بعد أكثر من 4 أشهر قضاها الرئيس المعزول محمد مرسي في محبس سري، لا يعرف أحد أين هو ولا ماذا يفعل، أو حتى كيف تتم معاملته، وسط انتقادات شديدة من أسرته للنظام المؤقت في مصر لمنعهم من زيارته ومعرفة مكانه، لكن التقديرات الأمنية رأت أن في هذا حفاظا على أمنه وسلامته، إلى أن جاء موعد المحاكمة الأولى، في قضية قتل المتظاهرين في أحداث الاتحادية، والتي تقرر تأجيلها لجلسة 8 يناير للاطلاع، وتقرر نقله إلى سجن معلوم للجميع، وليس محبسا سريا، هو سجن "برج العرب" بالإسكندرية. يقول الناشط الحقوقي محمد زارع مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، أن سجن برج العرب تم بناؤه في نهاية عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكي يستوعب أعدادا كبيرة من المساجين كانوا متواجدين بسجن الحضرة داخل مدينة الإسكندرية، والذي أصبح في وسط مدينة سكنية، لذلك تم نقل المساجين الخطرين منه إلى برج العرب. يتابع زارع، حديثه ل"الوطن" عن سجن برج العرب، فيقول "هو سجن مخصص للجنائيين، وبعض الأشخاص أصحاب الجنسيات الذين يتم القبض عليهم داخل مصر لارتكابهم جرائم كالفلسطنيين، كما أن بناء السجن جاء على طريقة السجون الحديثة، والمؤمنة بشكل كامل وجيد، ومن مواصفات تلك النوعية من السجون الجديدة، والتي بنيت في مصر في التسعينات وتحديدا عام 1993، أنها تم مراعاة فيها الاحتياطات الأمنية، ومن المستحيل هروب الممساجين من داخله، لوجود أسوار عالية تحيط بالزنازين من الكتل الخرسانية، ومن كافة الاتجاهات، ومناطق آمنة خلف الأسوار، ومن هذه السجون في مصر "سجن العقرب، وسجن استقبال طرة، والوادي الجديد، ووادي النطرون وتجديد سجن دمنهور وأبو زعبل ، وبرج العرب"، وهي كانت مخصصة للجنائيين والإرهابيين في فترة التسعينات". أما أهم ما يميز برج العرب، أنه بعيد تماما عن القاهرة، وأنه في منطقة شبه صحراوية، ويسهل تأمينه ومن الصعب الاقتراب منه، مؤكدا أن نقل الرئيس المعزول إلى هناك جاء لدواع أمنية ولانفصاله عن باقي قيادات تنظيم الإخوان في طرة، مؤكدا على حقوقه في الزيارة مرتين في الشهر من أسرته، كما يحق للمحامين زيارته بناء على طلب يتقدمون به لمصلحة السجون.