بدأت دعوة النبي "ص" بالصلاة ، فكانت اول ما نزل من الاحكام على المسلمين في بداية الدعوة وصادق النبي "ص" وبايعة ابو بكر الصديق في طريقه في الدعوة فقال النبي "ص" : " ما دعوت احدا الى الاسلام الا كانت فيه عنده كبوة ونظر وترددالا ما كان من ابي بكر بن ابي قحافة ما أعكم عنه اي ما اعترض عليه حين ذكرته له وما تردد فيه " واعتقد المسلمون بان محمدا بعث للناس كافة ،فقال "ص" انا رسول من ادركت حيا ،ومن يولد بعدي" ،فبدا النبي "ص" في دعوته ،متخذا الغني قبل الفقير والكبير قبل الصغير والعبد قبل الحر ولم يترك احدا الا ودعاه للدين وكانت "خديجة" رضي الله عنها وارضاها اول من امن به وبرسالته ومن بعدها بن عمه علي بن ابي طالب . دعى النبي الى الاسلام في بادئ الامر سرا حذرا من ايذاء بني قريش له ولمن امن بالله من المؤمنين الصالحين وظل على ذلك الحال لمدة 3 سنوات ،وتخفوا ايضا في الصلاة وكان اول ما صلى الرسول واصحابه كان ركعتين بالصباح و2 بالعشاء فذهبوا الى الشعاب متخفين حتى يقيمون الصلاة . اختار النبي"ص" دار الارقم بن ابي الارقم عقب وصول عدد الذين امنوا به الى 30 رجلا وامراة ليلتقي بهم من اجل الارشاد والتعليم فنزل الوحي على النبي بعد ذلك امره بان يعلن اسلامه واعلان الدعوة جهرا اي علنا . عقب اشتداد إيذاء الكفار للمسلمين هاجروا إلي الحبشة، فذهبوا الى اصحمة النجاشي ملك الحبشه فقال النبي لمن امن به "ان بارض الحبشة ملكا لا يظلم احد عنده فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما انتم فيه" فخرج من مكة 11 رجلا و4 نساء وكان من ضمنهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت محمد متسللين ليلا حتى لا يراهم احد الكفار ويتبعهم بالاذى وتعد تلك الهجرة اول هجرة في الاسلام . علمت قريش بما فعله "النجاشي" ملك الحبشة بالمسلمين وراوا انتشار الاسلام بين قبائل قريش فاشتد غيظهم وعليه اشتد ايذائهم للمسلمين ،واتفق اسياد قريش وكبارها على حصار بنو هاشم ،بالاضافة الى مطالبتهم لبنو هاشم ان يسلمو محمد اليهم حتى يقتلوه ورفض بنو هاشم تسليمه فاتحدت مع بنو هاشم قبيلة بنو عبد المطلب مسلميها وغير مسلميها عدا ابو لهب فانشق عنهم ،فعلمت قريش بهذا ،فاعلنت حصار بنو هاشم اي قاطعتهم في التجارة والزواج والبيع والمخالطة عازمين الا يفكوا هذا الحصار الا بتسليم نبي الله محمد "ص" واشتد عليهم الحصار حتى اصبحوا لا يخرجوا من منازلهم سوى في المواسم واصبحوا ياكلون اوراق الشجر من الفقر وعدم وجود الرزق لديهم نظرا لما سببه هذا الحصار . نقض 5 رؤساء من بنو قريش تلك الصحيفة التي تنص على مقاطعة بنو هاشم وبنو عبد المطلب وانهي الحصار عنهم عقب مرور 3 سنوات عليه فاكلت القرضة حشرة تتغذى على الورق لتلك الصحيفة سوى كلمة باسمك اللهم ، وعلم النبي بذلك فارسل الى عمه محدثه في تلك الامر فذهب عم النبي"ص" الى قريش قائلا لهم هذا الامر متعهدا على ان بن اخيه قد صدق فلما الحصار وهو على بينة ،وان كذب فاني مسلمه لكم ،ففتح قريش الصحيفة وتبين الصدق في كلام محمد "ص" . فدخل المؤمنين عقب ذلك الى الكعبة و داعين ربهم ومعهم عبد المطلب رضي الله عنه وارضاه قائلا : اللهم انصرنا ممن ظلمنا