أكد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، أن حالة المياه في مصر تعد حرجة وفريدة من نوعها، حيث إنها بلد جاف جدا تقع في منطقة شبه قاحلة وأن مصر قد وصلت إلى حالة تفرض فيها كمية المياه المتاحة حدودا على تنميتها الاقتصادية. وأشار إلى أن التنبؤات السكانية لعام 2025 يتضح معها أن نصيب الفرد من المياه قد ينخفض إلى أقل من 500م3 سنويا مع مؤشرات التدهور السريع في جودة المياه السطحية والجوفية، بالإضافة إلى كونها دولة المصب في حوض النيل حيث تعتمد اعتمادا كليا تقريبا على نهر النيل النابع خارج حدودها، فهي الدولة الأكثر جفافا في العالم وتبلغ نسبة الاعتماد على الموارد المائية المتجددة 97% وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة. وأشار عبدالعاطي، في كلمته اليوم، أمام المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول المياه من أجل التنمية المستدامة نيابة عن رئيس مجلس الوزراء والذي بدأت فعالياته أمس بالعاصمة الطاجيكية دوشانبي، ولمدة 3 أيام أن الفجوة بين الاحتياجات والمياه المتوافرة تبلغ نحو 21 مليار م3 سنويا يتم التغلب عليها عن طريق إعادة استخدام مياه الصرف والاعتماد على المياه الجوفية السطحية في الوادي والدلتا والذي يدل ان نظام إدارة مياه النيل في مصر يصل إلى كفاءة عامة تتجاوز 80%. كما أشار إلى أن مصر تستورد فعليا كمية من المياه تساوي 34 مليار متر مكعب سنويا ممثلة في منتجات غذائية لتحقيق الأمن الغذائي، وأن مصر تعد مثالا نموذجيا لدولة نامية معرضة بشدة للتغيرات المناخية وتواجه العديد من التهديدات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وأن هذه الضغوط تتمثل في ارتفاع مستوى سطح البحر، تسرب المياه المالحة إلى خزانات المياه الجوفية الأرضية علاوة على المناطق المعرضة للغمر بسبب انخفاض مناسيبها الجغرافية مثل دلتا النيل، وأن الملايين من الناس في دلتا النيل معرضون للخطر وإعادة التوطين وضياع استثمارات تقدر بمليارات الدولارات. أكد عبد العاطي، أن مصر تتعامل بنجاح مع الوضع الحالي لمواجهة ندرة المياه من خلال تنفيذ العديد من برامج تحسين كفاءة استخدام مياه الري، والعديد من آليات إعادة تدوير المياه، مشيرا إلى أن الوضع المعقد لمصر لا يمكن معه قبول تناقص حقوق مصر التاريخية والاستخدامات الحالية في مياه النيل وأن لا أحد على الأرض سيقبل بموت شعبه بسبب العطش والمجاعة، وأنه أيضا لا يمكن إهمال الوضع البيئي والاقتصادي الصعب في الدول الشقيقة في حوض النيل وأن هناك دائما فرصة للتوصل إلى حل وسط حيث إنه لا يعاني حوض النيل من نقص في المياه ،فيصل معدل سقوط الأمطار السنوي في دول الحوض ككل إلى 7375 مليار متر مكعب ، يقع منهم 1661 مليار متر مكعب داخل الحوض وهذا يعني أنه يتم استخدام 5% فقط من موارد مياه النيل لذلك يجب التأكيد على أن الإدارة الجيدة هي المفتاح.