سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس دعوة أهل السنة والجماعة بشمال سيناء ل«الوطن»: لا توجد تنظيمات جهادية فى سيناء.. وإسرائيل تقف وراء الحادث وهم «الجماعات الجهادية» من صنع إسرائيل وبعض رجال الأمن
رؤيته للأحداث تختلف مع عديد من الرؤى، فهو يرى أنه لا توجد جماعات جهادية أو تنظيمات تابعة للقاعدة فى مصر، رغم كل المعلومات التى تتداولها وسائل الإعلام وأجهزة الاستخبارات، ويجزم الشيخ أسعد البيك، رئيس دعوة أهل السنة والجماعة بسيناء، فى حواره مع «الوطن»، بأن هذه التنظيمات «وهم» مفتعل من قبل إسرائيل بغرض خلق مبرر للتدخل فى الشئون المصرية بحجة أن الحدود غير آمنة، وبها عناصر إرهابية، كما أنه لا يستبعد أن تكون هناك عناصر أمنية تشارك فى تنفيذ هذه الهجمات بهدف إفشال الثورة. وإلى نص الحوار. * ما تعليقك على أحداث مقتل الجنود المصريين برفح؟ - هى أحداث صعبة ووقعها كان سيئاً على الأمة كلها وعلى سيناء بوقع خاص، وكانت هذه الأحداث غير متوقعة، لأن القوات المسلحة بينها وبين أهل سيناء ارتباط خاص. * من الفاعل؟ - التحليل المبدئى أنها أيادٍ خارجية، لا تريد لهذا الوطن أن يستقر، و«لو عايز تعرف مين اللى عمل كدا»، فكر فى الهدف، وهو زعزعة الاستقرار، وضرب الجيش بالحكومة الجديدة، وأهالى سيناء، وضرب الأجهزة الأمنية بالأطياف الإسلامية المعتدلة، من يهمه حدوث ذلك، هى إسرائيل. * ما الفائدة العائدة على إسرائيل من قتل الجنود المصريين؟ - إسرائيل تعلم مدى القرب بين الحكومة المصرية الآن وحكومة حماس، وليس من مصلحتها أن يصبح الاثنان متقاربين ومتعاونين، لذا تريد أن تضرب علاقتهما وتبث الخلاف بينهما. وتصرح بأن العملية شارك فيها فلسطينيون. * كيف تكون إسرائيل المدبرة وقد استهدف المتهمون أراضيها وحاولوا دخولها؟ - أعتقد أن إسرائيل أقنعت المتهمين «اللى هما مرتزقة تدفع لهم» بأنهم بعد تنفيذ الهجوم يتحركوا نحو الحدود الإسرائيلية لتأمينهم، لكنها باعتهم وقتلتهم وقتلت سرهم، والدليل على ذلك علمهم بوقوع الأحداث، وتحذيرهم للسلطات المصرية قبلها بيوم. * لذا هل تعتقد أن التنظيمات الجهادية بسيناء ليس لها علاقة بهذه الأحداث؟ - لا يوجد فى سيناء مجموعات جهادية بهذا الوصف، لأن الناس «اللى موجودين» فى سيناء نعرفهم جيداً، ولا يرقى أن يواجه بالعنف أى جهاز أو دولة، حتى «بتوع التكفير» «معندوش» مبدأ المواجهة، وكل فكره نظرى على بعض الأفكار التى استمدها من الكتب. * كيف لا توجد جماعات جهادية فى سيناء، ونراهم على فترات يقومون ببعض العمليات الإرهابية ويرفعون أعلاماً تؤكد هويتهم الجهادية؟ * هذا وهم وإشاعات تطلقها إسرائيل لتعطى لنفسها مبررات فى أى لحظة لدخول مصر، بحجة وجود أفراد من القاعدة والجهاديين، وأين الدليل على ذلك، وكل العمليات التى نفذها المدعون بأنهم جهاديون تخطيط إسرائيلى، لبعض المرتزقة وليس الإسلاميين الجهاديين. * ما دليل حضرتك على ذلك؟ - لأنه فى الأصل لا يوجد دليل مؤكد على وجودهم، وارجعوا إلى تقارير الأجهزة الأمنية قبل الثورة لن تجدوا ذلك، وبعد الثورة، لم يتم القبض أو الكشف عن أى خلية حقيقية، ألا تستطع الأجهزة الأمنية التابعة للجيش أو الداخلية الكشف والقبض ولو عن شخص واحد فقط منهم. وتعرف هويتهم وكيف يتدربون وأين؟. لكن هذه إشاعات بدون دليل وكلام. * الحديث عن وجودهم فى جبال حلال بسيناء.. ما صحته؟ - هذه المنطقة لا يوجد بها جماعات جهادية. وتسكنها قبائل عادية، ونحن نعيش فى سيناء، ومن خلال علاقاتى أسأل الناس فى مناطق مختلفة عن وجود هذه العناصر، وينفون وجودها. * كيف تقيّم دور الأجهزة الأمنية فى تتبع هؤلاء المخالفين، المرتزقة؟ - أرى تقصيراً من الأجهزة الأمنية فى تتبع ما يدعون أنهم يتبعون القاعدة والجماعات الجهادية، وإن كان هناك فعلا جماعات جهادية تتبع القاعدة، «تبقى» كارثة لأن الأجهزة الأمنية لا تستطع أن تصل إليها؟، إلا لو استخدمت أسلوب «التلفيقات» المتبع قبل الثورة. ويجب أن تنتشر الأجهزة الأمنية بكثافة للوصول لمن يتعدى علينا داخل أراضينا. * من وجهة نظرك، لماذا لم تنتشر الأجهزة الرقابية وتقوم بدورها؟ - «مريحين دماغهم»، ومنهم من لا يوجد بداخله وازع دينى، ولا يخافون على مصلحة البلد. * ماذا تقصد من عدم خوفهم على البلد؟ - هناك مؤامرات تحاك بعد ظهور الإسلاميين فى الحكومة والرئاسة، ويوجد تقصير متعمد من بعض المسئولين، بهدف إجهاض الثورة. * هل تقصد أن بعض العاملين بالأجهزة الأمنية لهم دور فى تنفيذ عمليات القتل بسيناء؟ - لا أستبعد، ولكنى لا أتهم لأنه ليس لدىّ دليل لكنى أستنتج أن هناك بعض العاملين بالجهات الأمنية يعملون ضد مصلحة البلد وهناك من لهم مصالح يقاتلون من أجل الحصول عليها، والدليل من فجر كنيسة القديسين «مش حبيب العادلى» ومن قتل الأبرياء فى بور سعيد، والأجهزة الأمنية لم تتغير بعد الثورة. * حديثك يشير إلى أن هناك أيادى أمنية شاركت فى زرع هذه التنظيمات والخلايا؟ - لا أستبعد، ووارد حدوثه. * إن كان هناك بعض الجهاديين افتراضاً، ما علاقة ما فعلوه بالإسلام؟ - الإسلام برىء تماماً، والكتاب والسنة لا تعطى أى مبرر للقيام بهذا، وليس الإسلام فقط من يرفض ذلك؛ أى ديانة وأى فطرة سليمة للبشر لا تبرر قتل الناس، لو قتلت إنساناً كافراً ومسالماً تدفع ديته، وهذا الكلام مرفوض تماماً. * كيف ترى الحل للقضاء على الاضطرابات فى شمال سيناء؟ - الانتشار المكثف لقوات الأمن والجيش على الحدود وتأمين مداخل ومخارج البلد، والقضاء على من يحاول مهاجمة أهداف مصرية. * لكن عملية الانتشار المكثف تعيقها اتفاقية السلام مع إسرائيل؟ - ضمن الأسباب أن كل من هب ودب «بيبرطع» عندنا فى سيناء ولا نستطيع أن نتحكم فى سيناء، لماذا؟، لأن هناك اتفاقاً كان مع عملاء، لا بد أن أراجع الاتفاقية، ومن حقى كدولة ذات سيادة أن أتحكم فى حدوى من الشرق للغرب وأضع القوات التى أراها مناسبة كماً وكيفاً، مر أكثر من 30 عاماً على هذه الاتفاقية، يكفى هذا ويجب أن تنتشر قواتنا المسلحة وتضبط الأمن، مع إعطاء الجانب الإسرائيلى وعوداً بعدم الهجوم أو التعدى عليهم. * لكن لن ترضى إسرائيل، وقد ينشب خلاف يعرض مصر للدخول فى حرب، فهل الحديث عن تعديل للمعاهدة مناسب الآن؟ - فعلا خوض حرب الآن، بأوضاعنا الحالية صعب، لكن هذا ليس مبرراً لترك أراضينا دون سيطرة وإحكامنا عليها، لكنّ هناك طرقاً أخرى، بالضغوط السياسية والدولية على إسرائيل حتى ترضخ، مع وعدها بعدم التعرض أو التعدى عليها. * كيف نصل بسيناء إلى بر الأمان بعيداً عن الاضطرابات؟ - هذا وارد فى كل مكان تنشب به ثورة، أن تحدث اضطرابات، وستنتهى هذه الاضطرابات، ونأمل أن يتغير ذلك.