وسط دروب صحراوية وعرة تشقها سيارات الدفع الرباعى، تتسلل العناصر الجهادية من شمال سيناء إلى جنوبها، عبر ممرات ومدقات جبلية للوصول إلى هدفها المنشود الذى حددته مسبقا لتنفيذ «عمليات جهادية» كما تطلق عليها فى بياناتها التهديدية بعد العملية العسكرية التى ينفذها الجيش فى شمال سيناء، والتى بدأت فى نهاية شهر أغسطس الماضى واشتدت وتيرتها فى منتصف شهر سبتمبر، محققة نجاحات فى اقتحام العديد من البؤر الإجرامية والإرهابية، وفقاً لما ذكره المتحدث العسكرى، الذى أكد أن العملية التى بدأها الجيش لن تنتهى إلا بتحقيق جميع أهدافها قبل أن ينتهى العام الحالى. العملية الإرهابية التى شهدتها مديرية أمن جنوبسيناء بمدينة الطور مؤخراً هى الأولى من نوعها التى تستهدف المدينة الهادئة، حيث أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس»، أمس، مسئوليتها عن الهجوم الإرهابى الذى استهدف مبنى المديرية أمس الأول واعتبرته نتيجة لما سمته ب«الظلم الواقع» على المسلمين، بعد قتل المتظاهرين فى رابعة والنهضة ورمسيس وحرق المسجد واعتقال الأبرياء وتعذيبهم حتى الموت، على حد قولهم. وقالت الجماعة فى بيانها: «إن العملية تمت بسيارة مفخخة كان يقودها أحد العناصر الجهادية قام بتفجير نفسه أسفل مبنى مديرية الأمن فى جنوبسيناء»، مؤكدين أنهم «يستهدفون الشرطة التى تحارب دين الله وتنتهك الأعراض». «عمليات الجيش المكثفة ضد الإرهاب فى مدينة الشيخ زويد ورفح دفعت العشرات من العناصر التكفيرية والجهادية إلى الهروب لجنوبسيناء عبر طريق الوسط» بهذه الكلمات تحدث أحد شيوخ القبائل بسيناء، موضحاً أن هذه العناصر تسلك مدقات جبلية، ووديان وسط سيناء فى منطقة نخل، ومنها تسير فى مدقات تخترق الدروب الصحراوية بمحاذاة قناة السويس، لكنها تبعد عنها بمسافة تتجاوز 120 كيلومتراً وصولاً إلى طريق وادى وتير التابع لمدينة نويبع، ومنه يمكن التحرك عبر وديان تتشعب وسط الجبال الوعرة إلى أى مكان فى جنوبسيناء. ويصف مصدر أمنى بمديرية جنوبسيناء -رفض ذكر اسمه- هذا الطريق بأنه «من أخطر الطرق الوعرة فى محافظتى سيناء الشمالية والجنوبية»، مؤكداً أنه من الصعب السيطرة عليه، وكل ما يمكن فعله هو غلق الطريق من الخارج، لكن يستحيل تمشيط هذه المنطقة سواء من الشرطة أو الجيش دون معاونة البدو الذين لا يقومون بإبلاغ الشرطة عن أى شخص من قبائل العرب، خوفاً من عرف القبيلة الذى يطبق على الجميع. ويضيف المصدر أن مديرية أمن جنوبسيناء كان لديها تخوف عقب العمليات التى قام بها الجيش فى شمال سيناء، من فرار العناصر الإرهابية إلى الجنوب، بهدف التأثير على السياحة، وهو ما حدث باستهداف مديرية الأمن، موضحاً أن هناك حالة من الخوف من تكرار مثل هذه العمليات فى أماكن أخرى، وهو ما دفع قوات الأمن إلى فرض حالة من «الاستنفار الأمنى» فى شرم الشيخ ودهب وطابا. ومن المتوقع أن تصعد الجماعات المتشددة من هجماتها على قوات الجيش والشرطة خلال الفترة القادمة، كما حذرت وهددت فى بياناتها، حيث وجهت جماعة «السلفية الجهادية» بسيناء، فى بيان لها صدر أوائل أكتوبر، تهديدات بالقتل للمتعاملين مع قوات الجيش فى سيناء، وخصت شيوخ القبائل بالذكر. كما هددت جماعة «أنصار بيت المقدس» فى بيانها بخصوص الحملة العسكرية الموسعة فى شمال سيناء، بتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الجيش.