بدأت وزارة الصحة والسكان، صباح اليوم الأحد، تفعيل إدراج تطعيم جديد ضد مرض شلل الأطفال بالحقن "سولك" في جدول التطعيمات الإلزامية للأطفال في جميع محافظات الجمهورية، وهنأ مكتب ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر الدكتور جون جان جبور، مصر على تلك الخطوة، باعتبار توفير جرعة جديدة من طعم شلل الأطفال عن طريق الحقن لأطفال مصر خطوة مهمة ضمن سياسة وطنية واضحة لاستمرار الحفاظ على ما تم إنجازه من جهود للحفاظ على مصر خالية من المرض. "الأمل يكمن في الأحلام، في الخيال وفي شجاعة أولئك الذين يتجرأون على جعل الأحلام حقيقة"، جملة العالم الأمريكي جوناس إدوارد سولك، مكتشف مصل شلل الأطفال والذي نجح في إنتاج أول تطعيم ضد الفيروس، وتعود تسمية المصل إليه. ولد جوناس في 28 أكتوبر 1914 في مدينة نيويورك، تخرج في كلية الطب جامعة نيويورك عام 1939، وأصبح طبيبا عالميا في مستشفى ماونت سيناي، وهي واحدة من أقدم وأكبر المستشفيات التعليمية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. في عام 1942، انتقل سولك إلى جامعة ميشيجان، وهي جامعة بحثية أمريكية، في زمالة بحثية لتطوير لقاح الإنفلونزا، وترقى في مناصبه حتى منصب أستاذ مساعد في علم الأوبئة، كما أعاد الاتصال مع صديقه ومعلمه في جامعة نيويورك، توماس فرانسيس، رئيس قسم علم الأوبئة في كلية الصحة العامة الجديدة في ميشيغان، والذي علّمه منهج تطوير اللقاحات. عُيّن سولك مديرًا لمختبر أبحاث الفيروسات في كلية الطب بجامعة بيتسبرغ في عام 1947، وبتمويل من المؤسسة الوطنية للشلل عند الأطفال، والذي يعرف الآن باسم "مؤسسة دايمز لعيوب الولادة المتعسرة" بدأ في تطوير التقنيات التي من شأنها أن تؤدي إلى لقاح للقضاء على أكثر آفة مروعة في ذلك الوقت: شلل الأطفال النخاعي الشللي. واختبر سولك اللقاح على نفسه أولًا وزوجته وأطفالهم والمتطوعين الذين لم يصابوا بالمرض من قبل، حيث اختبر جميع الأجسام المضادة المتقدمة المضاد لشلل الأطفال، ولم يجد أي ردود فعل سلبية على اللقاح، وفي عام 1954، بدأ الاختبار الوطني على مليون طفل، تتراوح أعمارهم بين ستة وتسعة أعوام، وأصبحوا يعرفونه باسم "شلل الأطفال". وفي 12 أبريل 1955، تم الإعلان عن النتائج: كان اللقاح آمنًا وفعالًا، وفي السنتين اللتين قبل إتاحة اللقاح على نطاق واسع، كان متوسط عدد حالات شلل الأطفال في الولاياتالمتحدة أكثر من 45000 حالة. وبحلول عام 1962، انخفض هذا العدد إلى 910، وتم اعتماده كعامل معجزة، لم يقم سالك أبدًا بإصدار براءة على اللقاح أو حصل على أي أموال من اكتشافه، مفضلًا توزيعه على أوسع نطاق ممكن. كان تأسيس معهد سولك للدراسات البيولوجية في لا جولا في عام 1963 هو انتصار سولك الثاني. وقد حصل على منحة قدرها 20 مليون دولار من مؤسسة العلوم الوطنية، وقضى سنواته الأخيرة في البحث عن لقاح ضد الإيدز. وتوفي في 23 يونيو 1995 عن عمر يناهز ال80 في لا جولا بكاليفورنيا.
