فى بذلة سوداء وقميص أبيض تزينه «كرافته حمراء»، جلس المرشح الرئاسى «حمدين صباحى» فى مقر حملته الانتخابية بميدان لبنان، نظر للكاميرا، وانتظر لدقائق ريثما تبدأ أولى التجارب التى تقيمها بوابة «الوطن» بشراكة هى الأولى من نوعها فى الصحافة العربية مع شركة «جوجل». "هانج أوت" هو اسم الخدمة التي أطلقتها جوجل وتسمح للناس بالحوار عبر كاميرات الفيديو من كل مكان بالعالم. "الوطن" و"جوجل" يستخدمان الخدمة لربط مرشحي الرئاسة بناخبيهم في حوارات مباشرة وحية، وقريبا تستضيف بوابة الوطن نجوم الفن والرياضة. قبل دقائق من بدء الحوار، تناقش «صباحى» مع فريق "الوطن" حول تجربة مماثلة لباراك أوباما، ففي يناير الماضي تلقي الرئيس الأمريكي أكثر من 200 ألف سؤال تناقش في أهمها مع الجمهور علي الهواء مباشرة. استهل صباحى حديثه المباشر والتفاعلى بالتعبير عن سعادته بأن يشارك فى التجربة الأولى من نوعها في مصر، ثم عرج منها للحديث عن رفض مرشحو الرئاسة إجراء المناظرات «وسائل الإعلام تعهدت بأنها ستدير المناظرات لمرشحى الرئاسة، ثم علمنا أن محمد مرسى وأحمد شفيق لم يوافقا، بعدها بلغونا أن عمرو وموسى وعبد المنعم أبو الفتوح لن يدخلا فى مناظرة طالما أنا طرفا فيها، ومن باب الاحترافية أعلنت هذا الكلام على الجمهور، طلبنا أكثر من مرة بمناظرة علنية للمرشحين ولم تتم استجابة ولم يتم توضيح من وسائل الإعلام». البداية لم تكن بردا ولاسلاما على صباحى، حيث كانت أولى التساؤلات حول اتهامات بأن صباحى كان يؤيد سياسات الرئيس العراقى السابق صدام حسين، والرئيس الليبى السابق معمر القذافى، وأن جريدة الكرامة التى رأس تحريرها فى 2006 نشرت فى عيد الثورة الليبية ملحقا يشيد بإنجازات القذافى، لكن صباحى أجاب مدافعا «هذه التصريحات كاذبة وبها اجتزاء للحقائق أو سوء نية متعمدة، فى الحقيقة أنا لم أؤيد أى حاكم عربى، ولم أمنح أيهما كلمة ثناء ولاتأييد، وإنما أعلنت دعمى الكامل لحقهم فى الدفاع عن بلدهم ضد العدوان» وتابع «جريدة الكرامة نشرت ملحق إعلانى فى مناسبة عيد الثورة فى ليبيا، وهو مدفوع الأجر، ولم ينشر لى مقالا عليه توقيع باسمى». صباحى ذو الميول الناصرية القومية استقبل اتهاما من نوع آخر «أنت ناصرى متعصب، والناصريون تفكيرهم يميل باتجاه الحرب، وأن ماأخذ بالقوة لايسترد بغيرها، فماذا عن الحرب لو أصبحت رئيسا»، ليجيب صباحى بكلمات مختصرة واضحة «برنامجى واضح، لن أسعى إلى أى حرب خارج الحدود، لأن حربى المقدسة ستكون ضد الفقر والبطالة والعنوسة والتخلف والاستبداد، مهمتى أن ننتصر فى الحرب»، وأضاف «أى شاب عنده طموح وعايز يعيش بكرامة وحقوق سياسية ومدنية ويعيش عنده حد الستر واليسر من عائد عمل شريف ونصيب فى الثروة». تزداد أعداد الراغبين في المشاركة بالحوار مع سخونة الأسئلة، وتزداد أعداد المشاهدين للبث الحي عبر موقع "يوتيوب"، والجميع يشعر بالسعادة والحماسة من التجربة الجديدة، أن يكون المرشح الرئاسي الجالي في مقره الانتخابي علي بعد ضغطة زر واحدة. "نسبة الإسلاميون فى الحكومة التى ستشكلها فى حال أصبحت رئيسا؟» .. سؤال أكد فيه صباحى «لن ألتزم بأن تكون نسب تمثيل الإسلاميين فى الحكومة مساوية لنسبتهم فى البرلمان»، ويستزيد بأنه يطمح فى تشكيل حكومة ائتلافية تمثل كل القوى السياسية الموجودة بالبرلمان وخارجه «توجد قوة لم تستطع أن تمثل فى البرلمان، أنا حريص على على التنوع بين إسلامى وليبرالى ويسارى وقومى، مسلمين وأقباط، رجال ونساء»، وأشار أن مصر لايصلح أن يكون رئيسها من المنتمين للإسلام السياسى «لايجوز أن يسيطروا على البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية، لابد دخول تيار آخر شارك وساهم مع الإسلاميين فى الثورة، لابد من رئيس جمهورية يعبر عن هذا التنوع». ومن فرنسا تكلم أحد المشاركين عن ضرورة التوحد مع المرشح الإسلامى عبد المنعم أبو الفتوح منعا لتفتيت الأصوات والقضاء على الفلول، ليجيب صباحى «أبو الفتوح محل تقدير ومحبة واحترام، دار بيننا حوار عن طريق لجنة المائة من المثقفين، ووضعنا المعايير، ومن ضمن المعايير أن الأفضل لمصر ألا يكون رئيسها من الإسلام السياسى، لكن أبو الفتوح لم يوافق ووصل الحوار لطريق مسدود». ومن المملكة العربية السعودية، تساءل شاب مصرى يعمل بالسعودية، عن هل ينظر لكرامة المصريين فى الخارج وتحديدا فى السعودية التى وصفها بأنها «زى الزفت» وعن فرص الشباب للعمل فى مصر بدلا من الهرب للخارج بحثا عن الرزق وتأمين مستقبل الأسرة والأولاد، ليؤكد صباحى أن الخارجية المصرية ستعود لدورها «نحتاج حماية كرامة المصريين داخل مصر، عندما يرى العالم أن المصرى له كرامة داخل وطنه سيتعاملوا معه باحترام، أعدك بكرامة للمصريين، حقوق المصريين ومنها حق العمل، وأن يصبح الشاب المصرى مؤهل ومدرب عشان يكون فى طلب عليه من أسواق العمالة، مهتم بفرصة عمل كريمة تضمن حياة كريمة، ولو فكر فى السفر يأخد أجر كويس وتكون كرماته محمية». وعن مشاركة المصريين فى الخارج للانتخابات الرئاسية الأولى فيما بعد ثورة ينايرالتى أسقطت نظام الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، قال صباحى أنه يتابعها باهتمام شديد، متمنيا المشاركة بكثافة فى التصويت، وفى نهاية الحوار التفاعلى استقبل صباحى طلب فريق «الوطن» بأن يكون ضيفا فى «جوجل» لعمل حوار مماثل فى القريب، قال صباحى «الحوار القادم لن يكون من جوجل، ولكن من القصر الجمهورى».