ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أن مصير منطقة "الخان الأحمر" البدوية الفلسطينية قد يحدد مصير دولة فلسطين بكاملها. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن أمراً قضائياً من المحكمة العليا الإسرائيلية هو الذي يقف حائلاً بين القرية البدوية البسيطة والجرافات الإسرائيلية التي تسعى لهدمها. وقالت الصحيفة البريطانية في تقريرها: "إذا نجح الإسرائيليون في هدم قرية الخان الأحمر، فسيؤدي هذا إلى تقسيم المنطقة الغربية إلى قسمين مما يقوض أحلام الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية"، مضيفة أن المسافرين على المسارات الأربعة للخط السريع الرابط بين القدس وأريحا قد لا يلحظون قرية صغيرة جداً، يسكنها أقل من 200 شخص يسكنون في أكواخ من الصفيح والخشب ويرعون الماشية والأغنام ويعمل بعضهم في معامل قريبة يملكها مستوطنون إسرائيليون. وأوضحت "ذا جارديان"، أن مظهر قرية "الخان الأحمر" المتواضع يتناقض مع أهميته بالنسبة للعديد من الفلسطينيين باعتباره حجر الزاوية في نضالهم من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهي أيضاً قرية تتمتع بموقع إستراتيجي بحيث أنه إذا ما تمت إزالتها، فإنه قد يدمر الآمال الفلسطينية في إقامة بلد مستقل في المستقبل، وتابعت الصحيفة البريطانية، قائلة: "إنه بعد سنوات من المقاومة ضد أوامر الهدم الإسرائيلية التي تقول إن القرية المؤقتة في الضفة الغربيةالمحتلة بنيت بشكل غير قانوني، بدا أنه تم اتخاذ التحضيرات النهائية لتنفيذ أوامر الهدم". وأضافت الصحيفة البريطانية، أن القوات الأسرائيلية أعلنت منطقة الخان الأحمر منطقة عسكرية مغلقة ومنعت دخول الصحفيين والدبلوماسيين إليها، ودخلت الجرافات إليها مصحوبة بقوات عسكرية لتنفيذ أوامر الهدم، وأشارت إلى أنه ما يحول دون هدم الجرافات لقرية الخان الأحمر حتى الآن، أمر من المحكمة العليا الإسرائيلية صدر بعد يوم من تحرك الجرافات إليها، وقد أمهلت المحكمة العليا الحكومة الإسرائيلية حتى 11 يوليو، للرد على دفع القرويين بحرمانهم من تصاريح البناء ظلماً. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول، إن قرية خان الأحمر هي واحدة من عدة مجتمعات في الضفة الغربية تحت التهديد، منذ وصول شعبها كلاجئين منذ عقود، ونشأت مستوطنات إسرائيلية بنيت على أراض محتلة، مدعومة بالماء والكهرباء، على قمم التلال المحيطة بها، وعلى النقيض من ذلك، فإن القبيلة البدوية التي تعيش في خان الأحمر مقيدة في الأماكن التي يمكن أن تتجول فيها مع مواشيها، كما أن السلطات الإسرائيلية لم تربط بيوتها بمياه جارية أو كهرباء أو شبكة صرف صحي.