بين حين وآخر، يطل «الابن الوفى لجماعة الإخوان المسلمين» بتصريحات حول التغييرات الصحفية المرتقبة داخل المؤسسات القومية، وتخرج تصريحاته كأنها «رصاصات» تزيد الأجواء سخونة، حول العلاقة بين مجلس الشورى والمجلس الأعلى للصحافة والصحفيين بمختلف انتماءاتهم الفكرية.. إنه المهندس فتحى شهاب الدين، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى، ورئيس اللجنة المكلفة باختيار رؤساء تحرير الصحف القومية. لا تتعدى نسبة القبول التى يحظى بها شهاب الدين، داخل الوسط الصحفى حجم الأسماء التى سيختارها لشغل مناصب رؤساء تحرير الصحف القومية، خلال الأيام المقبلة، لأن جموع الصحفيين يرون أنه مهندس «أخونة الصحف القومية»، بسبب تعامله مع ملف رؤساء التحرير بطريقة تبتعد عن معايير اختيار الكفاءات، ما اضطر عضوين باللجنة إلى الاستقالة منها، وهى الاستقالات التى أزعجت «شهاب الدين»، لدرجة أنه خرج عن هدوئه ووصف المستقيلين بأنهم «أصحاب البطولات الزائفة و«الشو» الإعلامى»، ناسياً أن أولى مهام عمله هى فض أى اشتباك، خلال عقد اللجنة، وتقريب وجهات نظر أعضائها، ولا تزيد علاقة شهاب الدين بالصحافة عن مقال كان ينشر له فى إحدى المجلات الشهرية التابعة لنقابة المهندسين، وهو ما زاد الأمور تعقيداً أمام الصحفيين الرافضين لعمل اللجنة، حيث يتجاهل شهاب الدين دعواتهم، ويرد قائلا «أنا كنت رئيس تحرير مجلة بتصدر عن إحدى النقابات المهنية.. ولدى مؤلفاتى السياسية والدينية». وتعارضت مواقف شهاب الدين مع المتغيرات على الساحة، حيث قال خلال جلسات الاستماع الأولى لرؤساء تحرير الصحف القومية، التى عقدتها لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى، إن هذا الملف يحتاج إلى تمهل ودقة لتطوير تلك المؤسسات، لكن موقفه تغير بعد انتخاب الرئيس محمد مرسى ليأخذ الرجل على مسئوليته سرعة التخلص من رؤساء التحرير الحاليين، الذين كان أغلبهم على صلة وثيقة بالمجلس العسكرى، باعتباره المسئول عن إدارة البلاد بعد الثورة، حيث اعتبر أن التخلص منهم، رغم كفاءة بعضهم، سيكون نقلة حقيقية فى علاقة رئيس الجمهورية بالرأى العام، بعد الدفع ببعض الكوادر الصحفية الإخوانية أو الموالية لجماعة الإخوان المسلمين لرئاسة تحرير هذه الصحف المملوكة للدولة. قد يكون الأربعاء المقبل هو نهاية هذا المشهد، بعد أن يعلن مجلس الشورى الأسماء النهائية لقائمة رؤساء تحرير الصحف القومية الجدد، لكن ستظل هذه الاختيارات خاضعة لرؤية رجل لم يعمل يوما واحداً فى المجال الصحفى وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة أمام المشهد بأكمله.