يسعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، غدا، إلى إقناع البرلمان بضرورة القيام بعمل عسكري ضد سوريا لوقف استخدام أسلحة كيميائية، لكنه يواجه معارضة من النواب الذين لا يزال موضوع العراق ماثلا في أذهانهم. وأطلع كاميرون عددا من قادته العسكريين، اليوم، على الوضع بعدما أمر باستدعاء البرلمان من إجازته الصيفية لعقد جلسة فيما تدرس القوى الغربية توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري. وقد أعلن كاميرون، اليوم، بعدما أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، أن لندن ستقدم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي "يدين الهجوم الكيميائي" الذي وقع في 21 أغسطس في سوريا و"يسمح باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين". وأوضح أن "النص سيعرض خلال اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في وقت لاحق اليوم في نيويورك". ويتوقع أن يبلغ كاميرون النواب خلال نقاش، غدا، بأنه يفكر بضربات عسكرية تهدف إلى "تقليص قدرات استخدام" الأسلحة الكيميائية من قبل النظام وسيحثهم على دعم هذا التحرك من خلال تصويت. وسيختار كلماته بدقة لاقناع النواب بان بريطانيا لا تنوي الانجرار الى الحرب في سوريا لكنها تتحرك ضمن ما يعتقد هو والرئيس اوباما بانه هجوم كيميائي نفذه النظام قرب دمشق قبل اسبوع. وفي ما يدل على صعوبة مهمة كاميرون في إقناع المشككين إزاء التدخل العسكري، أعلن بعض أعضاء حزب العمال المعارض أنهم سيصوتون ضد اقتراح رئيس الحكومة. وقالت ديان أبوت النائبة المتابعة لشؤون الصحة في حزب العمال، إنها ستصوت ضد الاقتراح بسبب المخاطر بأن تؤدي الضربات العسكرية إلى تدخل أكبر في النزاع السوري. وأضافت "من غير الواضح ما إذا كان العمل العسكري سيغير تصميم الأسد الواضح على القتال حتى النهاية، وهناك مخاطر بأن ننجر إلى حرب أهلية في الشرق الأوسط". وتابعت "كنت لأؤيد تدخلا بقيادة الأممالمتحدة لكن ضربة أمريكية لن تحمل المجموعة الدولية على تاأيدها وتواجه مخاطر بأن تجعل الأمور أسوأ". ويواجه كاميرون أيضا معارضة محدودة حتى داخل حزبه، وقال دوغلاس كارسويل من حزب المحافظين أنه سيتجاهل أية جهود لتطبيق ما يتفق عليه ضمن الحزب، وسيصوت "بحسب ما يمليه عليه ضميره". وقال لصحيفة "ديلي تلغراف": "سأقرر خلال النقاش"، مضيفا "هذا يتعلق بأي دولة نحن، وأي دور نلعبه في العالم". وعبرت شخصيات عسكرية كبيرة أيضا عن مخاوف حيال التدخل في سوريا، وقال اللورد آلان ويست وزير الأمن السابق في حكومة غوردن براون إنه "قلق جدا" حيال طبيعة الضربات الصاروخية التي لا يمكن توقع نتائجها، وأضاف "أن شن هجوم أمر خطير جدا. ولا يمكن توقع ما قد يحصل". وتابع "يجب طرح السؤال: هل سيعزز فعليا الأمن العالمي أو سيساهم في تحسين ظروف الشعب السوري؟".