أكد مصدر مطلع ل«الوطن» عن توقف المفاوضات بين خاطف الأمريكيين، والأجهزة الأمنية والسيادية بمحافظة شمال سيناء، حول التوصل إلى اتفاق من أجل إطلاق سراحهما، مقابل تحقيق مطلبه بالإفراج عن أقاربه. الخاطف رفض الأمر، مطالباً بالإفراج عن 2 من أقاربه فى سجن «برج العرب» بالإسكندرية، مقابل إطلاقه سراح الأمريكيين. وأشار المصدر إلى أن المفاوضات تتم بين الأجهزة الأمنية والخاطف بطريقة غير مباشرة، حتى هذه اللحظات، لليوم الرابع على التوالى، عبر وسطاء من مشايخ وعواقل قبيلة الخاطف بوسط سيناء. وأضاف أن الأجهزة الأمنية بالمحافظة ليس أمامها إلا خيار التفاوض، أو القبول بتحقيق مطلب الخاطف لتحرير الرهينتين، مؤكداً أن العمليات العسكرية لن تجدى نفعاً لصعوبة الأماكن الصحراوية والجبلية بوسط سيناء، فضلا عن المحافظة على سلامة الأمريكيين. من جهته، أكد اللواء عبدالوهاب مبروك، محافظ شمال سيناء، استمرار المفاوضات مع الخاطف، لافتاً إلى اقتراب وصول المسئولين إلى حل فى هذه الأزمة، بالتعاون بين الأجهزة الأمنية ومشايخ القبائل بالمحافظة، مؤكداً أن هذه الإجراءات تتم بسرية تامة، لإنهاء الأزمة دون حدوث أى معوقات، على حد قوله. ومن جانبه، أكد جرمى أبومسوح، خاطف السائحين الأمريكيين، أنه لم يتفق مع الأجهزة الأمنية على أى تفاوض، لافتاً إلى أنه يصرُّ على أن يتم الإفراج عن 2 من المسجونين من أقاربه مقابل موافقته على إطلاق سراح الرهينتين. وأشار أبومسوح إلى أنه لن يطمئن الأمريكان على صحة السائحين، إلا بعد تحقيق الحكومة المصرية لمطالبه، مهدداً بتعذيبهما ومعاملتهما بقسوة فى حال لم تتم الاستجابة لهذه المطالب. وفى هذا السياق، تواصل السفارة الأمريكية اتصالاتها بكثافة مع الجهات السيادية بشمال سيناء حول أوضاع السائحين، وذلك وسط ضغوط مكثفة لسرعة الإفراج عن الأمريكيين، فى حين يؤكد المسئولون فى الجهات السيادية بالمحافظة عن قرب الوصول إلى حل لطمأنة السفارة على حسب المعلومات التى وصلت إلى «الوطن» من مصادر موثوق فيها. هذا وعلمت «الوطن» أن تقارير من جهات معنية بالمحافظة أُرسلت إلى القاهرة حول ما آلت إليه التطورات فى هذه الأزمة، وشملت التقارير إمكانية دراسة خروج أقارب الخاطف لتحرير السائحين دون حدوث أزمة دبلوماسية مع أمريكا، ومن ثم محاسبة الجناة فى المراحل التالية بعد الاطمئنان على سلامة وصول السائحين. وكان السائحان الأمريكيان ويدعيان «ميشيل لويس» 50 عاماً، وزوجته «ليزا ألفونس» 40 عاماً، ومرشدهما المصرى يدعى «هيثم محمد رجب» 35 عاماً، تعرضا للخطف، عصر الجمعة الماضى، أثناء سيرهما على طريق «نفق الشهيد أحمد حمدى- نخل»، بالقرب من منطقة تسمى «سدر الحيطان» بوسط سيناء، أثناء اتجاههما لمنطقة نويبع السياحية، ومن ثم تم اقتيادهما لمنطقة صحراوية مجهولة. يُذكر أنه سبق أن تعرض سائح سنغافورى الشهر الماضى للخطف وسط سيناء، للمطالبة بالإفراج عن أحد تجار المخدرات، الأمر الذى استجابت له مديرية أمن شمال سيناء، لعدم تعرض السائح لأى اعتداء من قبَل الخاطفين، كما سبق خطف عمال صينيين بالقرب من منطقة «الحفن» جنوبالعريش، للمطالبة بخروج المعتقلين فى قضية تفجيرات طابا، وتم الإفراج عنهم مقابل وعود سيادية لم تتحقق بعد.