نشرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف)، اليوم الثلاثاء، إحصائيات قاتمة حول أوضاع الأطفال في اليمن، معلنة مقتل وإصابة نحو خمسة آلاف طفل منذ التدخل السعودي في مارس 2015، في وقت يواجه نحو 400 ألف طفل آخر خطر الموت جوعا. في موازاة ذلك، أقرت السلطة المعترف بها دوليا بانها تواجه صعوبات مالية واقتصادية، داعية الدول الحليفة وخصوصا السعودية الى مساعدتها على منع انهيار العملة الوطنية، الريال، من خلال إيداع أموال في المصرف المركزي. وقالت ممثلة "اليونيسف" في اليمن ميريتشل ريالنو في مؤتمر صحافي في صنعاء ان مقتل واصابة خمسة آلاف طفل في أكثر من ألف يوم من المعارك يفيد بان خمسة اطفال يقتلون او يصابون يوميا في اليمن. وسجل عدد قتلى ومصابي الحرب من الاطفال ارتفاعا بنحو ألف ضحية عن الأعداد التي اعلنت عنها المنظمة قبل عشرة أشهر في مارس 2017 حين تحدثت عن مقتل 1546 طفلا واصابة 2450 طفلا آخر بعد سنتين من التدخل السعودي. والى جانب القتلى والمصابين، قالت ريالنو مستندة الى تقرير لمنظمتها نشر اليوم ان 400 ألف طفل يمني يعانون حاليا من نقص التغذية الحاد الوخيم ما يضع "حياتهم على المحك"، بينما يعاني 1.8 مليون طفل من سوء التغذية الحاد. وجاء ايضا في التقرير ان النزاع تسبب في ابعاد نحو مليون طفل عن مدارسهم، مشيرا الى تدمير 256 مدرسة في الحرب وتحول 150 مدرسة اخرى الى مأوى للنازحين بينما تحتل الجماعات المسلحة 23 مدرسة على الاقل. وقالت المنظمة ان 70 بالمئة من الاطفال يعيشون مع أسرهم تحت خط الفقر، وان أكثر من نصف 2.9 مليون نازح هم من الاطفال، في وقت يتم تزويج 72 بالمئة من الفتيات قبل ان يبلغن سن ال18. ويشهد اليمن نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين الذين تتهمهم الرياض والحكومة المعترف بها دوليا بتلقي الدعم من ايران، في سبتمبر 2014. وشهد النزاع في اليمن تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون الذين تحالفوا مع حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح من السيطرة على مناطق واسعة من اليمن. - وديعة ومشتقات - قتل في النزاع منذ التدخل السعودي اكثر من 9200 يمني، بينما اصيب اكثر من 52 الف شخص اخر، بحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية. وأشار تقرير جديد لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة الى ان 22.2 مليون يمني (76% من السكان) بحاجة الى المساعدة بزيادة 1.5 مليون شخص خلال الاشهر الستة الماضية. وتابع التقرير ان خطر حصول مجاعة في تزايد اذ يعاني 8.4 ملايين شخص من الجوع في مقابل 6.8 ملايين في 2017. وتشمل هذا الارقام اكثر من نصف محافظات البلاد من بينها 72 منطقة من اصل 95 هي الاكثر تعرضا لخطر المجاعة. ومنذ مارس 2017، ولد في اليمن نحو ثلاثة ملايين طفل قالت ريالنو ان حياتهم "لطخت بالعنف والنزوح والمرض والفقر ونقص التغذية وتعذر الوصول إلى أساسيات الحياة مثل الغذاء والمياه النقية والدواء والتعليم". وبينما تتفاقم الازمة الانسانية في اليمن، اعلنت السلطة المعترف بها بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي انها تواجه صعوبات مالية كبيرة، محذرة من ان الريال اليمني على وشك الانهيار. ونشر رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر رسالة على صفحته في موقع فيسبوك موجهة الى "الحلفاء" قال فيها انه يتوجب على هؤلاء العمل على "انقاذ الريال اليمني من الانهيار التام"، معتبرا ان "انقاذ الريال يعني انقاذ اليمنيين من جوع محتم". وذكر ان قيمة الريال تدنت بشكل كبير واصبحت كل 500 ريال تساوي دولارا واحدا. ودعا المسؤول اليمني الدول الحليفة الى ايداع اموال في المصرف المركزي في عدن، المقر المؤقت للحكومة في جنوب اليمن، وارسال مشتقات الوقود. واوضح "الوديعة، وتوفير المشتقات النفطية للكهرباء فقط، اجراءات كافية لانقاذ الريال اليمني واليمنيين من الانهيار، كما تعزز التحالف في مواجهة الاعداء والخصوم". من جهته، اجرى هادي اتصالا هاتفيا بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، بحسب ما افادت وكالة الانباء اليمنية "سبأ" المتحدثة باسم الحكومة المعترف بها. وقالت الوكالة ان هادي وضع الامير الشاب الذي يتولى ايضا منصب وزير الدفاع في المملكة "امام التحديات الاقتصادية الراهنة التي يواجها اليمن".