خرج القاضي صبحي عبد المجيد، رئيس محكمة جنايات بورسعيد، عن النص، وخلع وشاحه القضائي وانفعل انفعالا شديدا على المنصة أثناء انعقاد جلسة محاكمة المتهمين في قضية مجزرة بورسعيد، بسبب اكتشافه وجود جهاز "أي باد" في يد أحد المحامين بالمخالفة لتعليمات المحكمة بمنع دخول أي أجهزة يمكن أن تسجل أو تصور الجلسات، فيما امتلأت القاعة بالبكاء والصراخ بسبب رؤية أهالي المجني عليهم لأبنائهم خلال عرض فيديوهات أحداث مباراة بورسعيد. وأظهرت الأقراص المدمجة المحرزة في القضية، تفاصيل اعتداء جماهير النادي المصري على مشجعي النادي الأهلى وقيامهم بالرقص والغناء على أغنية حكيم الشعبية "كله يرقص" عقب المباراة، كما انهار والد أحد الشهداء من البكاء عند رؤيته مشهد الاعتداء على نجله، وتوجه بالسباب للمتهمين. وبدأت الجلسة صباح اليوم بإيداع المتهمين قفص الاتهام وبعد إثبات حضورهم، أمرت المحكمة بعرض الأسطوانات وتضمنت الأسطوانة الأولى حلقة من برنامج مساء الأنوار على قناة مودرن سبورت تصور الأحداث وظهر فيها عدد من المتهمين وهم يعتدون بالضرب على المجني عليهم. وفي المقطع الثاني أظهرت الأسطوانة نزول جماهير النادي المصري أرض الملعب وإلقائهم الشماريخ على المدرج الشرقي الخاص بجماهير النادي الأهلي الذين حاولوا الفرار من خلف المدرج وسط هتاف جماهير النادي المصري في أرض الملعب وهم يشيرون إلي جماهير الأهلي. أما المقطع الثالث تضمن محادثة للمتهم فؤاد فضل كابو ألتراس المصري في برنامج مساء الأنوار على قناة مودرن سبورت وكانت تلك المداخلة قبل وقوع الأحداث الدامية التي شهدها الاستاد خلال المباراة، وقال فيها إنهم كألتراس مصراوي ومواطنين مصريين لم يقوموا بأفعال تضر البلاد ولكنهم شاهدوا التهديدات علي رابطة الألتراس الأهلاوي والتي تضمنت الوعيد لهم عند حضور المباراة وقال أنهم لا يخشون التهديدات ولكنهم يحترمون من يحترمهم ويدخلون بلادهم وسط احترام شديد لأهلها. وعرض الخبير الفني المقطع المقطع الرابع الذي تضمن مشاهد نزول جمهور الأهلي من القطار في محطة الكاب وركوبهم الأتوبيسات من هناك وسط الهتافات والأناشيد وكانت تحيطهم قوات من الشرطة العسكرية ومشهد آخر لدخولهم الاستاد، وهنا صرخ أحد الأهالي قائلا "ابني أهو يا سيادة القاضي" ووجه الشتائم إلى المتهمين قائلا "الله يخرب بيوتكم" ودخل في نوبة بكاء وجلس واضعا يديه على رأسه وظل يبكي. وقدم المحامي محمد الوكيل المدعي بالحق المدني عن الضحايا من أهالي بورسعيد عدد 3 أسطوانات الأولي تضمنت حوار مع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم مع الإعلامي عماد أديب وصف فيها المباراة بأنها عادية مثل أي مباراة وأنه لم ترد أي معلومات مسبقة تنذر بوجود تطور في الأحداث وأن ما يحدث بين الروابط الرياضية لا يمكن أن نبنى عليه رد فعل للأحداث وأنه عقب بداية المباراة حدث شحن بين مشجعي الفريقين تطور إلى التراشق بألفاظ البذيئة والشتائم وأكد الوزير أن عدد جمهور المصري كان نحو 13 ألف مشجع وعندما قامت قوات الأمن بإلقاء القبض على أحدهم أثناء نزوله للأرض الملعب ثار الجمهور في المدرجات ورددوا "سيبوه سيبوه" وأكد الوزير في نهاية حديثه أن مدير الأمن مسئول مسئولية كاملة عن الأحداث نظرا لما له من صلاحيات كاملة للتعامل مع الموقف وفقا للرؤية الأمنية أمامه من حيث زيادة عدد القوات وكيفية التعامل والاشتباك وأكد الوزير أنه عندما شعر بوجود تقصير أمنى أصدر قرار بنقل مدير الأمن ومدير المباحث وتم فتح تحقيق فوري للوصول إلى المقصرين في أداء واجبهم. وتضمنت اللقطات المعروضة جزءا من حلقة برنامج الحقيقة لوائل الابراشي على قناة دريم 2 عرض فيها أغنية الألتراس المصري والتي تتوعد مشجعي الأهلي بالموت وهى "لو جاي بورسعيد أكتب لأمك وصية علشان ده بجد مش هزار وخلاص مالكش دية". وأثار مشهد قيام جمهور النادي المصري بالرقص على أغنية حكيم الشعبية "كله يرقص" عقب اندلاع الأحداث وأثناء هروب جماهير الأهلي، استياء الأهالي الذين رددوا عبارات حسبي الله ونعم الوكيل، وتدخلت النيابة العامة وقالت للمحكمة إن هذا المقطع مصور من داخل غرفة التحكم بدليل وجود الحاجز الزجاجي مما يدل على معرفة المتهم الأخير بالواقعة ووجوده داخل غرفة التحكم أثناء الأحداث فصفق أهالى المجني عليهم للنيابة، واعترض الدفاع على ذلك التنوية الذي أبدته النيابة وقال إن الأجواء كانت هادئة بدليل وجود الأغنية الشعبية التي تدل على الفرح والاحتفال بالفوز.