بلادى وإن جارت عليَّ عزيزة وأهلى وإن ضنوا عليه كرام» بهذه الكلمات اختتم مبارك مذكرته التى تقدم بها الى هيئة المحكمة فى محاولة يائسة منه لكسب ود وتعاطف الشعب المصرى. التقت «الوفد» بعدد من المواطنين الذين اختلفت آراؤهم فمنهم من تعاطف مع مبارك بعد علمه بهذه الكلمات ومنهم من لم تحرك له ساكن بل جعلته يصر على محاكمة عاجلة . أكد ناصر محمود شومة مهندس بهيئة السكك الحديدية أن ما ورد من «مبارك» فى مذكرته ما هو الا مجرد استعطاف للشعب ليغفلوا عن اخطائه بداية من سوء ادارته للبلاد وظلم ملايين البشر فلا بد من معاقبته على ما ارتكبه من جرائم بالاضافة الى انه لابد من القصاص العاجل العادل لتهدئة الرأى العام واسر الشهداء الذين احترقت قلوبهم على ذويهم ونحن نخاطب القضاء بألا تاخذه شفقة ولارأفة بما قاله «مبارك» حتى يكون عبرة لمن بعده يفكر فى ان لا يجور على حقوق الشعب المصرى العظيم الصبور على المحن والشدائد . وقال ايمن تامر «خراط» انه تعاطف مع «مبارك» كإنسان ولكن ليس معنى ذلك ان يفلت من العقاب لان المخطئ لا بد من عقابه انه يتمنى بان يكون العقاب السجن وليس الاعدام حتى يرى نتيجة ما فعله لعله يعود الى صوابه ويحاول يرضى الله فى يوم من الايام ويعيد للشعب حقه الذى سلبه خلال الثلاثين عاما. وقال أحمد زكريا محمد إن مبارك لم يظلم فرداً او اثنين بل ظلم اكثر من 70 مليوناً فلا بد من عقابه حتى ولو تأثرنا بكلماته واخذتنا الرأفة به فأخطاؤه تمحو من اعيننا اى نظرة شفقة له . وأضاف حسام محمد شعبان «حلاق» انه رغم علمه بما ذكره «مبارك» من كلمات مؤثرة الا انه لم تأخذه به اى عاطفة وما زال يصر على محاكمته باقصى عقوبة حتى وان لم تكن الاعدام فيكون المؤبد الى ان يتوفاه الله وهو فى محبسه واشار الى انه لم يتعاطف معه ايضا فى خطابه الاول لانه يعلم أن هذا نوع من انواع المكر الذى يتعامل به مع الشعب المصرى لتأكده انه شعب طيب القلب وحنون ويتأثر بسرعة بأى كلمة استعطاف ,لكن الشعب لم يتأثر بما يقوله وخاصة بعد تعاطفهم معه فى خطابه الاول وفجئوا فى اليوم التالى بالمصائب التى كان قد اعدها للمتظاهرين . أكد محمد فؤاد «صيدلى» انه لم تستعطفه كلمات «مبارك» لأنه يأخذ بالفعل وليس الكلام فقط , فمنذ تولى المخلوع الحكم والشعب يسمع منه كلاماً يخالف الواقع وهذا الشعب لن يهدأ الا بعد ان يعود اليه حقه, فيكفى انه لم يحاكم عسكريا رغم ان الجرائم التى ارتكبها كان من المفترض ان يعاقب عليها عسكريا وليس مدنيا فلا بد من معاقبته وابنائه وجميع أفراد النظام الفاسد بأحكام رادعة حتى نشعر ان الثورة نجحت فى تغيير الظلم وتأكد نزاهة القضاء المصرى . وأكد فتحى السيد محمد «فنى» انه لم يتأثر بما قاله «مبارك» وانه مازال يصر على عقوبته واعادة ما سرقه هو وباقى عصابته من اموال الشعب اليه مرة اخرى حتى يعيش الشعب عيشة كريمة وتشعر اسر الشهداء ان دماء ابنائهم لم تهدر . وأكد فتحى السيد محمود «عامل» ان ما شاهده الشعب من قسوة شديدة من «مبارك» ونظامه جعلت لديه تبلداً تجاهه, فلم تأخذهم به شفقه ولا رحمة لأنه لم يرحم ضعيفاً اثناء توليه فترة رئاسته فكيف يرحمه الشعب اليوم ,لابد من معاقبته بالاعدام شنقا فى ميدان التحرير الذى اعدم فيه عشرات الشباب . فيما اختلف رأى على سلطان على «فنى» الذى اكد انه يتعاطف مع مبارك من البداية ويشعر انه لم يكن يعلم بالسرقات التى كان يقوم بها نجله «جمال» وباقى الحاشية الذين أفقروا الشعب . وقالت الحاجة ام مصطفى «ربة منزل» ان الشعب المصرى عاش سنوات مريرة فى عهد «مبارك» فإن قام بتأليف كتيبات من الاشعار والدواوين يستعطف خلالها الشعب ويحاول اختراق قلبه الطيب فلن يرضخ احد لما يلقيه فما ذاقه الشعب من ذل ومهانة جعلته ينسى الرحمة مع ذلك الرجل فمن لايرحم لايُرحم. وأكد الدكتور هانى مجيب امين استشارى الطب النفسى ان الحالة النفسية لمبارك الآن اصبحت تحت الصفر لأن طبيعة شخصية «مبارك» من النوع العنيد الذى يتسم بجنون العظمة فعندما تصل به الحالة الى استعطاف الشعب والقاضى واسر الشهداء بهذه الطريقة هذا يعنى انه انكسر كبرياؤه وعظمته فلا يملك الآن سوى الاستعطاف فكنوذ الدنيا الآن لا تساوى ما هو فيه, وأشار إلى أن الدليل على أنه شخص عنيد انه كان من الممكن ان يغادر البلاد هو وابناؤه بمجرد ثورة الشعب ضده, ولكن عناده صور اليه انه لم يخطئ فظل فى البلاد حتى وصل الى المحاكمة وبدء استعطاف الشعب والقاضى برقوده على السرير طيلة فترة المحاكمة فكان اكرم له ان يقف امام القاضى مثلما فعل صدام بكل شجاعة, لكن القانون لا يرحم ولا يتأثر بهذه المسلسلات.