(رويترز) - قالت الشرطة أن الرجل المتهم بقتل 12 شخصا في دار للسينما كانت تعرض فيلم باتمان في دنفر تلقى شحنات ضخمة في عمله ومسكنه طوال الشهور الأربعة السابقة وطرودا يعتقد أنها كانت تحتوي على ذخيرة وربما مواد لصنع القنابل. وكشف دان اوتس قائد شرطة اورورا عن هذه الشحنات بينما تعمل السلطات الاتحادية على تأمين شقة المشتبه به في حادث إطلاق النار بولاية كولورادو جيمس هولمز التي يعتقد المسؤولون انه لغمها بما تبدو أنها متفجرات متطورة بعد المذبحة التي وقعت على بعد بضعة أميال.
وقال اوتس أن السكان في المباني القريبة الذين تم إجلاؤهم ربما يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم في وقت لاحق مساء السبت.
وأضاف "علمنا أن المشتبه به تلقى طول الأشهر الأربعة السابقة شحنات ضخمة أرسلت إلى عنوان عمله ومسكنه."
وأضاف "يبدأ هذا تفسير كيف وصلت إليه كل الطلقات والذخيرة. ونعتقد أيضا أن هذا يفسر وصول بعض المواد التي تلقاها في شقته"
وكانت الشرطة قد قالت في وقت سابق يوم السبت إن السلطات في كولورادو تجهز لتنفيذ سلسلة من "التفجيرات التي تجرى تحت السيطرة" في الشراك المتفجرة المتطورة في شقة الطالب البالغ من العمر 24 عاما المتهم بإطلاق النار في دار للسينما كانت تعرض فيلم باتمان .
وتجمع عشرات من مسئولي الأمن حول الشقة التي تقع في اورورا بكولورادو التي يسكنها جيمس هولمز الذي يعتقد المسؤولون انه لغم شقته بما تبدو أنها متفجرات متطورة قبل أن يقوم بإطلاق النار الذي أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة عشرات آخرين.
وقالت المتحدثة باسم شرطة اورورا السارجنت كاسيدي كارلسون في مؤتمر صحفي في الساعة الثامنة والنصف صباحا (1430 بتوقيت جرينتش) خارج شقة المشتبه به "نأمل ان ندخل إلى هناك خلال الساعة القادمة."
وأخلت الشرطة خمس بنايات مجاورة وأقامت طوقا امنيا حول الشقة التي تقع في الطابق الأخير من البناية ذات الطوابق الثلاثة والمبنية من الطوب الأحمر في الحي المتواضع.
وقع إطلاق النار يوم الجمعة بينما كان المئات يشاهدون العرض كامل العدد لفيلم "عودة الفارس الأسود" في حفل منتصف الليل في مركز تجاري في اورورا.
وكان المسلح - الذي كان يحمل بندقية وبندقية خرطوش ومسدسا وكان يرتدي درعا واقية للجسم وخوذة وقناعا واقيا من الغاز - قد أطلق قنبلتي دخان قبل أن يفتح النار في دار العرض المظلمة.
وقال مستشفى كولورادو الجامعي الذي قدم العلاج لعدد 23 من ضحايا إطلاق النار أن عشرة مصابين خرجوا من المستشفى وان خمسة لا يزالون في حالة حرجة.
وقال اوتس أن الضباط الذين وصلوا إلى مكان إطلاق النار بعد 90 ثانية من أول مكالمة استغاثة نقلوا هولمز إلى غرفة احتجاز في ساحة انتظار للسيارات وراء السينما حيث استسلم دون مقاومة.
ومن المقرر أن يمثل هولمز - وهو خريج كلية الطب بجامعة كولورادو كان قد صبغ شعره باللون الأحمر وأطلق على نفسه اسم "الجوكر" في إشارة إلى عدو الرجل الوطواط في الكتب المصورة - أمام المحكمة للمرة الأولى يوم الاثنين.
