وتابع: «اتفق معنا السمسار على السفر حتى السلوم بسيارة ميكروباص مصرية ليسلمنا لسيارة أخرى ليبية «7 راكب»، ونزلنا على كافيتريا بليبيا تسمى «الصفا والمروة»، وأجبرنا السائق الليبى على دفع 500 دينار ليبى أخرى على المبلغ المتفق عليه مع السمسار المصرى، وعندما رفضنا أخرج بندقية آلية وسحب أجزاءها وكاد يطلق علينا الرصاص فاضطررنا للدفع تحت تهديد السلاح، وفى النهاية أبلغ الحكومة الليبية عنا فتم ضبطنا وحجزنا وترحيلنا. وتعرض حسن على السامولى (18 سنة)، من المحلة الكبرى، إلى ابتزاز تحت تهديد السلاح من بعض الأشخاص المسلحين بطبرق أثناء عودته للمنزل لتحدث مشادات بينهم تنتهى بتمكن المسلحين من سرقة ما تبقى معه من مال، مؤكدا أنهم قالوا له: «هنلبسك قضية». وتابع: «أخذونى وعذبونى وضربونى بالسلاح الأبيض على وجهى وصعقونى بالكهرباء على قدمى وبعدها قاموا بتسليمى للكتيبة 71 حرس حدود بطبرق ليرحلونى بعد حبسى عدة أيام». ويكمل إسلام مصطفى (27 سنة) من مركز شربين محافظة الدقهلية: «نصبوا علينا فى المنصورة عن طريق مكتب ودفعونى 5 آلاف جنيه وسفرونى ليبيا، ثم أبلغوا عنا ليتم ترحيلنا مرة أخرى بعد إهانتنا وتعرضنا للضرب والسب والحبس بالسجون الليبية، وفى النهاية خسرنا فلوسنا واتبهدلنا واترحلنا بعدما ضيعنا كل ما نملك من مال أهالينا».