بعد وقوع مذبحة كولورادو، عاد الحديث مرة أخرى حول قانون حمل السلاح الأمريكي، وحق الأمريكيين في حمل السلاح والدفاع عن أنفسهم تجاه المخاطر المختلفة، وما إذا كانوا يستعملون هذا الحق بشكل سليم، أم يستخدمونه في القتل والترويع، كما ارتفعت الأصوات مطالبة بتغيير قوانين حمل السلاح الأمريكية، التي تعطي الحق للأمريكين في حمل السلاح والحصول عليه بكل سهولة، بل وتصاعدت أصوات أخرى بتشديد تلك القوانين. مخرج الأفلام الوثائقية الشهير، "مايكل مور"، والمعروف بمعارضته الشديدة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق "جورج دابليو بوش" قال عبر حسابه الشخصي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" الكثير حول هذه الواقعة قائلا "قانون السلاح قد يكون الحل، ولكن لا يزال الآلاف منا يريدون قتل بعضنا، لماذا هنا وليس في أي مكان آخر؟"، "ما هو العدد الكلي لجرائم القتل بالسلاح الناري في اليابان كل عام؟ في منطقة ما بين الصفر والسبع حالات فقط، الأسلحة لا تقتل الناس بل نحن من نفعل". من ناحية أخرى فقد تكلمت صحيفة "هيرالد صن" الأسترالية عن قانون السلاح الأمريكي قائلة "على الأمريكيين أن يحذو حذونا، ويعملوا على تغيير ثقافتهم عن السلاح" معلقة على قانون السلاح الأمريكي، بأنه يجعل من السهل على الناس أن يحصلوا على السلاح من أي مكان، وبرغم إراقة الدماء والرعب والحزن الذي يشعر به الأمريكيون، إلا أن رجال السياسة لن يقدموا على تصرفات مجدية، للتصدي لثقافة حمل السلاح في أمريكا. وفي مقابلة تليفزيونية على شبكة الأخبار الأمريكية CNN قال حاكم كولورادو، معلقًا على مذبحة كولورادو، أن قوانين السلاح الصارمة ما كانت لتمنع المذبحة من الوقوع، كما أشار إلى أنه قد تم النظر في عمليات إطلاق النار التي وقعت في جميع أنحاء البلاد، وتساءل، كيف يمكن أن يحافظوا على الحريات والحقوق؟ حيث أن الحقوق والحريات هي التي تحدد تعريف الولاياتالمتحدة، فكيف يمكن منع تلك الحوادث من الوقوع؟ أحد ضحايا إطلاق النار العشوائي من يهود أمريكا، في حادثة فيرجينيا عام 1999 قال أن مذبحة كولورادو لم تكن لتقع لو أن هناك كفاح حقيقي ومناسب ضد قوانين السلاح في أمريكا، وأنه من المؤسف والصادم أن يمر أشخاص ىخرين بنفس ما مروا به في فيرجينيا بعد كل تلك السنوات. أما نائب البرلمان الأمريكي "رون جونسون" عن الحزب الجمهوري، فقد دافع عن قانون السلاح الأمريكي في مقابلة على شبكة "فوكس نيوز"، ودافع كذلك عن حق الأمريكيين في حمل السلاح، حيث علق على مرتكب المذبحة قائلا أنه مختل عقليًا ومريض وشرير، وأن الحادث هو حادث فردي، ولا يشكل توجهًا عامًا لدى المواطنين، وقال أن المشكلة ليست في السلاح، بل حول الأفراد المختلين عقليًا، وأكمل تعليقه قائلا "إنها مأساة، ولا أعتقد أن واشنطن لديها حل لتلك المشكلة، ولننظر إلى عائلاتنا ومجتمعاتنا، يجب علينا النظر لنظام التعليم لدينا، وما نعلمه لأطفالنا، نحن بحاجة إلى النظر في نظام التعليم نفسه". كانت تلك التعليقات في مواجهة تعليقات من نائبة الكونجرس عن الحزب الديمقراطي "دايان فينشتاين" التي كانت ضد قانون السلاح الأمريكي، وطالبت الحكومة بوضع حظرًا على امتلاك الأسلحة الآلية سريعة الطلقات والتي تصل خزانتها إلى 100 طلقة في بعض الأحيان، قائلة أن أسلحة الحرب لا علاقة لها بالشارع المدني، وأنه يجب أن تكون هناك سيطرة على ما يتم بيعه من أسلحة للمواطنين العاديين. جاء كل هذا الجدل بعد أن أردى مختل أمريكي يدعى "جيمس هولمز" ما يقرب من 71 شخصًا بين قتيل وجريح في حفل افتتاح فيلم "باتمان" الجديد، مستخدمًا ثلاثة أنواع من الأسلحة، أحدها بندقية آلية تعد النسخة المدنية من بندقية M16 ومسدس من نوع Glock 40 وبندقية خرطوش من نوع Remington 870 وهي أسلحة لا تصلح للشارع ومنها ما هو يستخدم في الحروب. وتبقى الأيام المقبلة هي الفاصل بين تغيير قوانين حمل السلاح في أمريكا، أو الإبقاء عليها مع تغيير القيم الأخلاقية بالمجتمع للحفاظ على الحريات والحقوق الخاصة بالأمريكيين.