بدأت الحلقة التاسعة من "عمر" برغبة كبار قريش في تأليب ملك الحبشة على المسلمين المهاجرين إلى هناك، ورأوا في عمرو بن العاص خير من يقوم بهذه المهمة، لذكائه وعلاقته الطيبة بالنجاشي ملك الحبشة. لكن عمرو يفشل بعدما عقد النجاشي بينه وبين جعفر بن أبي طالب مناظرة، عرض فيها جعفر ما فعله محمد فيهم، وتحويل قبلتهم للسلوك القويم بعد أن كانوا يرتكبون جميع الموبقات. ورغب بن العاص في تأليب النجاشي، فقال له إن محمد وأصحابه يقولون في عيسى أمرًا عظيما، فتوجه النجاشي إلى جعفر بالسؤال رد على ما قال عمرو، فقال جعفر:"نقول فيه ما قاله نبينا بما جاء في كتاب ربنا .. عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول". فأمسك النجاشي بعود رفيع، وقال:"والله ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود". اذهبوا فأنتم آمنون في أرضي من سبكم غرم". ورد على عمرو بن العاص هديته. ورجع عمرو إلى قومه، غضبان أسفًا، ليجد تهكم القوم في انتظاره. رأى الكفار أن محمد بقي ست سنوات، ولم يقدروا أن يفعلوا شيئا معه، فرأوا أن يقاطعوا بني هاشم "قوم محمد"، لا يبتاعون ولا يبيعونهم، ولا يتزوجون ولا يزوجونهم، وعلقوا بذلك وثيقة وعلقوها على أستار الكعبة، فانعزل بنو هاشم في شعب أبي طالب، لمدة ثلاث سنوات يعانون الجوع، والألم. وكان الأغنياء من المؤمنين يحاولون إيصال الماء والطعام لهم. وبعد ثلاث سنوات، رأى أصحاب الرأي من قريش أن ما فعلوه ببني هاشم كان خطأ حيث إن ذلك جعل العرب تقول ماذا تفعل قريش ببني جلدتهم. وصبر آل وأصحاب محمد على ذلك، وهو ما جعلهم يؤمنون بمحمد. وذهب كبراء قريش إلى الكعبة، كي يقطعوا الوثيقة فيجدوها قد أكلتها القرضة إلا قول "باسمك اللهم"، لينتهي حصار بني هاشم، ويعودوا إلى منازلهم. ويفقد النبي في العام العاشر، عمه أبو طالب، وزوجته السيدة خديجة، ليكون هذا العام هو عام الحزن. وبدأت بشائر الهجرة، بقدوم وفد من يثرب"المدينة" لمقابلة النبي في السنة الثانية عشرة للبعثة، فيما عرف ببيعة العقبة الأولى، وعاهدوه على الإيمان وطلبوا منه أن يبعث معهم من يعلمهم دينهم، وأن يتضاعف عددهم في موسم الحج من العام القادم.