ليست مجرد دخان و«أنفاس» تطير فى الهواء، فتلك الشيشة التى تجلس أمامها لتسمع رقرقة المياه فى زجاجها الناصع وتلامس أنفك روائح التفاح و«الكانتلوب» بل هى أكثر من ذلك بكثير، فالشيشة صنعة خلفها عشر ورش تمتلئ بها أزقة الجمالية والحسين، يصنعونها لتخرج الشيشة وحدة متكاملة، فواحدة تصنع الزجاجة والثانية تصنع القاعدة المطاطية لحمايتها والثالثة لتصنيع خرطوم الشيشة الذى يعرف ب«اللى»، أما الرابعة فهى للمبسم ومنه ورشة للمبسم النحاس وأخرى للمبسم البلاستيكى وورشة أخرى لذلك الطرف الخشبى الملتصق بالزجاجة الفارغة وأخرى تصنع الصاجة التى يخرج منها عمود الشيشة الذى تصنعه ورشة أخرى، ثم أخرى لصنع فخار الأحجار، تلك الأحجار التى ترصها «الماشة» التى تصنعها ورشة خاصة. الشيشة ذلك الطقس الرمضانى المرتبط بالجلوس على مقهى فى الحسين أو حتى فى الخيم الرمضانية التى كثير منها يتباهى بتلك اللافتة على أبوابها «يوجد لدينا شيشة»، تعددت أشكالها واختلفت أنواعها وذهبت إلى أقصى المشرق والمغرب ولكن تظل الشيشة المصرية لها طابع خاص وشكل مختلف. «شيشة الأولمبياد» هى أحدث شيشة انضمت إلى سوق الشيشة المصرية فى محلات عرضها فى شارع خان الخليلى بالحسين، الشيشة على شكل كورة مستديرة باللونين الأبيض والأسود على قاعدة من الحجر المذهب المزدان بالتماثيل الفرعونية حلت هذه الكرة محل الزجاجة التقليدية «الشيشة نزلت مع بداية البطولة الأولمبية.. بنشجع المنتخب» يضحك أبوغادة صاحب محل الشيشة ويكمل: «بس كان وشها وحش وطلعت عليهم سمعة». واقعة تدخين الفرق المصرية للشيشة فى أولمبياد لندن جعلت كثيرا من التجار البائعين لها يطلقون عليها «وش السعد» فقد زاد الإقبال عليها بعد هذه الواقعة «بعت منها خمسة فى يوم واحد لما حصلت الواقعة دى»، الإقبال على الساحرة المستديرة ليس فقط بسبب هذه الواقعة ولكن كما يقول علاء عيد: «أصلها رخيصة بالنسبة لأسعار الشيش التانية» سعر شيشة الأولمبياد هو 140 جنيها للشيشة الواحدة قد يزيد قليلا إذا أراد شاربها أن يشترى «اللى» الخاص بها الذى يحمل ألوان علم مصر «ده أوبشن للزبون والناس عايزة تشجع الرياضة بشكل جديد، ما هو شد الأنفاس رياضة برضه».