مرة أخرى تعود عملة ال10 قروش، بعد وعد الدكتور جودة عبدالخالق، وزير التموين والتجارة الداخلية، بدراسة مقترح تقدمت به الشعبة العامة لأصحاب المخابز بالسماح للمخابز البلدية بإنتاج رغيف خبز بسعر 10 قروش باستخدام الدقيق والسولار المدعم، بجانب الرغيف المسعر بخمسة قروش -عبدالله نصر غراب رئيس الشعبة- وذلك بهدف تخفيف الضغط على الرغيف المسعر ب5 قروش وإعطاء الحرية للمواطن فى اختيار أى منهما، مقترحاً على الوزير تجربته، وإذا أثبت نجاحه يمكن تعميمه فى حال إقبال المواطنين عليه، خاصة أن الغالبية العظمى من المواطنين -كما يوضح- هجروا الرغيف العادى ويقبلون حالياً على الرغيف فئة 25 و50 قرشاً. الحصول على رغيف العيش أصبح مأساة يومية متجددة تعيشها أغلبية الأسر، وتظهر بوضوح فى الطوابير، يفسرها «عبد العزيز» صاحب مخبز بلدى: «الأزمة كلها بسبب «السير» -قاصداً سير الإنتاج- لأن الأفران كلها تشتغل وتقفل فى وقت واحد»، ويقول: الأفران البلدى كانت تعمل فى أوقات متفاوتة تضمن للمواطن وجود «العيش» 24 ساعة، لكن الحكومة جعلت الأسرة همها الوحيد الحصول على رغيف العيش فى صباح اليوم التالى. أكد «عبدالعزيز» عدم وجود زيادة فى حصة الدقيق المخصصة له يومياً: «الحصة زى ما هىّ، ومازادتش أى حاجة.. والمشكلة مش فى الدقيق، والحكومة تعمل الأزمات عشان ترفع الدعم».. يندهش «عبدالمنعم محمد» من شكوى عبدالعزيز، ويبادر: «إنتوا معندوكوش مشكلة، المصيبة فى الصعيد، العيش فى مصر موجود فى كل فرن، لكن الصعيد وتحديداً سوهاج -بلدته- مفيهاش لقمة». «المفروض الناس تاخد العيش بكرامة»، أمنية تحلم بها «أم سعاد»، لأن الازدحام أمام المخابز يهدر من قيمة الناس، ويسبب المشاكل وموت البعض، حسب قولها، يؤيدها أحد المواطنين -رفض ذكر اسمه- المنظومة نفسها «بايظة»، والحكومة تريد تعميم نظام العيش السياحى، مما يشجع على سرقة الدقيق لبيعه سياحياً، والمواطنون فى بعض الأماكن يجاهدون أمام المخابز للحصول على العيش، ويقول: «دلوقتى لازم تشوف الذل والمهانة عشان توصل لرغيف العيش».