يعانى أكثر من 300 ألف صياد بدمياط، من خطر العصابات الإجرامية المسلحة، التى تفرض سطوتها على كوبرى البغدادى ببحيرة المنزلة، الممر الواصل بين محافظتى دمياط وبورسعيد، والذى بات مأوى لأخطر وأشرس العصابات الإجرامية القادمة من: الشبول والنسايمة والعكايرة والمطرية، بعدما حولت تلك العصابات بحيرة المنزلة إلى «مصيدة» لخطف أصحاب المزارع السمكية والصيادين لتعيدهم مرة أخرى، إما جثثاً مشوهة، أو إطلاق سبيلهم بعد الحصول على مبلغ الفدية المطلوب والذى يتراوح بين مليون و3 ملايين جنيه، كما باتت تمثل البوابة الأولى للهجرة غير الشرعية لإيطاليا وغيرها من البلدان الأجنبية. يتنوع نشاط تلك العصابات بين القتل والخطف وتهريب السلاح والذخيرة إلى مصر، عبر معابر السلوم وعزبة البرج، وتجارة المخدرات والمعادن والهجرة غير الشرعية، خاصة للقُصّر التى ظهرت فى الآونة الأخيرة، حيث تمكنت قوات حرس الحدود بعزبة البرج والشرطة من إحباط رحلتى هجرة غير شرعية لإيطاليا خلال 45 يوماً تقريباً. تتمثل خطورة تلك العصابات فى أن القائمين عليها مجهولو الهوية، فهم كالغربان عاشوا بين المراحات والخوص فى مياه البحار، فلا يمتلكون بطاقات شخصية، ويصعب إلقاء القبض عليهم، كما تعد منطقة الشعل ب«الجميل»، أهم مكان لتسليم الفدية لتلك العناصر مقابل الإفراج عن المختطفين من أصحاب المزارع ورجال الأعمال. تتراوح أعمار عناصر تلك العصابات ما بين 22 و35 عاماً، كما أنهم مدربون على استخدام السلاح باحترافية، وهم لا يعرفون لغة التفاهم أو«الحلول الوسط»، وتسكن تلك العناصر مناطق: الشبول والمطرية والنسايمة والعكايرة، التى حولوها إلى بؤر إجرامية، ليعيشوا فى عرض النهر، لا يعرفون سوى لغة الدم والمال، يختارون ضحاياهم بحرفية من أصحاب المزارع السمكية والصيادين، ويمتلكون معلومات تفصيلية عن تحركات كل ضحية، ولديهم من العناصر المدسوسة بكل مكان ليعلموا ثروات وممتلكات ضحاياهم. «الوطن» اقتربت من مناطق تلك العناصر الإجرامية وتحديداً بالقرب من كوبرى البغدادى الذى يبعد قرابة ال40كيلومتراً من دمياط، ورصدت جانباً مما يحدث. فرج عوض الجزار، 53 عاماً، صياد، يشكو من تلوث مياه بحيرة المنزلة، بسبب الصرف الصحى لبحر البقر، ما أدى لسرطنة الأسماك، مطالباً بإعادة فتح فتحات الكوبرى التى تم إغلاقها، متهماً رجال الأعمال والمافيا بالسيطرة على خط الساحل. وناشد الجزار، الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، تطهير بحيرة المنزلة وكوبرى البغدادى الذى بات وكراً للعصابات المسلحة، والبوابة الأولى للهجرة غير الشرعية، مشيراً لعصابات الشبول والمطرية والنسايمة التى كونت ميليشيات مسلحة، مؤكداً أنه بات من المستحيل على صيادى البحيرة التوجه لمباشرة عملهم، بعدما تحول كوبرى البغدادى، للقناة الشرعية لتهريب المخدرات والسلاح ومافيا الهجرة غير الشرعية والخطف والقتل. ويشكو يوسف الغضبان، صاحب مزرعة سمكية ببحيرة المنزلة، من حالة الرعب التى باتوا يعيشونها بسبب حالات الاختطاف التى عادت مرة أخرى بقوة بعد 30 يونيو بعدما تقلصت إبان تكثيف الحملات الأمنية على بحيرة المنزلة. وأكد الغضبان أنهم مستعدون لدفع المبلغ المالى المطلوب من أجل غلق قنال البغدادى نهائياً والذى يعد المدخل الوحيد لتلك العصابات المسلحة.