شهدت شركة "فاركو" للأدوية، إحدى كبرى شركات الأدوية بمصر والتي يبلغ عدد العاملين فيها 5000 آلاف عامل، تصعيد عدد كبير من العاملين بها في الأيام القليلة الماضية، عقب استمرار رفض القائمين على إدارة الشركة الرجوع عن قرارهم في الانتقاص من أرباح ومكافآت العمال، التي تم الاتفاق عليها بين الشركة والعمال عقب ثورة 25 يناير. ولم يقف المشهد تلك المرة على معاناة العمال ومطالبهم، بل ازداد الأمر سوءًا بعد قرار رئيس الشركة بغلقها منذ أكثر من أسبوع، عقب تصعيد العاملين بالشركة لاحتجاجاتهم، حيث من المتوقع عقب ذلك القرار والذي وصف بالكارثي من بعض منظمات الدواء بمصر، أن ينقص أكثر من 300 مستحضر دوائي من السوق الدوائي. واستمرار لتعقيد المشكلة، هدد عدد من العاملين لشركة فاركو للأدوية بالتصعيد في احتجاجاتهم خلال الأيام القليلة المقبلة، اعتراضاً على غياب ممثلي الشركة عن المفاوضات التي كان من المقرر أن تعقد اليوم مع العمال بحضور ممثلي القوى العاملة، لحل الأزمة بين الجانبين. ويطالب العمال بصرف الأرباح السنوية بمعدل 17% كبند متفق عليه مع الشركة في عام 2011، وصرف 50% من سلفة الأرباح، حسب الأساسي ومجموع العلاوات وصرف بدلات مخاطر كيميائية وميكانيكية، وتنازل الشركة عن البلاغات الكيدية لعدد من العاملين المتهمين بمحاولة حرق الشركة، فضلاً عن إقامة نقابة مستقلة لعمال الشركة. وقال محمد رجب، أحد العاملين المحتجين، ل"الوطن"، إن العاملين بالشركة انتظروا صرف الأرباح والعلاوات التي تم الاتفاق مع الشركة عليها منذ سنتين، إلا أن الشركة تأخرت في الصرف، ما اضطرنا للإضراب الجزئي بمعدل ساعة لكل وردية، لحث الشركة على الالتزام باتفاقها، إلا أن الشركة فاجأت العاملين بتخفيض العلاوة ل10% وألغت سلفة الأرباح على ال50% . وأضاف وليد أحمد، أحد العاملين المحتجين، أن إدارة الشركة طلبت منا العمل مرة أخرى، فرفضنا لحين الوصول لحل يرضينا بعد عدم وفاء الشركة بوعودها، فقام رئيس مجلس الإدارة وقتها بغلق ثلاثة شركات "فاركو العامرية، وفاركو بي، وسيف فارما". ومن جانبهم، أكد العاملون بالشركة استمرار التصعيد حتى الحصول على حقوقهم، مشيرين إلى أن وفدًا منهم سيسافر إلى القاهرة وتقديم مذكرة لوزير القوى العاملة كمال أبو عيطة في حالة فشل المفاوضات مع مديرية القوى العاملة، يأتي هذا بعد تهديد الإدارة بفصل 200 عامل. وعلى الجانب الآخر حذر المركز المصري للحق في الدواء، من إغلاق جميع مصانع مجموعة العامرية التي تضم مصانع "فاركو وأركو بي وسيف فارما والعامرية للصناعات الدوائية والأوروبية للصناعات الدوائية وتكنو فارما وفاركو أيمبكس 93 وأبو قير للتجارة والتوزيع"، والتابعة لشركة فاركو للأدوية. وأضاف المركز في بيانه، أن تعنت مدير المصنع معهم أمر سيطال جميع مصانع المجموعة وسينتج عنه توقف حركة إنتاج المستحضرات الطبية، بما سيؤدي لنقص حوالي 336 مستحضرًا تقوم الشركة بإنتاجهم، بما يؤثر على المرضى من مستخدمي تلك الأدوية.