دشنت حركة «هنلاقيهم»، المعنية بالبحث عن مفقودى الثورة، حملة قومية للبحث عن «المختفين قسرياً»، الذين ما زال مصيرهم مجهولا، ولا يعرف عنهم أى شىء منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن، وستبدأ ب 1200 أسرة تبحث عن أحد أبنائها المفقودين، وسط مشاركة متوقعة لعدد من الشخصيات العامة وعلى رأسهم الأديب علاء الأسوانى وباسم كامل، القيادى بالحزب المصرى الديمقراطى. وقالت الحركة: إنها ستنظم مؤتمراً صحفياً، غداً السبت، لإعلان بعض التفاصيل عن المفقودين، وأضافت أن هذا الأمر لم يقتصر على أحداث ال 18 يوما للثورة فقط، بل هى ظاهرة تكررت فى كل التظاهرات المليونية وسط تعتيم إعلامى كامل، فضلاً عن أن بعض الأسر التى تمكنت من استرداد أبنائها أُرغمت على عدم الحديث عن ملابسات العودة والاختفاء تحت لافتة «الضغوط الأمنية»، حسب كلام الحركة. وتواصلت الحركة مع «لجنة معتقلى الثورة» المعنية بالمعتقلين تحت وطأة الأحكام العسكرية، وقررت الاستجابة لنداءات أهالى «المختفين»، وضم الملف لأعمال اللجنة. وقال المستشار محمود فوزى، مقرر أعمال اللجنة، ل«الوطن»: إنه رغم أن مرسوم تشكيل اللجنة يتحدث عن المعتقلين ولكننا لا نستطيع أن نقف «مكتوفى الأيدى» أمام مأساة مئات الأسر الذين فقدوا أبناءهم منذ أكثر من عام ونصف العام، وأوضح أن الأمانة العامة للجنة حصلت على بيانات أولية من حركة «هنلاقيهم» حول اختفاء 28 شخصاً خلال أحداث الثورة وجارٍ التواصل مع ذويهم لإعداد سجلات نهائية بشأن الحالات، فضلاً عن اعتبار تلك الشكاوى بمثابة بلاغ للنائب العام، وأضاف: «ننتظر الحصول على موافقة رسمية من رئيس الجمهورية للبدء فوراً فى الكشف عن ملابسات الاختفاء». وترصد «الوطن» مأساة «أسامة سليمان»، ذلك الأب الذى يبحث عن ابنه «محمد»، المفقود منذ ظهيرة جمعة الغضب 28 يناير 2011، بعدما خرج بصحبته من منزلهما فى الهرم نحو مسجد الاستقامة فى الجيزة لأداء صلاة الجمعة استعداداً للتظاهرة نحو ميدان التحرير، ويحكى الأب بأن انطلاق المسيرة الحاشدة دفع ابنه للتشجع رويداً رويداً بحلم «التغيير»، ولكنه اصطدم ب «كردونات الأمن المركزى» على كوبرى الجلاء. ويضيف بحسرة: «هو إحنا عشان غلابة.. يبقى أقعد سنة ونص مش عارف مصير ابنى إيه»، واتهم كل أجهزة الدولة، خصوصاً وزارة الداخلية، بغلق كل الأبواب فى وجهه، ولا ترد عليه إلا بجملة واحدة: «منعرفش حاجة عنه»، ووجه رسالة للرئيس محمد مرسى: «اهتم بعيالنا يا ريس.. إحنا أغلب من الغلب». رواية «أسامة سليمان» لم تكن الوحيدة، بل هى ضمن حكايات 1200 أسرة تعانى من فقد أحد أبنائها، وفقاً لإحصائيات المنظمات الحقوقية حول المفقودين ضمن أحداث الثورة من 28 يناير 2011 وحتى منتصف يونيو 2011.