سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد أبو سمرة : جلسنا مع جهات سيادية تابعة للجيش للتفاوض دون شروط مسبقة.. والقوات المسلحة رحبت سيناء تخرج من نطاق مبادرتنا لأننا لا نعرف من وراء العنف هناك.. لكنها ستهدأ بمجرد قبول المبادرة
كثر الحديث فى الآونة الأخيرة عن المبادرات التى تنطلق من عدد من الأطراف السياسية لتهدئة الأوضاع الراهنة التى تمر بها مصر، وفى حين تبوء بعضها بالفشل، تنطلق أخرى من أعنف جماعتين إسلاميتين هما الجماعة الإسلامية بقيادة عبود الزمر، ثم الجهاد الذى يكشف عن مبادرته محمد أبوسمرة الأمين العام للحزب الإسلامى التابع للتنظيم، فى حواره مع «الوطن»، ومدى جديتها ومضمونها وقبول الأطراف السياسية لها، وهل طرحت بالفعل على الجيش، بعد أن أعلن العقيد أحمد محمد على المتحدث الرسمى للقوات المسلحة عن أنه لم يتقدم أحد بمبادرة لهم، وأن الجهة المختصة بذلك هى رئاسة الجمهورية، أم أن تلك المبادرات طرحت على إحدى الجهات السيادية التى يمكن أن تكون تابعة للجيش ومدى موقف الإخوان تحديداً منها؟ - كشفت عن وجود مبادرة تقدمتم بها للجيش تهدف للتهدئة وتهيئة الأجواء للجلوس على طاولة المفاوضات.. فما تفاصيل هذه المبادرة؟ * هذه المبادرة بدأت باتصالات بالجيش خلال رمضان الماضى، قبل فض اعتصامى رابعة والنهضة، فى محاولة للتواصل بين التيارات الجهادية والجماعة الإسلامية مع القوات المسلحة لتهدئة الأمور، ولم توفق ثم وقعت أحداث رابعة والنهضة، وهذه كانت الطامة الكبرى. - هل يمكن أن تحدد نقاط هذه المبادرة؟ * أن نعود للمربع صفر ونجلس على طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة والجهة التى اتفقنا معها لم تعترض على ذلك.. لا أنت تقول خارطة طريق ولا أنا أقول لك شرعية، ثم نحتكم للصندوق وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ولا يجب التلاعب فى الدستور إلا بالرجوع إلى الشعب. - مَن أطراف هذه المبادرة؟ * لن نستطيع أن نكشف عن الأطراف الأخرى فى المبادرة حرصاً عليها، وكانت قبل فض «رابعة»، وتهدف للوصول لحل وسط بين الإخوان والجيش وإعادة التفاوض فى كل شىء بما فى ذلك «مرسى»، لكن هذا كان مرفوضا من جهة الجيش واعتبروه أمراً محالاً. - هل قبلتم وقتها باستبعاد مطلب عودة «مرسى»؟ * عودة مرسى ليست أساسية عندنا ونقبل بعدم عودته لكننا تحدثنا فى قضية الشرعية. - إذا كانت فكرة عدم عودة مرسى ليست الشرعية فى نظركم.. إذن فماذا تعنون بالشرعية؟ * هل الاحتكام للشارع يتمثل فى الصناديق أم الانقلاب؟ نحن كنا نؤكد على وجوب العودة للاحتكام للصندوق لأن هذه هى الشرعية ولا تقول إن هناك مظاهرة خرجت بها ملايين لتأييد طرف دون آخر. - لكن خارطة الطريق التى وضعها الجيش دعت إلى الاحتكام للصندوق، والإخوان وأنتم رفضتم ذلك؟ * كنا نطالب بعمل انتخابات أو استفتاء سريع لإنهاء الأزمة بشكل فورى، وهذا ما كنا نتوقعه من الجيش بعد 30 يونيو. - استفتاء على ماذا.. «مرسى» أم خارطة الطريق؟ * استفتاء على «مرسى» وليس خارطة الطريق، و30 يونيو كانت خارجة لتطالب بهذا الأساس، وهى انتخابات رئاسية مبكرة، ومبدئياً كان هناك موافقة على انتخابات رئاسية مبكرة فورا تحت سيطرة الجيش وبإشراف القضاء كما كانت كل انتخابات جرت بعد ثورة 25 يناير، وكنا موافقين على ذلك، لكن حدثت بعض الأسباب لا أستطيع ذكرها لأنها تتعلق بموضوع حساس يمكن أن يكشف كل شىء، وهذا الطرف لم يكن لديه ثقة فى الطرف الآخر فلم تنجح المبادرة. - هل هذا الطرف الذى أفشل المبادرة من الإسلاميين أم الجيش؟ * لم يكن الجيش ولا الإخوان، ولا أى طرف فى التحالف الوطنى لدعم الشرعية، كانت هناك أطراف أخرى لن أستطيع أن أذكرها لحساسية الموضوع، ثم حدثت أحداث «رابعة» وزادت الطين بلة ومع زيادة الضغط الإعلامى كانت لنا رؤية مختلفة. - ماذا كانت رؤيتكم؟ * رؤيتنا فى هذا الموضوع أن المستهدف فى هذه الأزمة هو الجيش المصرى، ومن ثم الصدام مع التيار الإسلامى، وكان الهدف دخولنا فى هذا الصراع بعد أن تركنا العنف كجهاد وجماعة إسلامية ودخلنا طريق الديمقراطية، ومن ثم كان الهدف هو تكرار نموذج الجزائر وكانت هذه الرؤية واضحة. - من الذى يستهدف الجيش؟ * ليست هناك منطقة فى العالم تدخل فيها الجيش إلا وكان فيها صراع دموى الجميع خسر فيه، وليست سوريا عنا ببعيد، ونحن رأينا هذه الرؤية منذ 7 أشهر أن الأمريكان يخططون لذلك، ونحن نعلم أن العدو الأساسى لنا هم اليهود والأمريكان، وكما توقعنا فالأمريكان خدعوا الجميع وأوهموا جميع الأطراف من الجيش والإخوان والليبراليين أنهم معهم، ومن أجل ذلك قررنا أن نطرح هذه المبادرة لنبذ العنف، وذلك لأننا كجماعة إسلامية وجهاد سبق أن حملنا السلاح قبل ذلك، ومن ثم فكان يجب أن ندفع بهذه المبادرة حتى لا نصطدم مرة أخرى بالسلطة، وبدأنا مبادرتنا منفردين، وبعد ذلك التحقت بنا الجماعة الإسلامية. - لكن المتحدث العسكرى نفى أن يكون هناك مبادرة قدمت من قبلكم للجيش، وقال إن الرئاسة هى المسئولة عن ذلك؟ * نحن لا نريد أن نقول كل شىء حتى لا نفشل المبادرة، فالموقف حساس بالنسبة للجيش لأن هذه المبادرة تسببت فى حدوث هزة عنيفة لليبراليين لأنهم يخشون أن يضحى الجيش بهم، ومبادرتنا تأجلت لأن هناك مبادرة أخرى للشيخ عبود الزمر قدمها منذ 3 أيام، ويجرى مناقشتها من شتى الأطراف. - لماذا يخشى الليبراليون من مبادرتكم؟ * الجيش اكتشف أن هؤلاء ليس لهم ثقل سياسى، وعندما قال المتحدث العسكرى إن الرئاسة هى المعنية بشأن المبادرات فهذا شىء لا يقنع أحدا لأن الجيش هو الذى يملك قواعد اللعبة ولا شك فى ذلك، ومبادراتنا قدمناها للجيش وهو قبلها لكن أجلها بسبب أن هناك مبادرة للجماعة الإسلامية تجرى الآن، والذى دعا الإخوان للجلوس كان الجيش وليس مؤسسة الرئاسة لأنها رئاسة مؤقتة، لأنه المسئول الذى وضع خارطة الطريق، أما بقية ما حدث فلا يجب أن أقوله، وقد يكون المتحدث العسكرى لا يعرف أمر المبادرة من الأساس، نحن جلسنا مع مؤسسة سيادية عرضت هذه المبادرة على الجيش وهذه المؤسسة السيادية تابعة للجيش أيضاً، والجيش أبدى استعداده، وطلبنا استئذان هذه الجهة فى إعلان ذلك فوافقت. - هل جاءت تحركاتهم بعد خطاب الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع الذى فتح فيه باب الحوار؟ * نحن أصدرنا بيانا أيدنا فيه دعوة الفريق السيسى التى فتح فيها الباب للإخوان للحوار لكن بعدها حدثت مجزرة سجناء «أبوزعبل»، والتى قتُل فيها 36 معتقلا، كأنها كانت مرتبة لإفساد كل شىء، وبعدها مباشرة وقعت مجزرة الأمن المركزى وهناك بعض الأشخاص هم الذين دفعوا بالصراع إلى الذروة حتى يصل إلى نقطة اللاعودة، والدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء اعترف أن هناك وحشية فى التعامل مع معتصمى رابعة فى حواره مع مراسلة «بى بى سى»، لكننا نريد أن ننظر للأمام، وإن نظرنا للدماء خلفنا وتحدثنا عن الثأر لن نحل شيئا وستتعقد المشكلة. - أنت تتحدث بحرية ولو أرادوا اعتقالك لفعلوا، هل مطلوب أن تكون هناك قيادات منكم لتقود بنفسها عملية التفاوض؟ * الجيش قال إنه لا يوجد صراع بينه وبين التيار الإسلامى، المسألة كانت لديه محددة بشىء وأخطاء شارك فيها الجميع وهو لا يريد أن يفتح جبهة مع الجميع، والمشكلة لم تكن معنا كجهاديين وجماعة إسلامية، فنحن لم نتدخل فى الصراع، والمشاكل التى وقعت كانت بين الإخوان والقوى الوطنية ولم نكن طرفا فيها، والجيش يعرف ذلك جيداً، ويعلم أننا لم نتورط فى أحداث العنف، ولو كنا إرهابيين لن يقبل الجيش بأن يتفاوض معنا، فهو يعرف مصداقيتنا، وأننا نحرص بصدق على عدم توريط مصر فى مشاكل خارجية. - هل تؤدون دور الوسيط أم أنتم أحد أطراف التفاوض؟ * نحن نؤدى دور الوسيط، وفى نفس الوقت نحن طرف فى التفاوض لأننا أعضاء فى التحالف الوطنى لدعم الشرعية، ونهدف إلى خلق أجواء تهيئ المناخ للجلوس للتفاوض لكننا لنا وجهة نظر كحزب إسلامى أننا يجب أن نجلس للتفاوض مع الجيش مباشرة، لكن هناك أصوات فى التحالف ترفض الجلوس مع الجيش بدعوى أن يده تلوثت بدمائنا وقدمنا المبادرة ولاقت ترحيبا بين الوسطاء وتهدف لتهيئة الأجواء لمدة 10 أيام ثم نجلس على مائدة المفاوضات، لكن الجيش أخبرنا بأن المبادرة مقبولة، لكن هناك مبادرة أخرى سبقت من الجماعة الإسلامية ويسير فيها الآن، ونتمنى أن تستمر لأننا أعطينا موافقة مبدئية عليها. - لكنكم تحاولون الحشد فى الشارع وهذا يمكن أن يعرض جهودكم للفشل لو انحرفت هذه التظاهرات عن السلمية؟ * لا، بل ستقوى موقفنا، هناك بعض الأشخاص يحاولون إفشال جهودنا، وفى النهاية لن يستطيع أحد أن يقضى على الإخوان أو التيارات الإسلامية، فلم يستطع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أو السابق حسنى مبارك فعل ذلك لأن لهم وجودا قويا فى الشارع. - لكن هناك تقارير عديدة رصدت انخفاض شعبية الإخوان بعد وصولهم للحكم؟ * لم أختلف فى ذلك، فى المقابل بعد الانقلاب شكلت حكومة ليبرالية ليس لها ظهير شعبى، والإسلاميون ظلوا 55 يوما فى الشارع، لكنى أرى أنه لا حل للأزمة إلا بالجلوس على طاولة المفاوضات. - هل وافقت الإخوان على هذه المبادرة؟ * نعم، وافقت عليها، وهم يوافقون على أى مبادرة لوقف العنف، ولم يعترضوا كما يشيع الإعلام، لكنهم فقط يرفضون تدخل بعض الأشخاص مثل شيخ الأزهر أو حزب النور لأنهم يعتبرونهم متآمرين ضدهم، فلا بد أن الذى يأتى لعمل مبادرة أن يكون طرفا نزيها ومعترفا بالاثنين، أما شيخ الأزهر فبينه وبين الإخوان عداوات كبيرة. - هل الجهاديين فى سيناء يدخلون ضمن مبادرة وقف العنف؟ * نريد أن نبعد سيناء لأن لها وضعا آخر، ولا يستطيع أحد أن يقول ماذا يحدث هناك، لأن كل ما نعرفه ينتقل إلينا من الجيش، كما أن السلفية الجهادية أعلنت أنها لم تقتل الجنود، ونحن لا نعرف من الذى يقتل هناك. - هناك كل يوم ضرب لمنشآت وكمائن الشرطة والجيش؟ * من قال لك إنهم الجهاديون، هل قبض على أحد منهم واعترف بذلك.. فالمنطقة «ج» تلعب فيها كل مخابرات العالم لأنها غير خاضعة لمصر، وهى منطقة مفتوحة لا يوجد فيها سوى 750 جندى أمن مركزى، ومحمد دحلان القيادى بحركة فتح الفلسطينية وتجار مخدرات يلعبون هناك. - مجلس شورى المجاهدين لم ينفِ مسئوليته عن الاعتداء على قوات الجيش والشرطة هناك؟ * «شورى المجاهدين» أصدر بياناً قال فيه إنه ليس له علاقة بما يحدث، خصوصاً بعد أن أعلن محمد البلتاجى القيادى الإخوانى أن الإرهاب فى سيناء سيتوقف إذا عاد الرئيس مرسى، وكانت كلمة فى غير محلها وهو صححها بعد ذلك. - كلمة البلتاجى فيها دلالة على أن من يضرب يخشى أى حكم غير «مرسى» خصوصاً لو كان مدنياً؟ * معك فى ذلك، لأنهم يرون أن حكم مرسى فيه عدالة، وأدخل أولادهم الجيش والشرطة وملكهم أراضى ومنحهم الجنسية المصرية، لكنى أذكر بأن الضربات هناك أيام مبارك كانت أقوى من ذلك، والآن نسمع عن ضرب الأقسام بال«آر بى جى» يومياً، فهل هذا يعقل؟! نحن نريد أن «نركن موضوع سينا على جنب» لأنهم غير خاضعين لنا وبعد المبادرة سيهدأ كل شىء هناك، وهذا هو هدف المبادرة «نزع فتيل الأزمة، ووقف التحريض الإعلامى»، «على الإعلام أن يوقف تحريضه ضدنا.. ونحن نوقف خطابات التحريض الأخرى». - هناك ضربة أمريكية محتملة لسوريا، وأنتم بتصعيدكم ضد الجيش والدولة تساعدون على تنفيذ المخطط الأمريكى فى تقسيم المنطقة وتفكيك جيوشها فهل تدركون ذلك؟ * سوريا عمق استراتيجى لمصر، والمجلس العسكرى ومرسى أخطأوا حينما تركوها تسقط، كان لا بد أن نقف ونساند الموقف التركى الإيرانى آنذاك لحل الأزمة، لكن للأسف كان هناك دول عربية تواطأت على سقوطها لتنفيذ مخطط أمريكى لتدمير الجيش السورى كما دمُر الجيشان الليبى والعراقى. - لكن استمرار العنف فى الشارع يمكن أن يؤدى إلى تسريع خطوات المخطط الأمريكى.. أليس كذلك؟ * هذا أحد الخلافات بيننا وبين الإخوان، فرط الثقة بين الإخوان والأمريكان والعلاقات الحميمة بينهما كنا نرفضها، والأيام أثبتت أن الأمريكان لا أمان لهم، ولعبوا على الطرفين، وقالوا لهذا نحن معك وهذا نحن معك، والآن الوضع متأزم فسوريا قد تتعرض للضرب، وأغلب قواتك العسكرية فى الشوارع.. فهل هذا يليق؟! - إذا كان هناك خطر يهدد الجيش فإن تظاهراتكم فى الشارع ستزيد هذا الخطر؟ * هذا كلام صحيح، إن هذا ما نفعله الآن كتنظيم جهاد والجماعة الإسلامية -وهما أقوى طرفين وأعنف تيارين- من تقديم مبادرات لحل الأزمة، يعنى أننا نقول: «يا عم أنا لا أريد مشاكل ولا تقصينى ولا تقول لى سنلغى الأحزاب الإسلامية والإسلاميين نتيجة للأحداث الخارجية ونتيجة لقناعاتهم بالمشروع الأمريكى.. لكن لثقتنا أنه لم يبقَ إلا الجيش المصرى فنحن لا نريد أن يكون هذا الجيش فى مواجهة جزء من الشعب». - لماذا لا تقبلون بخطة الطريق القائمة على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة؟ * «طالما أجبرتنى على واقع معين فأنا سأجبرك على واقع آخر، وأجبرك على نزول الشارع وهخليك تقتلنى وتتفضح خارجيا وداخليا». - لماذا كل هذا إذا كان هناك شعب خرج وطالب بإجراء انتخابات وتغيير النظام الحاكم؟ * هذا ليس شعبا.. هؤلاء وقفوا 24 ساعة، ولن أقول 6 ساعات.. أنا بقالى 55 يوم.. أنت تريد أن تلعب بشروطك خريطة الطريق التى وضعتها وأنا لم أشارك فيها وأنا رافضها، ومثلا لجنة العشرة كلها ليبراليون لا يؤمنون بالله ورسوله ويرفضون الإسلام شرعة ومنهاجا وحذفوا 32 مادة بحجة أنها متطرفة.