تحل اليوم الذكرى ال66 لثورة 23 يوليو 1952، الثورة التي وصفت ب"الثورة البيضاء"، والتي حتى اليوم رغم مرور 66 عاما ما زالت تحيى ذكراها، ويتم التأكيد على أهدافها. قال اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن ذكرى ثورة 23 يوليو، علامة مضيئة في تاريخ مصر الحديثة وبداية بناء الدولة القومية المصرية المتقدمة، وحققت نقلة كبيرة لمصر في العصر الحديث. وقال "عامر"، بالرغم من أن ثورة يوليو قامت بواسطة بعض قادة القوات المسلحة، إلا أنها عبرت عن أمال شعب مصر وطموحاته، خصوصًا، وأنها قامت في هذا الوقت لأسباب ودوافع سياسية ودستورية في ظل وجود النظام الملكي واستمرار الاحتلال البريطاني على نحو 70عامًا، وتدهور الأحوال الاقتصادية التي كانت تقوم على الأنتاج الزراعي فقط، وتدهور الأحوال الاجتماعية نتيجة لإنقسام المجتمع المصري لطبقتين منفصلتين، كذلك مأساة حرب فلسطين 48 ومايسمى بالأسلحة الفاسدة. وأشار إلى أن ثورة 23 يوليو، حققت 6 مبادئ وأنهت الاحتلال الإنجليزي، وقامت بالقضاء على الإقطاع والرأسمالية والاحتكار، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء جيش قومي قوي، ووضع نظام ديمقراطي سليم لمواجهة التشويه السياسي في مصر، وفي السياسة الخارجية بلورت مفهوم الأمن القومي المصري في عدة دوائر. وتابع: في الدائرة الداخلية بالمجتمع المصري، والدائرة العربية التي تتفاعل فيها مصر مع أشقاءها العرب والدائرة الأفريقية، التي كانت بتتفاعل مع أصدقاءها وأشقاءها الأفارقة فيما يسمى بالأمن المائي المصري، والدائرة الإسلامية، ومصر تربطها بالعالم الإسلامى التاريخ والعقيدة وكل شئ، ثم الدائرة الإقليمية والعالمية. وأضاف "عامر"، ثورة يوليو عاشت حتى الأن في قلوبنا، بسبب إنجازاتها، منها تأميم قناة السويس وإلغاء النظام الملكي وتوقيع اتفاقية الجلاء، وإنجازات تعليمية "مجانية التعليم"، وإنشاء 10 جامعات جديدة، وإنجازات ثقافية بإنشاء قصور الثقافة والمسرح والسينما، وانجازات اقتصادية منها بناء السد العالي، فضلاً عن وجود إنجازات عربية حيث أوجدت مفهوم القومية العربية، وحققت تجربة عربية فريدة بالوحدة بين مصر وسوريا. وعن إنجازات عالمية حققتها ثورة يوليو، قال "عامر": "كانت مصر جزء فاعل من القوى المؤسسة لحركة عدم الانحياز مع الهند بقيادة نهرو ومع يوغسلافيا بقيادة تيتو مما جعل لها وزن ودور ملموس ومؤثر على المستوى العالمي". وشدد "عامر"، على أن التاريخ يعتبرها ثورة بيضاء لم يراق فيها نقطة دم واحدة، مشيرًا، إلى أن أسم جمال عبدالناصر، كان اسم عظيم في مصر والعالم. قال اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن ثورة 23 يوليو، كانت بمثابة إعادة كتابة تاريخ لمصر وللمنطقة كلها فسقطت الملكية وطردت رموزها وتولى رئاسة مصر لأول مرة في تاريخها الحديث مصري صميم من نبت أرضها الساهرة، وخرج الاستعمار البريطاني وأذنابه بعد احتلال 70 عامًا، وأعيدت الثروات والأراضي للشعب والوطن وكللت بعد كفاح مرير جهود الشعب وزعماؤه التاريخين بالنجاح من أحمد عرابي ومصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول. وقال "الجمال"، إن نجاحات ثورة يوليو المجيدة، استمرت رغم كل الصعاب والمؤامرات من أبناء الوطن فعادت الحرية والكرامة وبناء إنسان مصري جديد. وتابع: لم يكن تأثير ثورة يوليو قاصرًا على حدود مصر بل امتد إلى أمتها العربية وارتفعت لأول مرة شعارات القومية العربية والوحدة العربية ونالت العديد من الدول العربية استقلالها وحريتها. واستطرد: كما امتد هذا التأثير إلى قارتنا الأفريقية فأصبحت الثورة ملهمة لكل شعوب القارة في نجاح ضد الاستعمار والاحتلال الأجنبى وبرز قادتها العظام الذين قادوا ثوراتها حتى نالت استقلالها واستعادت أركانها، كما حققت واحدة من أهم أهدافها وهو إنشاء جيش وطني قوي يحمي الوطن ويرد عنه الأعداء المتآمرين وهو ما نجني ثماره حتى اليوم. وقال: "إن هذه الثورة المجيدة بلا مبالغة، أعادت رسم خريطة الشرق الأوسط والمنطقة بأسرها واعادت لمصر هويتها وريادتها واطلقت للإنسان المصري قدراته وإمكاناته الهائلة التي يشهد لها العالم كله. وأكد "الجمال"، أن ثورة 30 يونيو 2013 التي فجرها الملايين من شعب مصر ضد الظلم والتطرف والإخوان والتي لم يتردد الرئيس عبد الفتاح السيسي في قيادتها إلى بر الأمان ما هى إلا امتداد طبيعي وشعبي لثورة يوليو، مضيفًا، الرئيس السيسي يسير على النهج في التنمية وبناء الإنسان المصري وتقوية الجيش الوطني وبناء مؤسسات الدولة بشكل عصري.