وقال اوتس أن صورا التقطت للشقة بكاميرا رفعت إلى نافذة بالطابق الثالث أظهرت جرارا مملوءة بالذخيرة على الأرض "وأشياء بدت كطلقات مورتر". وقال أن هناك زجاجات مملوءة بسائل مجهول إلى جانب ما بدا أنها أسلاك تشغيل آلي تنتشر في أنحاء الشقة.
وقال اوتس "كيفية دخول الشقة مسألة محيرة جدا".
ورفضت الشرطة التصريح بما أدلى به هولمز بعد القبض عليه ان كان قد أدلى بأي شيء. وخلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة قال اوتس انه ليس لديه تعليق على دوافع هذه المذبحة التي هزت المدينة والولايات المتحدة كلها.
وأقيم نصب تذكاري من الزهور والشموع في المركز التجاري في اورورا حيث وقع إطلاق النار. وكتبت على رسالة بخط اليد عبارة تقول "7/20 لن ينسى".
ووصف الرئيس الأمريكي باراك اوباما إطلاق النار بأنه تذكرة على حساسية الحياة ووعد بأن تقف الحكومة الاتحادية على أهبة الاستعداد لتفعل كل ما يمكن لتحقيق العدالة في هذه "الجريمة الغادرة".
وقال اوباما في خطابه الإذاعي الأسبوعي والذي ينشر على الانترنت يوم السبت "حتى مع تعرفنا على كيفية حدوث ذلك ومن المسؤول عنه ربما لن يمكننا أبدا أن نفهم ما الذي يقود شخصا إلى إرهاب بني نوعه من البشر."
وروى شهود العيان في دار العرض قصصا مروعة لمصابين يترنحون وينزفون من ثقوب خلفتها الرصاصات في أجسادهم أو يبصقون دما ويصرخون طلبا للمساعدة. وكان من بين من نقلوا إلى المستشفى من باب الاحتياط رضيع عمره بضعة أشهر.
وقال تانر كون (17 عاما) "انزلقت في بعض الدماء وسقطت على امرأة. هززتها وقلت لها علينا أن نرحل. انهضي. لكنها لم ترد فعرفت أنها ميتة."
وربما اختلط المتهم بغيره من رواد السينما الذين ارتدوا ملابس أبطال وأشرار وقال بعض شهود العيان أنهم اعتقدوا في البداية ان مظهره كان دعاية للفيلم.
وقال جنيفر سيجر (25 عاما) "لقد كانت فوضى عارمة... بدأ الجميع في الصراخ والجري في هذا الوقت. وبدأ هو في الذهاب من هنا إلى هنا مباشرة ببندقية في وجهي. كانت هذه البندقية في وجهي ولم أكن حقا اعرف فيما أفكر".
واحيا إطلاق النار ذكرى مذبحة مدرسة كولومباين الثانوية في ليتلتون على بعد 27 كيلومترا من اورورا عام 1999 عندما فتح اثنان من الطلبة النار وقتلوا 12 من زملائهم ومدرسا.
كما بلغ صدى الحادث السباق الانتخابي الرئاسي حيث هدأ كل من اوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني من حملتيهما وسحبا إعلاناتهما من كولورادو وخصصا تجمعاتهما المقررة للضحايا.
وقال اوتس أن المهاجم كان مسلحا ببندقة هجومية من طراز ايه.ار-15 وبندقية خرطوش من عيار 12 وبمسدس عيار 40 من طراز جلوك. وقال أن الشرطة عثرت على مسدس من نفس الطراز في سيارته التي كانت تقف أمام مخرج الطوارئ في دار العرض مباشرة.
وقال اوتس أن هولمز اشترى الأسلحة بشكل مشروع من ثلاثة متاجر في المنطقة خلال 60 يوما الماضية واشترى 6000 طلقة من بينها خزنة طلقات لبندقية هجومية.
