كان لا يزال في طور المراهقة عندما تقلد أمور أكبر قوة فاعلة في العالم، خلال عصور لم تكن بها الكهرباء وسيلة للترفيه، بل النيران هي الوسيلة للحصول على النور. أراد رمسيس الثاني أن يستعيد مجد الإمبراطورية المصرية بعد أن تدهورت في عقود قليلة قبله. يعد الملك الذي تعامدت الشمس اليوم، على وجهه بمعبد أبو سمبل، من أشهر وأعظم الفراعنة التي عرفتهم مصر الحديثة طوال 66 عامًا هي فترة حكمه للبلاد. خرج رمسيس الثاني، في جولات حربية عديدة لبلاد النوبة والشام وليبيا مع والده الملك سيتي الأول وهو لا يزال في ال14 من عمره، وقتها نصب وليًا للعهد بشكل رسمي، وبعد وفاة والده أصبح هو الحاكم الآمر وكان عمره لا يتعدى ال21 عامًا، ما أضفى على شخصيته كثير من فنون الحرب والمهارة في إدارة المعارك، فلم تتوقف حملاته الحربية بعد وفاة والده بل قاد أكثر من معركة منها، "الشردان" التي انتصر فيها على قراصنة البحر المتوسط بشكل حاسم، ومعركة قادش التي جاءت ضمن 3 حملات على سوريا وبلاد الشام، إضافة إلى قلعة في بلاد النوبة هي ثمار حملة حربية ناجحة. ولد صاحب أول معاهدة سلام في التاريخ، عام 1303 ق.م، وكتبت تلك المعاهدة على ألواح من الفضة بالخط الحيثي، وبالهيروغليفية على جدران معابد الكرنك وأبو سمبل والرامسيوم، وكانت معاهدة السلام بينه وبين الحيثيين بعد أن ظل الطرفان بلا إنجاز في معارك استمرت 15 عامًا، عقبت معركة قادش. "الجد الأعظم".. هو اللقب الذي لم يطلع عليه رمسيس الثاني في حياته، فقد خلّد أحفاده، ذكراه بهذا اللقب، وسمي أكثر من ثمانية فراعنة بعده باسمه لكن لم يستطع أحدٌ منهم تحقيق ما أنجزه رمسيس الثاني، الذي تولى حكم مصر منذ عام 1279 وحتى 1213 قبل الميلاد، وهو عام وفاته، وكان الملك الثالث في الأسرة التاسعة عشر من أسر مصر الحديثة، وخلّفه ابنه مرنبتاح. تزوج رمسيس الثاني من جميلة الجميلات، وهذا ليس وصف بل المعنى الحرفي ل"نفرتاري" وكانت هي الزوجة الملكية التي بنى لها معبدًا صغيرًا بجانب معبده في أبو سمبل الذي يبعد ثلاث ساعات عن أسوان، ويعد هذا المعبد من أشهر وأجمل ما بني رمسيس الثاني لنفسه، فقد حُفر بالكامل في الصخر ويضم تماثيل ضخمة، وشيد أيضًا مدينة بي-رمسيس التي تعني مدينة رمسيس العظيمة بدلتا النيل، إضافة إلى العديد من المسلات وإتمام بناء معبد الكرنك، وتشييد معبد الرامسيوم الجنائزي. خلف رمسيس الثاني، عشرات الأبناء، وتوفى وهو يعاني من أمراض في القلب والروماتيزم الحاد والتهابات اللثة. دفن الملك العظيم في مقبرة 7 بوادي الملوك والملكات بالبر الغربي، وتم نقل موميائه عدة مرات إلى أن استقرت بالمتحف المصري. وُضع أكبر تماثيله مع بداية الخمسينات بميدان باب الحديد، الذي سمي باسمه بعد ذلك، ميدان رمسيس، وعند نقل التمثال إلى الجيزة بمنطقة الأهرامات في يوم 27 أغسطس عام 2006؛ للقيام بأعمال ترميم له، انتظره الشعب المصري ليحتفي بجده الأعظم الذي من المفترض أن يوضع في المتحف الجديد على الطريق الصحراوي الذي يربط بين القاهرة والإسكندرية.