شاركت أعداد محدودة، في مسيرات الإخوان المسلمين وأنصار المعزول محمد مرسي بالإسكندرية اليوم الجمعة، والتي قالوا أنها لإحياء الذكرى الشهرية لفض اعتصامي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، بينما تصدت اللجان الشعبية، التي كونها المواطنين، لمحاولة أنصار الجماعة، احتلال ميدان القائد إبراهيم، والسيطرة على محيط المسجد. ونشبت اشتباكات طفيفة بين أعضاء الإخوان واللجان الشعبية، بسبب محاولتهم حصار مسجد القائد إبراهيم وإدخال أعضائهم لمحيطه والاعتصام فيه، الأمر الذي تصدى له أهالي المنطقة واللجان الشعبية، التي طاردتهم في الشوارع الجانبية. وشهدت الإسكندرية، تشديدات أمنية مكثفة أمام المقار الشرطية والمؤسسات الحيوية، قبل ساعات من التظاهرات التي أعلنت جماعة الإخوان المسلمين تنظيمها عقب صلاة الجمعة، أمام مسجد التوحيد بمنطقة الرمل، ومسجد القائد إبراهيم وسط الإسكندرية، بالإضافة إلى مسيرات من مسجد سيدى بشر. وغير الإخوان خط سير مسيراتهم، واضطروا إلى البدء من مسجد الصحابة بجوار كوبري الجامعة، ومسجد سيدي بشر، وإلغاء تظاهرات منطقة الرمل، بسبب الدوريات الأمنية المكثفة التي أعدتها قوات الأمن لتمشيط محيط المساجد، قبل بدء الفعاليات، بالإضافة إلى اللجان الشعبية التي كونها الأهالي هناك. وفي محاولة جديدة لترويج أكاذيب وشائعات، عن حقيقة الأوضاع في مصر بعد ثورة 30 يونيو، رفع أنصار المعزول في مسيراتهم، صور للمذابح التي أجراها بشار الأسد ضد الشعب السوري، في محاولة لتشويه الجيش المصري، والزعم بأنه تم التقاط هذه الصور أثناء فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. ورصدت "الوطن" وجود عدد كبير من تلك الصور تم التقاطها في أحياء سورية شهيرة، أو يرتدي المقاتلين فيها ملابس الجيش السوري، المختلف عن مثيله في مصر. ومن جانبها، شددت مديرية أوقاف الإسكندرية من إجراءاتها، لمنع الأئمة من الحديث عن السياسية في خطب الجمعة، والحفاظ علي المساجد، وعدم إقحامها في المظاهرات أو المواقف السياسية، والتفرغ لنشر الفكر الوسطي بين المواطنين، والدعوة إلي وحدة الصف ونبذ العنف بين أفراد الشعب الواحد. وقال الشيخ محمد أبو الخير، مدير إدارة المنتزه بأوقاف الإسكندرية، إنه أجرى اجتماعات مغلقة مع كافة الأئمة من أجل تفعيل دور الأزهر في نشر الوسطية والفكر الوسطي، الذي يدعو الى نبذ العنف والتصدي للإرهاب، لافتًا إلي أنه تم التنبيه علي الأئمة بالحفاظ علي المساجد، وعدم إقحامها في التظاهرات التي يطلقها أعضاء جماعة الاخوان المسلمين. وأضاف أبو الخير، أن أئمة الأوقاف وشيوخ الأزهر، ركزوا خلال الخطب، على توعية المواطنين، وبث روح الطمأنينة في نفوس البسطاء، والدعوة لتوحيد الصفوف وتقبل الآخر، والتعايش مع بعضهم البعض، موضحًا أنه تم إعداد قوافل دعوية في جميع المساجد، من أجل القاء دروس دينية على المواطنين. وأكد الدكتور عبد النصار نسيم، وكيل وزارة أوقاف الإسكندرية، أنه تم اغلاق كل المساجد، وعلي رأسها مسجدي القائد إبراهيم وسيدي بشر، بعد انتهاء صلاة الجمعة، مع عدم السماح لأحد غير إمام المسجد أن يخطب ويؤم الصلاة.