وقطع ارحامنا واستحل ما يحرم عليه منا . فذهب اليهم المطعم بن عدي احد كفار قريش الى الصحيفة ومزقها ثم ذهب مع من اتفقوا على نقض الصحيفة ،فارتدوا جميعا السلاح ذاهبين الى بنو هاشم وبني المطلب امريهم بالخروج من الكعبة الى منازلهم ونفذا القبيلتين هذا الامر . توفي ابو طالب عم النبي "ص" في السنة العاشرة من البعثة عن عمر يناهز بضعة وثمانين عام وعجزت قريش عن المساس النبي "ص" حتى بعد وفاة عمه فروي عن الرسول "ص" : " ما نالت مني قريش شيئا اكرهه حتى مات ابو طالب " . خرج الرسول "ص"من الطائف عقب تلقية الايذاء الشديد من قريش قائلا : "اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين وانت ربي الى من تكلني ،الى بعيج يتهجمني اي يلقاني بالغلظة ام الى عدو ملكته امري ان لم يكن بك غضب فلا ابالي ،ولكن عافيتك هي اوسع لي ،اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ومن ان تنزل بي غضبك او يحل علي سخطك لك العتبي حتى ترضى ،ولا حول ولا قوة الابك" . اسرى الله بمحمد "ص" ليلا في 27 رجب وكانت تلك الرحلة الاسراء بالروح والجسد وهو يقظا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى فركب البراق بصحبة جبريل عليه السلام ،فنزل في المسجد الاقصى وربط البراق الذي استقله من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وربط البراق بباب المسجد وصلى بجميع الانبياء اماما ،ثم طلع به الى السموات العلا مارا بجميع الانبياء " أدم ويحيى بن زكريا وعيسى بن مريم ويوسف وادريس وهارون وموسى وابراهيم وانتهى الى سدرة المنتهى فراى الجنة والنار وفرض الله عليه الصلوات الخمس بعد ان كانت 50 صلاة ولارجع النبي على البراق ليلا بصحبة جبريل عليه السلام حتى وصل مكة في الصباح. واخبر قومه برحلته فكذبوه واذوه وسالوه ان يصف لهم بيت المقدس فظهر البيت امام عينيه ووصفه لهم واخبرهم عن اياته وهم صامتين لا يردون عليه فصدقة في كل ما قاله وتاتي من بعده بيعة العقبة الاولى ثم الثانية وكانت تتمثل في التقاء النبي"ص" ب6 اشخاص من الخزرج فدعاهم الى الاسلام وتوالت عليه الهجرة الى المدينةالمنورة ،فاخذ في دعوتة داعيا قبائل العرب بالدخول في الاسلام ومبايعته لنصرة الدين الاسلام ،بينما كان اليهود يتوعدون الخزرج بقتل نبي اخر الزمان ،فاسلموا ثم عادوا الى بلادهم فعندما وصلوا بلدتهم حدثوا قومهم بامر النبي ودعوا قومهم الى الاسلام فلم يتبقى دار من ديار الانصار الا ذكر اسم النبي محمد "ص" وافى الموسم من الانصار عدد 12 رجلا فقابلوه بالعقبة في منى فبايعوه وكانت تلك البيعة تسمى بيعة العقبة الاولى . انصرف الرجال فارسل معهم مصعب بن عمير احد الصحابة ليقرأهم القران ويدعوهم الى الاسلام وينشره لديهم وعاد "بن عمير" قبيل حلول موسم الحج التالي الى مكة . اما عن بيعة العقبة الثانية فترجع الى شهر ذي الحجة قبل الهجرة بثلاث شهور واقترح "ص" ان يختاروا 12 رجلا حتى يكونوا موكلين عن اقوامهم حتى تنفذ بنود تلك البيعة على اكمل وجه وما ان علمت قريش بتلك البيعة الا وحل الاذى بهم عقب الحاق بني قريش بهم وادركوا سعد بن عبادة احد المؤمنين وطرحوه ضربا مبرحا حتى انقذه المطعم بن عدي والحارث بن حرب .