قالت الدكتور منال زكريا أستاذ وخبير علم النفس، إن الكلمة التي أذاعتها أمس قناة "الجزيرة مباشر مصر" للقيادي بتنظيم الإخوان المسلمين محمد البلتاجي، سيئة جدا في الوقت الجاري وفي منتهى "الخطورة"، لأنه حاول بها استعطاف الشعب المصري بعد أن تم القبض على عدد من قيادات الجماعة ومحاولة توصيل رسالة لهم بأنها جماعة قائمة على الأساس الديني وتبحث عن نصرة الإسلام. وأضافت "زكريا"، في تصريح ل"الوطن"، أن البلتاجي كان هادئا جدا أثناء تسجيله الخطاب وظهرت عليه علامات الانكسار والحسرة، ما يثير مشاعر الشعب المصري المعروف بالنخوة ونجدة المستجير، مضيفة أن خطاب البلتاجي يحتوي على تعبيرات فعلية وتدعيمات دينية مستشهدة بقوله "ما من مسلم خذل أخاه في طلب إلا خذله الله"، ما يثير مشاعر المواطن المصري المتدين بطبيعته. وأشارت إلى أن الفيديو الذي ظهر فيه البلتاجي تضمن مجموعة من الأكاذيب التي من الممكن أن تكون قد غفل عنها بعض الناس، مستشهدة بكلامه عندما قال "إن اقتحام الشرطة لمسجد الفتح نتج عنه موت أكثر من 120 فردا، متسائلة "هل حدث شيء عند اقتحام المسجد، واستشهدت أيضا بقوله "إن الجيش قتل ال25 جنديا في رفح ليبرر ما حدث في سجن أبو زعبل"، قائلة إن هناك عددا من الأكاذيب صدرت على لسان البلتاجي تجعل المواطن المصري يفكر بها "شئت أم أبيت"، ما يجعل المصريين يتناسون للجيش أفعال كثيرة ومن الممكن أن تؤدي إلى قيام البعض بزعزعة الثقة بينهم. وتابعت أن البلتاجي أجاد جيدا الكلمة التي ألقاها وبرع فيها وحسن من نبرته، مؤكدة أنه ظهر بشكل المدافع عن الوطن والحريص على سلامته وأمنه وعلى الدولة المدنية، مستطردة بأن هدفه من الكلمة "شق صف المصريين والاستجارة بهم للدفاع عن الإخوان". وأوضحت أن البلتاجي "تدرب" على ضبط الانفعالات ودرس نفسه جيدا قبل إلقائه هذه الكلمة، لأنه عرف متى يظهر حركة يده لأنه إذا فعل ذلك يدل على أنه منفعل مع الكلام، ما جعله حريصا في تصرفاته، وحاول دائما أن يوصل رسالته إلى المشاهد بالعقل لمخاطبة المشاعر وليس بلغة الجسد، مضيفة أنه عندما شعر بانفعال وتعاطف أكثر نزع النظارة من وجهه حتى يرى المشاهدون العيون الممتلئة بالدموع والحزينة على وضع مصر، ما يثير شفقة المواطنين، وتوقعت زكريا أن كلمة البلتاجي نالت تعاطف عدد كبير من المواطنين مما رأته على مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوة لمظاهرات يوم الجمعة المقبل. وطالبت أستاذ وخبير علم النفس، القائمين على الدولة أن يصدروا خطابا رسميا يقال فيه جميع الحقائق ومنها من الذي تم القبض عليهم في عملية استشهاد 25 جنديا في رفح، ومن قبض عليه أيضا في مجزرة كرداسة والتي راح ضحيتها 13 ضابطا ومجندا، مرفق بها تحقيقات رسمية يشاهدها المواطنون حتى لا تتزعزع العلاقة بين المصريين والجيش، ما يبطل كلام مثل كلمة البلتاجي.
