خيّمت أجواء من الحزن على عزبة محيى الدين، التابعة لمركز كفر شكر بالقليوبية، اليوم، فور الإعلان عن وفاة خالد محيى الدين، عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو، ومؤسس حزب التجمع الوطنى الديمقراطى، فيما باشرت أسرة الفقيد الاستعدادات لدفن الجثمان فى مقابر الأسرة، غدًا «الاثنين». وقال أمين محيى الدين، نجل الفقيد، فى تصريحات صحفية، إن رئاسة الجمهورية أبلغت الأسرة بتنظيم جنازة عسكرية للفقيد فى مسجد المشير بالتجمع الخامس، كما يجرى الترتيب لإقامة سرادق عزاء رسمى فى القاهرة، بعد غد الثلاثاء، ثم سرادق آخر فى مسقط رأسه بمدينة كفر شكر، مشيراً إلى عدم تحديد موعد العزاء الثانى حتى الآن. من جهته، أمر اللواء محمود عشماوى، محافظ القليوبية، الأجهزة التنفيذية فى المحافظة بإتمام الاستعدادات لاستقبال جثمان فقيد الوطن، كما نعى الفقيد فى بيان رسمى، قال فيه: «أتقدم بخالص العزاء للأسرة، فالفقيد كان رمزاً من رموز العمل الوطنى، وكانت له إسهامات كثيرة على مدار تاريخه الذى سيظل محفوراً فى وجدان الوطن». وقال محمد صلاح، رئيس مركز ومدينة كفر شكر: «بدأت بالفعل أعمال تجهيز المقبرة الخاصة بالفقيد فى مدافن الأسرة فى عزبة محيى الدين، حيث سيوارى الثرى بجوار ابن عمه زكريا محيى الدين، نائب رئيس الجمهورية الأسبق وعضو مجلس قيادة الثورة». وأشار إلى أن «الأسرة لم تستقر حتى الآن على إقامة عزاء للفقيد فى كفر شكر، وتنتظر عودة ابن عم الفقيد الدكتور محمود محيى الدين، نائب رئيس البنك الدولى، من الولاياتالمتحدة خلال ساعات، لحضور مراسم الجنازة والعزاء». خالد يوسف: رحل والدى الذى تربيت على يديه وقال كامل السيد، أمين حزب التجمع فى القليوبية، إن آخر لقاء جمعه بالراحل خالد محيى الدين كان فى مقر الحزب بالقاهرة منذ 10 سنوات، خلال أحد الاجتماعات الحزبية، قبل أن تنقطع الاتصالات معه بسبب تدهور حالته الصحية، موضحاً: «كنت أطمئن على صحته تليفونياً مرة أسبوعياً على مدار السنوات الثلاث الماضية». وأضاف السيد: «رحل عنا فارس الديمقراطية، الذى عاش وناضل من أجل الديمقراطية، وكان ثائراً مثالياً، عفّ اللسان، كأنما يغسل كلامه قبل أن ينطقه، حسبما كنا نقول عنه، كما كان الجميع يكنّون له الاحترام، الخصوم قبل الأصدقاء، خاصة أنه انحاز دائماً لمحدودى الدخل». محمود السعيد، أحد أهالى عزبة محيى الدين، قال: «كانت للفقيد أفضال كثيرة على معظم بيوت كفر شكر، فقد حوّل فيلا إلى مقر لحزب التجمع، وظلت الفيلا الخاصة به فى عزبة محيى الدين مفتوحة أمام الجميع». ونعى المخرج خالد يوسف الفقيد فى تصريحات ل«الوطن»، قال فيها: «رحل والدى، رحل خالد محيى الدين، الرجل الذى سمّيت على اسمه، وتربيت على يديه، وأعطانى من فيض علمه وخبرته وحنانه ما لم يعطِنى شخص آخر، فعندما كنت فى العاشرة من العمر تسلمنى من والدى، الذى قال له: تسلّم وديعتك، فأمسك يدى، وتشبثت بها، ولم أتركها إلا وهو يسلم الروح إلى بارئها».