قال بشير عبدالوكيل مختار الشاعرى، آمر السرية الأولى حرس حدود، المتمركزة ببوابة وادى السهل بمدينة طبرق الليبية، إنه تم إلقاء القبض على 3 سماسرة ليبيين يتاجرون بالبشر من مصر إلى ليبيا، وذلك بالسيارات التى ينقلون من خلالها المهاجرين غير الشرعيين، وأنهم يخضعون للتحقيقات. يأتى ذلك بعد فقدان 60 مهاجراً غير شرعى مصرى فى صحراء ليبيا منذ أكثر من 10 أيام. وقال عبدالوكيل: إنه تم إبلاغنا من أهالى منطقة الزاوية وأم جحجيح من عائلة لحيمر بوجود سياراتى سوناتا وفجعة يسهلان عملية دخول مهاجرين غير شرعيين، فانتقلنا بالقوات على الفور لمكان البلاغ ورصدناهما، الأولى سانتافيا لاذت بالفرار، والثانية تويوتا ربع نقل قادمة من طريق الزبلى وتحمل على متنها هجرة غير شرعية ومعهم جوازات سفر تظهر عدم دخولهم بشكل رسمى، وتم القبض عليهم، وإحضارهم للبوابة الأمنية، وتم تسليمهم للنقطة الأمنية المشتركة بالكتيبة «71» بطبرق، وهم 3 سماسرة، من منطقة طبرق. فى الوقت نفسه، أعلن المكتب الإعلامى، لغرفة العمليات الأمنية المشتركة التابعة للكتيبة «71» بطبرق، أن القوات الجوية مشطت الصحراء على مدى يومين مستخدمة طائرات «ميج 8»، للبحث عن المفقودين فى الصحراء، وذلك بعد أن ورد بلاغ من أحد الناجين المصريين بأنه ترك خلفه 60 مهاجراً غير شرعى هائمين على وجوههم فى الصحراء، نتيجة ترك المهربين لهم. وأضاف أن الغرفة الأمنية المشتركة وقيادة القطاع الأول، حرس الحدود، بمنطقة طبرق مشطت حوالى 450 كيلومتراً جواً خلال 6 ساعات طيران بالتعاون مع كتيبة «عمر المختار» على الأرض، ونتج عن البحث العثور على جثتين حتى الآن فقط، وما زال البحث جارياً. فى نفس السياق، اتشحت قرية «ساقية داقوف» التابعة لمركز سمالوط بالمنيا بالسواد حزناً على وفاة 2 من أبنائها من الذين ضلوا الطريق بصحراء ليبيا أثناء محاولتهم دخول البلاد بطريقة غير شرعية بحثاً عن فرصة عمل. «الوطن» التقت بعبد الحليم عطية حسان، والد الشاب «بشار» الناجى الوحيد من الهلاك، الذى رفض أى حديث أو تصوير معه قبل وصول جثمان المتوفيين ودفنهما، وقال إن ليبيا أصبحت دولة أشباح وشعرت بالصدمة، عندما شاهدت ابنى يتحدث بإحدى القنوات الفضائية عن المأساة التى قضاها وهو يبحث عن الطعام والشراب، ولم يستطع أن ينقذ باقى رفاقه. ويقول وليد محمد، أحد أصدقاء المتوفى، بدران فزاع عطية، إنه التقى به فى أول أيام عيد الأضحى وحضر معه الصلاة بالخلاء وأبلغه بأنه سوف يتوجه إلى ليبيا مع بعض أصدقائه ورفاقه بحثاً عن فرصة عمل. ويضيف أن البطالة أصبحت تحاصر أغلب قرى مركز سمالوط المتاخمة للظهير الصحراوى الغربى ولذلك يفضل أبناؤها التوجه إلى ليبيا للعمل هناك، خاصة أن السفر إليها غير مكلف. وقال محمود عبدالله عطية، ابن عم المتوفى بدران فزاع، تم إبلاغنا بوفاته فى ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول، ورفضنا إبلاغ والده ووالدته رفقاً بحالتهما وحتى يصل الجثمان، وأجرينا عدة اتصالات بابن عمى بشار، الناجى الوحيد فى ساعة مبكرة من الصباح وأبلغنا بأنه فى طريق عودته إلى مصر. فيما طالب رضوان عبدالباقى، أحد جيران الناجى بشار، أجهزة الأمن المصرى بفتح تحقيقات موسعة حول الواقعة والضغط على السلطات الليبية لاستمرار جهود البحث عن باقى المفقودين وقال: ما زلنا حتى هذه اللحظة لا نعرف ما حدث لهؤلاء الشباب وننتظر عودة الناجى الوحيد، ليحكى لنا التفاصيل.