لم يغب قادة الإخوان المسلمين والموالون لهم بمجرد القبض عليهم وإيداعهم فى السجون، فثمة نافذة أخرى ما زالوا يطلون منها، وهى مواقع التواصل الاجتماعى، فصفحاتهم فى هذه المواقع تبث أخبار وتعليقات صاحبها حتى الآن، وهى إما أن يديرها «أدمن»، مثل صفحة «حازم أبوإسماعيل»، أو يديرها صاحب الصفحة بنفسه من داخل محبسه، مثل «البلتاجى» أو يديرها أحد أفراد أسرته مثل «الكتاتنى»، حيث يدير ابنه صفحته على «الفيس بوك». ركزت صفحة الشيخ حازم أبوإسماعيل، على نشر بعض مقولاته على قناة «أمجاد»، وفى بعض المؤتمرات التى يحضرها، وذلك حتى فترة القبض عليه، وهو ما اختلف بعد ذلك، حيث قل نشاط الصفحة، واقتصر على الرد على الشائعات التى تلاحق «الشيخ». صفحة «محمد البلتاجى»، اختلفت عن معظم صفحات قيادات الإخوان، حيث حرص على التعليق عليها من داخل محبسه، ، وكانت آخر تعليقاته التى نشرها فى أول سبتمبر الجارى، تحت عنوان «ثوار أحرار هنكمل المشوار»، وهو ما تشابه مع نهج عصام سلطان على صفحته الشخصية، التى نشرت فى اليوم التالى للقبض عليه، مقال كان قد نشر له منذ شهر تقريباً، بعنوان «كلمتى.. أعيد نشرها، ليس لظروف أسرى بسجن طرة، ولكن لأن المعانى واحدة، والقيم لا تتجزأ». «معاذ الكتاتنى» حرص على متابعة صفحة والده، وكانت آخر تعليقاته فى تاريخ 8 سبتمبر الجارى، بعنوان «دولة الانقلاب.. دولة اللا قانون». على العكس من ذلك، انقطعت صلة بعض القادة الإخوان بصفحاتهم الشخصية منذ القبض عليهم، على رأسهم «أسامة ياسين»، الخطاب العاطفى، الذى تجيد «الجماعة» استخدامه، فى مخاطبة الجمهور، هو سبب نجاح بعض الصفحات الإخوانية فى حشد المؤيدين لها على الإنترنت، وفقاً لكلام الدكتور نائل سودة، أستاذ علم الاجتماع، مؤكداً أن بعض القادة الإخوان يتمتعون بذكاء ملحوظ فى إقناع الشباب غير المسيس بتوجهاتهم، من خلال التخلى عن لغة النخبة غير الجذابة، والاستعانة ببعض الاستمالات الإقناعية مثل الصور والأنباء، التى يصعب على المواطن العادى التحقق منها.