عبر دروب صحراوية وعرة، تتسلل العناصر التكفيرية والمسلحة من شمال سيناء إلى جنوبها، أو للقنطرة شرق، ومنها بحراً أو عبر النفق إلى محافظات القناة وتحديد محافظة الإسماعيلية، تتنوع وتختلف الطرق لكنهم فى النهاية يعبرون من أحدها ويحققون ما يرنون إليه. ثلاثة طرق تربط سيناء بمحافظات القناة تبتعد عن الأكمنة والطرق الرئيسية التى تتمركز عليها قوات الجيش، حسب شاب بدوى يدعى «حرب» رفض ذكر اسمه بالكامل. وصف «حرب» الطريق الأول، وهو طريق عبور نفق الشهيد أحمد حمدى، حيث يتحركون بسيارات دفع رباعى من «العجرة»، القرية الحدودية فى جنوب رفح، وتتحرك السيارة من الشيخ زويد إلى العريش ومنها إلى بئر العبد ورمانة ثم بالوظة مروراً بالطريق الساحلى شرق قناة السويس عبر مدقات ودروب ووديان يعرفونها جيداً ولا توجد عليها أى تمركزات أمنية. أما الطريق الثانى وفقاً للشاب، الذى لم يتجاوز 28 عاماً، فهو نفس الطريق السابق حتى يصل إلى بالوظة، ومنها إلى كوبرى السلام المغلق منذ ثورة 30 يونيو أو معدية القنطرة، وقبل 30 يونيو كان عبر الوديان الجبلية إلى نخل إلى نقطة الطاسة وسط سيناء، ومنها القنطرة شرق، ثم الانتقال باستخدام قارب صغير من شاطئ القناة الشرقى إلى غربها أو بالعوم فى المياه للانتقال إلى الشاطئ البرى الثانى، لكن الوضع الآن أصبح فيه خطورة كبيرة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التى تشهدها تلك المناطق. ويحرص الجهاديون كما يروى «حرب»، خصوصاً العناصر التى يتم تجنيدها حديثاً على استخراج بطاقة إثبات شخصية بمحل إقامة مختلفة، على أساس أنهم ساقطو قيد من العرب، سواء بمحافظة الشرقية أو الدقهلية أو الإسماعيلية، مستخدمين الترابط العائلى والقبائلى فى تسهيل ذلك عبر شيوخ القبائل، دون معرفتهم بالسبب الحقيقى وراء ذلك، حيث يجرى ملء استمارة سواقط القيد، التى يصل سعرها إلى 150 جنيهاً، بالإضافة لإمضاء اثنين من مشايخ وعواقل القرية أو المدينة التى يسجل فيها الفرد، وكل ذلك يحدث من خلال التعاون مع بعض موظفى السجل المدنى، منعدمى الضمير، كما يصفهم، مقابل مبلغ مالى من ألفين إلى 5 آلاف جنيه، ليستخرج بذلك بطاقة يستطيع بها التحرك داخل سيناء وخارجها سواء كانت بشخصيته الحقيقية أو الوهمية، ويتنقل هؤلاء فرادى حتى إذا ما اكتُشف أمر أحدهم، لا يقع الآخرون. ويجرى الانتقال من شمال سيناء إلى جنوبها، عبر مدقات جبلية ووديان وسط سيناء فى منطقة نخل، بمحاذاة قناة السويس، لكنها تبعد عنها مسافة تتجاوز 120 كيلومتراً داخل عمق الصحراء، ومنها إلى طريق وادى وتير، التابع لمدينة نويبع، ومنه يمكن التحرك عبر وديان تتشعب وسط الجبال الوعرة إلى أى مكان فى جنوبسيناء، وتعتبر هذه المناطق ذات نفوذ قوى للبدو ويصعب السيطرة الأمنية عليها، ووفقاً لأحد المصادر الأمنية يستحيل تمشيطها دون معاونة من البدو الذين لا يقومون بإبلاغ الشرطة عن أى شخص من قبائل العرب، خوفاً من عرف القبيلة الذى يطبق على الجميع.