بدأت الجملة تفقد كثيراً من معناها الجميل الذى وقع فى قلوبنا منذ أن نطق بها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، واعتقدنا أنها فاتحة المستقبل الذى نحلم به بعد الكابوس الذى عشناه لمدة عام، ضاع خلالها الطريق، فهللنا ل«خارطة الطريق» ولكن بطء الحكومة وعدم ظهور أى ملمح حقيقى للإنجاز وانشغالها بوضع خطط لعشرات السنين المقبلة، هروباً من الواقع الذى ثار عليه الشعب مرتين فى ثلاثة أعوام، وكان أمله بعد ثورة 30 يونيو أن تأتى حكومة إنقاذ تلحق بالفقراء، وتجتاز الطريق نحو الديمقراطية بخطوات أسرع، ولكن خاب الظن حتى الآن!! لم يكن أداء الأحزاب أو القوى السياسية بأحسن حال من الحكومة، كما لم يختلف الأداء العقيم عما كان عليه بعد 25 يناير، فالبطولات كلها تليفزيونية، والاستقطاب أصبح أكثر حدة: اختلف الرفاق، صارت الأسئلة حول الفرق بين 25 يناير و30 يونيو، هل الثانية موجة لاحقة للأولى، أم أنها منفصلة عنها وثورة جديدة ترفض الأولى، بل يجب أن تمحو آثارها.. عمرو حمزاوى عميل أمريكانى ولّا طابور خامس للإخوان، و«6 أبريل» خونة أم شركاء ميدان.. «البرادعى» أنقذ الثورة أم دخل فيها ليدمرها من الداخل.. «خالد داود» كان ضد الإخوان والمتحدث باسم جبهة الإنقاذ، لماذا فجأة أصبح ضيفاً دائماً على «جزيرة الإخوان»؟؟ أسئلة وأسئلة كلها بعيدة عن الدستور الذى بدأ بالخلاف، وعن الحد الأدنى للأجور وعن الاستثمار، ولم نسمع أو نرَ الأحزاب التى يجب أن تنزل للناس استعداداً للانتخابات البرلمانية، فالوجود فى الشارع هش ومحدود والناخب لا يعرف ولا يهمه أن تكون الانتخابات بالقائمة ولّا فردية!! من يا تُرى سيكون رئيس الجمهورية؟ هل هى نفس الوجوه؟ من؟ أحمد شفيق الذى ما زال هارباً أو محتمياً أو منتظراً فى الإمارات؟ أم عبدالمنعم أبوالفتوح الذى يقلب وجهه بحثاً عن قبلة للإخوان بثوب جديد؟ ربما سليم العوا المحلل الشرعى للإخوان وقت الصمود والهروب من الإعلانات الدستورية المضروبة أو وقت السقوط بمبادرات ثعلبية؟ عمرو موسى مرة أخرى، النغمة الناعمة التى لا تريد أن تورّط نفسها فى أى موقف واضح، فالأيام غدّارة وأصوات الإسلاميين مؤثرة حتى لو سقط حكم الإخوان. من؟ هل ما زال على الساحة؟ حمدين صباحى؟ هل ما زالت فرصه كما هى؟ يقول إنه سيؤيد «السيسى» إذا رشح نفسه، قمة فى إنكار الذات!! «السيسى»؟ هل يمكن أن يخلع بذلته العسكرية ويرشح نفسه؟ ولماذا لا يفعل فهو نجم الشاشة والساحة الآن بلا منازع، عسكرى، عسكرى، طظ فى الأمريكان ومعهم الأوروبيون، الشعب سيهتف بالملايين: «سيسىىىىىىىىىىىىىى» الذى لا يعجبه يرمى بياضه ويقول لنا من ومتى ومن أين سيظهر لنا رئيس مصر بعيداً عن الأسماء المحروقة؟ وإن ظهر فارس الزمان، هل يمكن أن يقنع المصريين بعبقريته خلال شهور قليلة؟ أعتذر لكم، خرجت بتفكيرى عن الموضوعات المهمة صاحبة الأولوية: هو عمرو حمزاوى عميل للأمريكان ولّا طابور خامس للإخوان؟!