سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بورسعيد.. المسمار الأول فى نعش «مرسى»: المقاهى لمتابعة المحاكمة.. والهجوم على الإخوان «سامى»: يجب محاكمة «المعزول» على أحداث السجن.. و«فايد»: المدينة كانت «الشرارة» لإسقاط «مرسى»
مع دقات الساعة التاسعة صباحاً، تجمع عدد من أهالى مدينة بورسعيد على مقاهى المدينة، فى مواجهتهم راحت شاشات التليفزيونات تعرض مشاهد من أمام أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس بالقاهرة، حيث يحاكَم «مرسى» ومساعدوه هناك بتهمة قتل المتظاهرين عند قصر الاتحادية فى ديسمبر الماضى. على مقعد خشبى، داخل مقهى «البحرية» بشارع محمد على بمدينة بورسعيد، جلس رجل خمسينى ذو جسد نحيف وبشرة سمراء اللون، يمسك بيده كوبا من الشاى، ويتبادل الحديث مع شخص آخر بجواره، قائلاً: «مرسى هيخرج للمحكمة ويقول لهم أنا الرئيس الشرعى للبلاد». فى نفس الأثناء يتجمع عدد من الأهالى لمشاهدة محاكمة «المعزول»، فيما يجلس رجل ذو شعر أبيض، على مقعد مجاور، يتحدث إلى شاب بصوت جهورى، ويسأله: «هو مرسى هييجى فى طيارة زى مبارك؟»، يرد عليه الشاب العشرينى بالإيجاب، يعلن التليفزيون أن الرئيس المعزول رفض ارتداء البذلة البيضاء، يتساءل الرجل: «ليه مش هيلبس البدلة؟ هو مش أحسن من مبارك». ينتقل الحديث إلى انفراد جريدة «الوطن» لفيديو الرئيس المعزول من داخل محبسه قائلاً: «شوفت الكلام اللى نشره جورنال الوطن، اتكلم عن إسرائيل، وهو كان فين الكلام على إسرائيل لما كان رئيس؟». يقول المهندس سامى شحاتة، أحد أهالى بورسعيد الذين استيقظوا مبكراً على غير عادتهم فى أى وقت آخر لمتابعة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى: «أنا اليوم صحيت الساعة 6 صباحاً، عشان أتابع محاكمة مرسى من أول دقيقة». يتحدث «سامى» قائلاً: «محاكمة اليوم ليست محاكمة فرد، وإنما محاكمة جماعة، سارت فى طريق سريع إلى ما كان يفعله النظام السابق، فلم يكن مرسى هو الحاكم الرئيسى، إنما كانت جماعة الإخوان هى من تدير البلاد، وكان الرئيس المعزول بمثابة وجه الإخوان أمام الشعب، وإنه بيوم خروجه على جماعته وقوله أهلى وعشيرتى، بعدما كان لدىّ أمل فى أن يحاول مرسى إصلاح ما فعله النظام السابق، علمت فى ذلك اليوم أنه يحكم لجماعته ولا يحكم لشعب مصر». يرى محمد فايد أن هناك فارقا بين محاكمة «مرسى» ومحاكمة «مبارك» فى أول ظهور له داخل قفص الاتهام أغسطس 2011، «مبارك» وقت محاكمته احترم القضاء وظهر على الشاشة داخل المحكمة مرتدياً البذلة البيضاء، وهو ما لم يفعله «مرسى»، الذى أكد مراراً وتكراراً احترامه للقضاء. يقول «فايد»: إن بورسعيد هى أول مدينة فى مصر تسحب الثقة من الرئيس المعزول عقب الأحداث الدامية أمام سجن بورسعيد. ويرى «فايد» أن بورسعيد كانت الشرارة الأولى فى إسقاط محمد مرسى من الحكم، بعدما استطاع أن يقسّم الشعب المصرى بإصداره لإعلان دستورى يحصن به نفسه، ثم عدم منعه لما حدث أمام قصر الاتحادية فى ديسمبر الماضى.