مصاحف معلقة داخل صناديق بلاستيكية فوق كل مقعد، مجموعات من الأحاديث والأقوال المأثورة تدعو إلى قراءة القرآن، مشاهد اعتاد أهالى الإسكندرية رؤيتها فى أوتوبيسات النقل العام، التى تجوب شوارع مدينتهم، منذ بداية رمضان، ضمن مبادرة أطلقها عدد من السائقين لتشجيع الركاب على «ختم القرآن» خلال شهر الصيام. ورغم أن هذه المشاهد أثارت دهشة كثير من الركاب خلال الأيام الأولى من بدء المبادرة، فسرعان ما تبدلت الدهشة لشعور بالسعادة والارتياح، وبدأوا بالفعل فى الإمساك بهذه المصاحف، واستغلال وقت رحلاتهم فى تلاوة ما تيسر لهم من القرآن، ما أثار اعتراض قيادات هيئة النقل العام بالإسكندرية. السائقون: طمع فى ثواب ختم القرآن.. والهيئة: لازم نوافق أحمد عبدالرحمن، أحد أهالى الإسكندرية، قال ل«الوطن»: «الدنيا لسه بخير»، معتبراً أنها «فكرة رائعة لمساعدة الكثيرين من مستخدمى المواصلات العامة على الطاعة، والحد من المشاحنات، وتجنب السقوط فى المعاصى والذنوب»، بينما لفت أحد السائقين على خط «المعمورة - محطة مصر»، طلب عدم نشر اسمه، إلى أن الفكرة نبعت أساساً من مجموعة شباب متطوعين، اقترحوا تزويد الأوتوبيسات بمصاحف، لتشجيع الركاب على قراءة القرآن خلال رمضان، وأضاف أن عدداً كبيراً من السائقين رحبوا بالفكرة وبدأوا تنفيذها بأنفسهم، وتحملوا الكثير فى سبيل تحقيقها: «إحنا طمعانين بس فى الثواب». قيادات هيئة النقل العام بالإسكندرية علمت بالمبادرة، وقرر رئيس مجلس إدارتها، اللواء خالد عليوة، فتح تحقيق فى وقائع وضع مصاحف على مقاعد الأوتوبيسات واستدعاء المسئولين عن ذلك وإحالتهم للتحقيق: «الأوتوبيسات ملكية عامة لجميع المصريين، وممنوع على السائقين تنفيذ أى أفكار أو إجراءات بها دون موافقة رسمية من الهيئة».