منذ وقوع منتخبنا الوطنى فى مواجهة غانا بالمرحلة النهائية لتصفيات القارة الأفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، وأنا متفائل بالتأهل لكأس العالم، بل تفاؤلى يزداد يوما بعد آخر رغم الظروف الصعبة التى مر ويمر بها الفريق، وأعادنى الوقوع فى سكة المنتخب الغانى للوراء 5 سنوات، تذكرت خلالها كل يوم مر علىّ فى كوماسى خلال بطولة الأمم عام 2008، قبل الانتقال إلى أكرا لمواجهة المنتخب الكاميرونى فى نهائى ذات البطولة. وللحقيقة فإن مبعث تفاؤلى فى تخطى عقبة صعبة مثل المنتخب الغانى، هو إقامة اللقاء فى مدينة كوماسى، معقل قبيلة الأشانتى، التى قدم بها المنتخب أفضل عروض فى مسيرته منذ عرف المصريون كرة القدم، وكوماسى، رغم فقرها، مدينة تبدو هادئة، وسكانها ذات طابع بسيط، ويعشقون مصر ونجومها لدرجة أننى أتذكر أن أعدادا غفيرة من تلك الجماهير كانت تحرص على الانتظار خارج ملعب التدريبات لتهتف للاعبى الفريق كل باسمه، وهو ما كان سببا لتفاؤل عدد من لاعبى المنتخب بالوقوع مع غانا واللعب فى كوماسى، خصوصا الذين وجدوا فى بطولة 2008، ومنهم مَن ما زال يلعب ضمن التشكيلة الأساسية مثل وائل جمعة وأحمد فتحى وحسنى عبدربه وأبوتريكة، وكل من سيد معوض وعمرو زكى، إن تم الدفع بهما، وما قلته على تلك المدينة الهادئة ينطبق على ملعب بابا يارا، الذى تقام عليه المباراة، رغم سوء أرضيته حاليا نتيجة عدم الاهتمام بصيانته. أعرف أن الغانيين مرعوبون من مواجهة منتخبنا ولذا نقلوا المباراة إلى كوماسى، رغم أنها ليست العاصمة، لأن الإمكانيات بها أقل من أكرا، ولأنهم يرغبون فى إرهاق منتخبنا وتصدير المشكلات، خصوصا ما يتعلق منها بطول رحلة الانتقال من العاصمة إلى كوماسى الفقيرة، إضافة إلى سوء الإقامة وإلا ما اختاروا أفضل فندق بالمدينة واشترطوا على إدارته منع الجانب المصرى من الإقامة به، لكن ذلك يثبت أن المنتخب الغانى، ورغم ما يضمه من نجوم، يعيش حالة من القلق أكثر مما نعيشه نحن، وعلينا أن نستغل ذلك، فتفوقنا على غانا مؤخرا حتى على مستوى الشباب، بدليل الفوز عليهم فى بطولة الأمم للشباب بالجزائر مرتين، يحمل لهم رعبا كبيرا. الغانيون يريدون أن يحولوا المواجهة خارج الملعب، ولذا يفكرون فى الشكوى ل«فيفا» لنقل المباراة الثانية خارج مصر بحجة أن الأجواء لدينا غير مؤهلة لاستقبال نجومهم، لكننى على ثقة من أن المباراة ستقام فى القاهرة وأن المنتخب قادر على تجاوز المواجهتين بل وتحقيق نتيجة إيجابية فى الذهاب، خصوصا أن أهالى كوماسى يعيشون فى حالة من السخط على الحكومة الغانية لتركيزها على سكان أكرا، والكره يتزايد، حسب علمى، لدى سكان كوماسى، ما يجعلنى أجزم أنهم قد يتجاهلون المباراة أو يشجعون المنتخب الوطنى.